Part 4×10 : الرابع من أكتوبر

396K 11K 27.7K
                                    

أيجوز أن يحب المرء مدينة
فقط لأن قلبه معلق بأحد أحيائها ؟..
...............................................................

لم تحتج مارينا أن تنظر لتعلم أن وولف أخفى صفيحتها في جيبه ..و لم تحتج الكثير لتعلم أيضا أنه حين وضع يده على خصرها يقف جانبها و ينظر لمدخلٍ جانبي للقاعة عضلاته كانت منقبضة...

سواء كان آزاريا يقف في الجانب المسالم لوولف حاليا أم لا...لكنها تعلم أنه على وشك لقاء شخص كان يوما أخاه الأصغر الوحيد و لسبب ما حتى هي كانت تترقب ذلك...تود معرفة النظرة الحقيقية لكل واحد منهما...تود معرفة هل آزاريا هو الشيطان حقا ؟..

الحفلة خلفهما كانت متواصلة و صوت العزف في الخلفية كان خافتا مقارنة بالأصوات المرتفعة الخاصة بالأحاديث التي تدور..مع ذلك القاضي و نائبته كانا يقفان وسط المكان و ينظران لمكان واحد مظلل بترقب ...كلاهما يعلمان أنه إن ظهر ديافول فحتما سيظهر من الممر المظلم...

ثانية..ثانيتان...عشر ثوان...و فقط هكذا لمحا ظلا منعكسا على الأرض في الرواق مقابلهما لشخص يقترب بهدوء و على مهل...و لم يطل الأمر كثيرا حتى ظهر جسد شخص واحد يرتدي الأسود ...

الدوق أم الشيطان...لا تعلم مارينا أيهما كان يلائمه أكثر...أحيانا تكاد لا تصدق أن الشخص الذي صادقته و الذي يحب الشِعر و التجول في حدائق موسكو يراقب الحمام يطير و يخبرها عن أكثر الأمراء المزعجين في العالم هو نفسه الشخص الذي تربى في الآيفا و يحمل دم مؤسسها و مؤسس الجحيم في حياتهم جميعا...

ما أن تقدم ناحية الأضواء و اتضحت ملامحه حتى رفع رأسه و وقعت أعينه على وولف مباشرة وكيف يقف ينتظره دون تزحزح أو انجراف... كان وولف أول ما وقعت أعينه عليه و تكاد تقسم انها لمحت الدوق يتوقف في مشيته لثانية بنظرة غريبة في أعينه كأن برقا ضربه مكانه لكنه سارع يخفي ذلك و يتقدم نحوهما بمشيته المعتادة...هادئة صامتة و مدروسة..كأنه يحمل سلالة ملكية على كتفيه و هي الحقيقة...

لكنه لم ينظر لأحد سوى زوجها... لم ينظر لا شرقا و لا غربا ...لا نحوها و لا نحو الحفلة كأنه ما أن لمح وولف حتى لم ير أحدا غيره...

لا تعلم إن كان ذلك بدافع العداء أو بدافع الذكريات...فحتى وولف شعرت بقبضته على خصرها تشتد كأنه يحاول دفن شيء ما سريعا دون أن يظهر ذلك على ملامحه...

ألقت مارينا نظرة سريعة على الحضور حول المكان و مجددا لاحظت انخفاض بعض الأصوات و اعتدال بعض الذئاب في وقفتهم كأنهم استشعروا شيئا غير صائب...و نظرا لأن وولف لم يُعْلِم سوى القليل منهم عن وجود اختراق أمني...فمن الصائب القول أن مئات الأعين صُوِّبت تجاه آزاريا يحاولون معرفة من هو و كيف دخل لوكرهم الخاص...

حتى هي لا تعلم هذا الجواب... فكرة أن آزاريا قادر حقا على معرفة كيف يفكر وولف و بالتالي يخترق أمنه بسهولة و لوحده منحتها شعورا مريبا لأول مرة ...لأول مرة شعرت بالتحذير منه و أنه أخطر مما توقعت ...

عاشقة في الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن