Part 42 : دم على ثلج

427K 11.1K 33.9K
                                    


سأنزف حتى الموت لو علمتُ أنكِ تحبين الأحمر..

........................................................................................................................................

هل تعلم أن وولف كان يحبُ اللون البني لدرجة الهوس؟.."

قالها آزاريا يغير دفة الحديث عنه موجها كلامه لآرثر بابتسامة لم تصل لأعينه من زيفها لأن ملامحه حملت شيئا من المرارة جعله يمتنع عن النظر للقاضي...لكن ما قاله دفع مارينا لتغير في جلستها و توجه انتباهها للحديث باهتمام أكبر..

وولف كان يحب البني ؟...

في أي عصر حدث هذا ؟..

" حقا؟...كيف ذلك؟.. هو حاليا يمقته و لا يُفضل أن يحمل شيء في ثيابه هذا اللون..."

تسائلت ميا بفضول تطرح السؤال الذي كان على لسان مارينا...في حين وولف كان صامتا بفك منقبض يحدق بالدوق بنظرات غير مفهومة...لكن لغة جسده كانت حتما لشخص تم إمساكه بالجرم المشهود..

مما يعني أن آزاريا محق...هو يعرف وولف أفضل من الجميع..حتى منها هي...و الأمر كان صادما و غريبا..

جذبها صوته يقول من جديد ينقل أعينه لميا بابتسامته اللبقة غير الصادقة لمن يعرفه جيدا :

" هو فقط يمتلك ذكريات سيئة مع ثياب بنية محددة...اعتاد أن يخبرني أنه يحب البني كونه يذكره بالمقبرة..."

رمشت ميا كأنها لم تتوقع سماع هذا في حين آرثر رفع حاجبه و حدق بوولف كأنما لم يستغرب كثيرا من أن ابنه صاحب العقل الإجرامي شبه البني بلون تراب المقبرة...

على عكس مارينا التي كانت ترى الأمر من جانب مغاير تماما..ترى وولف من جانب مغاير و الدوق كذلك...حقيقة أن أُخُوَّتُهما سبقت معرفتها له تجعل وضعها حساسا جدا...فدون شك الثياب المقصودة هي بذلة من بذلات الآيفا... و لعل بشاعة الذكرى ارتبطت ببشاعة شيء فعله وولف و هو يرتدي اللون ذاك..

" و لماذا المقبرة ؟.."

سألت ميا تنقل أعينها لابنها فاستغل آزاريا و نقل أعينه له كذلك بنفس البسمة يطرح السؤال عليه :

" أجل أخي...لما المقبرة...؟..."

أعاد وولف ظهره للخلف في مقعده بصمت و لم يتحدث بل اكتفى بمنح الدوق نظرات معينة جعلت ابتسامته تتسع كما لو مستمتع بحصره هكذا لكن سرعان ما تغير ذلك حين أجاب وولف فجأة بهدوء دون أن يزيح أعينه عنه:

" لأنه المكان الذي التقينا فيه لأول مرة.."

اختفت البسمة من وجه آزاريا كأنه لم يتوقع سماع هذا و حتى مارينا التفتت تنظر لوولف كما لو أنها بدورها انتظرت سماع كل شيء عدا هذا كتبرير لحبه السابق للبني..لكن لا وولف و لا آزاريا نظرا لشيء سوى بعض كما لو أنهما يتذكرا تلك اللحظة بالذات توا..

عاشقة في الظلامWhere stories live. Discover now