Part 39 : الرقص مع الشياطين

303K 10.2K 11.6K
                                    

ولأنه يعلم أن أعينه تربكني
يطيل النظر
...................................................................

علمت مارينا أنها أحسنت اختيار الفستان و لونه حين نزلت السلم المكون من درجتين تقف مباشرة عند المدخل الملكي الكبير تشعر بكل الأعين عليها ...

التفتوا لينظروا جميعهم دون استثناء نساء و رجالا للمرأة التي ترتدي فستانا أزرق قصير بشعر أحمر و تبدو كأميرة من قصص الخيال...

كلهم نظروا لها كأنها وقعت من النعيم...و قد فعلت..لكن كشيطان أتى ليشاركهم رقصة...و لا يبدو أن أحدا منهم تقبل ما يرى...

فهم بالأسود و كل واحد منهم يحمل سواد روحه بفخر على كتفيه...يحبون حقيقة أنهم ذئاب العالم السفلي و أن الجريمة تخضع لهم و لقانونهم...و رؤيتهم لملاك بينهم أزعج حقيقتهم الشيطانية...كأعداء بالفطرة..

لكن هذا لم يوقفها...بل جعلها متحمسة جدا رغم ثبات و هدوء هالتها...حتى و هي تبتسم بخفة و تسير خطوة بخطوة كعبها متناغم مع صوت الموسيقى في الخلفية شعرت أنها الوحيدة غير المتناغمة مع من حولها...ذلك لأنها أسوء منهم جميعا رغم أنها تبدو كملاك بأجنحة يحلق فوق خطاياهم ...

لم تختر أول من تتحدث معه و تدرك أنها لا تحتاج لذلك فقبل حتى أن تصل للطاولة الأولى تحرك واحد منهم و سارع يتقدم منها يغلق سترة بذلته برسمية...

ملامحه حملت استغرابا شديدا و هو يدنو منها ...كان رجلا يرتدي بذلة مخملية سوداء تعود للقضاء و تحمل شعار الإتحاديات بالأزرق...

لقد حفظتهم...وولف حرص أن تحفظهم جميعا و هي كطالبة مجدة أجرت بحوثا أكثر حولهم لذا من الآمن القول أن الرجل و ما أن توقف أمامها بيده كأس شامبانيا و فتح فمه ليتحدث قاطعته هي بابتسامة و قالت :

"  سيد دي فالنسيا...من اللطف منك القدوم لاستقبالي..."

فاجأته بهذا...خصوصا و أنه لم يأت لاستقبالها في الحقيقة بل ليخبرها أنها على الأغلب أخطأت المكان لكن ما قالته ليس سوى لتجبره أن يتعرف عليها بطريقتها...

و نجحت في ذلك حين قضب جبينه بعد حديثها ثم أخفض بصره و أول ما وقعت أعينه عليه كانت صفيحة الذئب الفضية معلقة على حواف فستانها من الأعلى و كما توقعت اتسعت أعينه بتفاجىء و ظل يحدق بها كمن يرى الأعجوبة الثامنة و من بعيد قد يبدو شخصا منحرفا ينظر لصدرها و علمت أن وولف الآن من حيث يتواجد كان يتذمر حول هذا...

لذا لتنقذ السيد دي فالنسيا ابتسمت تقول له و أعينها العسلية الواسعة كانت أجمل ما في الليلة :

" آمل ألا تكون ردة فعل الجميع مثلك ريكلامو دي فالنسيا..."

فقط حين تحدثت رمش هو باستيعاب و أخيرا و رفع نظره لها مجددا و نوع من غير التصديق في ملامحه لكن حفاظها على ثباتها و وقفتها و نظرتها له جعله يصدق... فتحدث و أخيرا يسأل سؤالا يحتاج تأكيده وهو يحرك رأسه للأعلى و الأسفل كأنه يومأ دون انتباه :

عاشقة في الظلامWhere stories live. Discover now