Part 13 الملكة والشطرنج

282K 13.2K 5K
                                    


أحببتكَ جدا..لدرجة أنني لا زلت أحاول " فاشلة "

قياس مساحة هذه ال " جدا".........

.........................................................................

" ألا تعتقدين أن بإخباركِ لي بهذا..سأشك بكِ...؟!..."

قالها وولف ببرود وهو ينظر لها منتظرا اجابتها فأومأت مارينا برأسها وقالت بهدوء ودون اي خوف او تردد :

" أنا أعلم.....وهذا جيد صراحة ...لأن الشك أولى خطوات الوصول للحقيقة...وانتَ قلتَ أنك تريد معرفة الحقيقة..."

اتاها الرد من وولف بنفس نبرته السابقة :

" وهل أنتِ تريدين ذلك ؟!"

ابتسمت مارينا و قالت :

" ربما....أنا أريدك أن تكتشفها لوحدك...ولكن في نفس الوقت لا أريد...."

حينها اجابها وولف بجدية بحتة :

" إذن..لما تفعلين هذا ؟!"

لما تفعل هذا...حتى هي لا تعلم الإجابة الأكيدة...فكل ما تعرفه هو أن ماضيها سيعيد فتح جروح عديدة لها.....وهي تريده أن يرى جراحها لانه الوحيد الاحق بذلك...لكن في نفس الوقت...هي خائفة....خائفة من إعادة مواجهة نفسها التي دفنتها....

لذا فهي لم تجبه عن سؤاله...و كالعادة عندما تتهرب...طرحت سؤالا مغايرا قائلة :

" هناك ثلاثة أجزاء من الحقيقة وولف....حقيقة آلمتني فأغلقت بابها....حقيقة أحزنتي فكتمتها...وحقيقة ستغضبك وتلك أخفيتها.....لذا ماذا ستختار ؟!"

تمعن وولف بكلماتها ثم أجابها بمنطقية وبكل هدوء :

" أنا شخص آخذ الكل أو اللاشيئ....لكن ولأنها قاعدة متبادلة...فليس من العدل أن أعرف كل هذا بينما أنت لا تفعلين..."

شبكت مارينا أصابعها مع بعض ثم ردت بصوت خافت كانها تهمس له بموعد..موعد للحقيقة.. :

" إذن...الانتظار...هذا هو الحل..كل شيئ مناسب في وقته وولف...."

ارتخت تعابير وجه وولف من الجمود الى الهدوء وهو ينظر لها بتمعن.... ولأعينها التي كانت تحمل لمعة مميزة....فهي كذلك امراة مميزة...لقد كانت وبطريقة غريبة تجيد الحزن وتتقن ارتداءه...كأنه ثوب تعودت وضعه على اكتافها منذ زمن فأثقلها....وتنظر للأشياء بمنظور خاص..وتفصلها وتحللها بمنظور أكثر غرابة وأكثر منطقية....

لذا فهو رد عليها دون ان يزيح بأعينه عنها قائلا :

" لنفرض أنني لن أقرأ ماضيكِ وماقلته بطريقة خاطئة..حتى لا أقود الأمور لمنحى خاطئ....ولن أعبث به لسبب وحيد وهو أن الألم في عينيك أقسى وأكبر من رغبتي في كشفه...لذا سأمنحك وقتا مقيدا..."

ابتسمت مارينا وأمالت رأسها قليلا وأردفت :

" مقيدا بماذا..؟؛"

عاشقة في الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن