Part 48 : الوريث الحقيقي

299K 12.5K 25.9K
                                    

روما لم تُخلق في يوم

لكنها احترقت في يوم..

......................................................................................................................................................

ممنوع حرق هوية المقنع في أي مكان و إلا سيتم حظر صاحب الحساب

..............................................


الدم يغطي وجهه و يغطي أيديه و ثيابه..

هكذا جلس وولف على المقعد الخشبي في غرفة مع جثة ألكانتارا ..

أوناي واقف هناك شاحب و أعينه حمراء ينظر لجثة والده على السرير و المغطاة بغطاء أبيض تلوث بدمه..وقف ينظر للجقة على السرير كأنه عالق هناك و روحه لم تعد في جسده...رجال من القضاء حول المكان و الفوضى حلت في الفندق و في إسبرطة أسفل بعد معرفتهم بما حدث...

هاتف وولف كان يرن عشر مرات في الدقيقة و رجاله يدخلون و يخرجون من الغرفة المفتوحة هذه في الطابق الأرضي يتأكدون من الأمن و من أن القاضي لم يطلبهم ليمنحهم الأوامر بعد....كانت هناك حالة طوارئ و الرجال يبعدون المقيمين في الفندق عن المكان لينظفوا ما حدث من دم و من رقابة حول المنطقة ..

القاضي لم يتحرك من مكانه و لم يصدر أي صوت..ملامحه كانت باردة و الدم في وجهه و على أصابعه جف ..منذ اللحظة التي حمل فيها جثة ألكانتارا من الخارج يدخله هنا يضعها على السرير يغطيها كي لا تبرد كأنه حي يتنفس..حينها علم الجميع أنه في وضع عقلي غير مستقر..

أمامه الظرف الذي وجده الرجال في غرفة مارينا بعدما استيقظوا من إغمائهم...و من الجهة الأخرى أمامه حاسوبين مفتوحين على شاشات تتصاعد فيها البيانات و يراقبها هو بأعين ميتة ينتظر النتيجة للمسح الذي أجراه..

كان ينظر للحروف على الرسالة و للشاشة على اليمين تظهر انقطاع تواصله مع نيكولاي..كل محاولات اختراقه كانت تفشل و ترسل له إشارات حمراء برفض الدخول...لذا بملامحه الميتة المنطفئة مد أصابعه الدموية للوحة المفاتيح لآخر مرة يستعمل طريقة أخرى في تجاوز جدران الحماية و الوصول لخيط فقط يدل على موقع نيكولاي..

مرت ساعتين على الرصاصة التي اخترقت جمجمة ألكانتارا و إختفاء مارينا.. هو لم يغضب لم يصرخ لم يقتل و لم يفعل شيئا...منذ ساعتين و منذ إدخاله للجثة و هو جالس أمام الحواسيب و لم يعرف أحد ما يقوم به أو لما يقوم به...كأنه أصبح رجلا آليا و مشاعره انطفئت ..الآن..فقط حواسه التي تعمل

منع أن يأخذ أحد جثة ألكانتارا أو يلمسها ..لا لتنظيفها أو ليتفحصها طبيب شرعي و يجهزها للدفن...لا شيء..كأنه أقسم ألا يلمسها أحد حتى يجد من فعلها ...

عاشقة في الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن