Part 38: أميرة وسط الذئاب

434K 11.1K 22.9K
                                    

في القطار تبادلنا المقاعد
كنتِ تريدين النافذة و كنتُ أريد أن أطل عليكِ
.................................................................

لم تعرف مارينا كيف تصف الأمر لسبب غريب !

لم تجد الكلمات الملائمة لتصف نظرة وولف للجثث في محل الآثار ذاك...كان يقف أمامها و أعينه الزرقاء أجرت مسحا متمعنا على كل جثة و على كل بقعة دم كأنه يرسم في ذهنه السيناريو الذي تم به الأمر ...كأنه يحاول تخيلها و هي تقتلهم لوحدها تخلف جثثا وحشية و تخرج سالمة دون خدش...

لا تعلم لما أراد القدوم هنا بالضبط و تفقد مسرح الجريمة...لم يود تفقد البقية كما أراد تفقد هذا...و هو ما جعلها تخمن أنه بالفعل رأى ما فعلته مع البقية نظرا لأنها لم تقم بذلك في أماكن مغلقة كليا كما هذا...

الظريف في الأمر أنه كان يمسك بيدها...نفس اليد التي خلفت كل هذه الفوضى و يقفان جنبا لجنب على أرضية كانت هي السبب في أنها غارقة بالدم و رائحة الموت...

لكن على عكس نظرتها المظلمة و هي ترتكب الجريمة كانت نظرتها الآن و هي تمسك يده هادئة جدا...كان يوازنها...كان الين لليانغ خاصتها...

كل فكرة مظلمة و كل تعطش للدم راودها سابقا اختفى حين لمسها فقط...

صوته و هو يقول بجدية تامة دفعها لتلتفت صوبه تسمعه :

"  لو أننا لم نكن متزوجان بالفعل كنتُ عرضت الزواج عليكِ الآن و في هذا المكان بالتحديد.."

طرق وولف سييرا مجددا !

جديا كان يملك كلمات تخصه...و رغم نبض قلبها عند سماع شيء كهذا لكنها جاهدت لتخفي إبتسامتها السعيدة و سألته ترفع حاجبها المثالي بهدوء و أعينها تلمع :

" تعني أن أرضية مليئة بالدم و جثث تفوح منها رائحة الموت هي مكانك المثالي لطلب رومانسي؟.. تعجبني أفكارك سيد سييرا..."

ما قالته كان كفيلا بجعله يلتفت لها و أخيرا تنظر لأعينه الزرقاء و التي كانت القبعة السوداء تجعلها تبدو داكنة أكثر...لكن هذه المرة كانت إبتسامته التي ظهرت جزئيا هي من خطفت قلبها ترى كيف أمال رأسه لها ...

لو لم تكن واقعة في حبه حد اللاعودة لكانت وقعت في حبه هنا عند هذه النظرة ...و هو لم يكفه أنه أمال رأسه أثناء تحديقه بها بابتسامة...بل و أثناء فعل ذلك رأته يشير بيده للأرضية المغطاة بالدم و قال بنفس البسمة و نظرة من الصدق سلبت أنفاسها :

" تعلمين كيف أنني أنظر لهذا و أكاد لا أصدق ؟..تعلمين لولا أنك تبدين جميلة جدا لما كنت صدقت؟.."

بأعينها العسلية تتبعت ما يشير له بيده لتجد أنه لا يشير للجثث و ما فعلته... بل لانعكاسهما سويا على أرضية من الدماء...دم هي من أراقته...

عاشقة في الظلامWo Geschichten leben. Entdecke jetzt