Part 45 : موعد مع الأميرة

273K 10.7K 22K
                                    

و لو أن إبليس رآكِ يوما

لَقَبّل أعينكِ ثم اهتدى

.................................................................................................................................................

 وولف و مارينا كانا يقفان جنب بعض في الحديقة قبيل غروب الشمس يراقبان مايكل يسير مع أديلينا و ارتورو في الحديقة يتحدث معهما و يريهما بأيديه يشرح خططه الجديدة لزراعة نوع جديد من الأشجار و بعدها التف بهما ناحية المسبح أو المسبحين إن صح القول و أديلينا فورا شهقت تركض ناحيتهما...

ابتسمت مارينا على ذلك ترى أرتورو يتبعها بتردد...والدها كان أفضل مهندس حقا و هو حين صمم المكان و قام ببنائه وفق ما تخيله جعله شيئا خارجا من القصص الخيالية...و حديقتهم الخلفية و المسبحين فيها يبدوان كمشهد من قصص جنيات و حوريات...و الربيع أفضل وقت يمكنك الجلوس فيهما بسبب نوع محدد من الزهور التي تطلق رائحتها في هذا الوقت من السنة..

حين التفتت لوولف تنوي معرفة ما يفعله اختل نبضها لما وجدته يحدق بها بالفعل...و ضوء الشمس قبل لحظات من الغروب انعكس عليه يرسم كل تفصيل في وجهه و هو ما جعل نظرة اعينها ترق كأن الشمس غربت في السماء و أشرقت في قلبها..

" هل لا تمانعين بقائهم هنا معك ؟.."

سألها بهدوء بعد لحظات و هو يلف ذراعه حولها بعناق جانبي يشير للصغار الذين يحدقون بالمسبح بانبهار و كيف أن المياه تنبعث صوبه من كل جهة و كيف أنه مزين من الداخل...

" بالتأكيد لا أمانع...لقد درسا بشكل جيد جدا و يستحقانها..."

العطلة كانت هديتهما لأنهما لم يتعباها في الدراسة و فعلا ما أرادته بالضبط...و هي بذلك تعني أديلينا التي لا تهتم بالدراسة عادة بقدر اهتمامها بالرسم و التلوين فتحصلت على علامات جيدة...أما أرتورو فكان حالة خاصة...

و لعل وولف فكر بذات الشيء لأنها سمعته يتنهد بخفة فأعادت أعينها له تنظر لوجهه من الجانب و كيف رمش يخبرها :

" لقد أرسلوا لي رسالة أخرى من المدرسة...ينتظرون توقيعي لأنقله صفوفا أعلى العام المقبل..."

رغم أنه قالها بهدوء لكن هناك لمحة مختلفة في نبرته...كأنه لا يصدق أن شخصا مثله ولد فتى عبقريا...لأن الحقيقة كانت أن قاضي العالم السفلي لم يكن غبيا لكنه لم يكن مثل ابنه بنسبة ذكاء أعلى من الطبيعي...لم يكن مثله ينظر للارقام و يرى حلولا أو يقرأ الصفحة مرة لتترسخ في ذهنه للأبد...كان عبقريا و هذه الصفة بقدر ما كانت مبهرة بقدر ما كانت ثقيلة و مخيفة...فبالنسبة له الأمر يعني أن أرتورو لم يتبق له سوى سنتين أو ثلاثة ليستوعب حقا عمل والده و يفهم ما يجري حوله..لم يتبق له الكثير ليبدأ بالبحث عن الإجابات و ربما سيبدأ برؤية اختلافه شيئا سيئا و يختار لنفسه طريقا آخر...

عاشقة في الظلامWhere stories live. Discover now