Part 35: حب على الصّليب

493K 12.8K 29.6K
                                    


  الصباح يطرق النوافذ...
     كيف أخبر الشمس أن وجهكِ يكفي...

...................................................................... ...

قل لي لا..بأعداد حزينة ..
الحياة ليست سوى حلم فارغ !
لأن الروح موت ناعس ..
الفن طويل والزمن سريع الزوال
وقلوبنا رغم شجاعتها وشجاعتها
لا تزال  مثل الطبول المكتومة تدق..
و المسيرات الجنائزية  تستمر نحو القبر..

تتساءل الأميرة الروسية بعد قصيدة كهذه لأي ديانة ينتمي الحب إن كان يملك ديانة أصلا..هل بعد موت الحب يُدفن بكفن أبيض على اتجاه واحد كالإيمان بالرب الواحد ؟ أم أنه ليموت عليه أن يصلب يعلق أمام كل مشاعر أنكرت وجوده يوما و كل قلب حمل من الحجارة ما يكفي لتسيل دماءه على أرض ستدفنه أيضا وفق ديانة أخرى..

كم من جنازة للحب نحضرها في حياتنا هل عدّ أحدكم؟..كم مرة نقتل الحب و كم مرة نصلبه و كم مرة ندفنه بعدها ؟ و الحقيقة هي أن لا أرض كفيلة بدفن كل الحب في قلبنا مما نخفيه و ما نظهره و لا دم على الصليب كاف ليرسم لنا مسار الحب المحترق لكل روح استشهدت على يد هذا الفن الجميل..

حب على الصليب أم حب على أرض المصلى...يكفينا أن الموت واحد و كذلك الحب واحد لنقول أن من مات في الحب شهيد و أن الحب سواء مات أم لم يمت لا كلام مقدس يفك لعنته على النفس...

كما يحترق النور مع الفجر و كما يحترق الفن بين اللهب كان إحتراق الحب كذلك مميتا...

و ميتا كان الكلام في حلقها و حيا كان الدم داخل أوردتها حارا حارقا كالحب الذي كان هو..تسمعه يسألها أن تفك تعويذة ما بينهما و هي عاجزة حتى أن تفتح كتابها من الشر الخالد فأين ولأين تصل للتعويذات و اللعنات من دهر ماض...

ظل هو بين الظلام و من الظلام ينظر لها بأعين من خطيئة الأزرق يترقب جوابها  و يتأمل صمتها لا يعلم إن كان ما دام لدقائق سينتهي في دقائق أيضا ..فكما الوهم من غبار حقيقته تظهر أيضا من غبار وتكون وحيدة هائمة كغيمة من غيم سماء الإغريق لآلهة لم تتواجد يوما...

الفخر في هذه القضية لمن ؟ للصدق الحي في الحب بينهما أم للكذب الميت لأشهر بينهما..لم يملك قاضي العالم السفلي الإجابة ذلك لأن السؤال لم يكن يوما له..لطالما كان القرار بين يديها بشأن كل قضية و كل فتح بينهما يباشران به دولتهما الجديدة..

صوت اهتزاز صامت لهاتفه داخل جيبه كان انكسار الصمت الوحيد في المكان و الشبيه بتلك العملة الوحيدة التي وقعت على أرضية باردة فأوقعت اللحن الأخير معها...أخرج وولف حينها الهاتف من جيبه دون أن يزيح بأعينه عنها و دون أن تفعل هي كذلك رأته كيف أطفأ الجهاز دون تردد يعيده لمكانه يرمي بكل العالم خلفه و لا يرضى بالتنازل عن صدام الأعين بينه و بينها..

عاشقة في الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن