Part 36: الإرث الأسود

336K 10.4K 12.5K
                                    

كيف أكُفُّ عنكِ و أنا كفيفٌ دون كفِّكِ ؟...

.............................................................

..

لأي ظلام ننتمي و لأي ليلة نستجدي...أي سواد يفخر بعد سوادٍ داخلنا يصرخ بأنه غرور الشيطان .. يقولون أن النور سيد على  الظلام و أن الشمس بالسوط تروض القمر...لكن الحقيقة أن النور وهم بُني من رماد و دخان ...فالمأساة الحقيقية هي مأساة البقايا من الإحتراق و ليس الإحتراق نفسه..و هناك بشر قدرهم أن يولدوا بظلام ليحكموا قلعة من شظايا و خبايا...

كان من الظلام و بإصبعه يمسح على خاتم مظلم قدمته له ملكته ليأتي ها هنا و ينظر لما يملكه من قلعة في حكم الظلام..

وقف القاضي بثيابه وسط قاعة الملوك الخاوية هذه ..يحدق بما أمامه من فن...

قاعة بُنيت كقاعة العرش في قصر ملك طاغية...كانت بجدران شاهقة منحوتة و سقف شبيه بسقف كاتدرائية تعلو أرضية تعمها همسات الشياطين...

قد يعتقد المرء أنها نظرا لكونها قاعة عرش إتحاديات المافيا سيكون هناك طاولة مستديرة يجتمع فيها القاضي و أعضاءه ...لكن الحقيقة كانت مغايرة....فما قابل نظر وولف الآن و بدل الأرضية اللامعة الخاوية...كان هناك في الوسط مساحة مائية على شكل مستطيل طويل جدا يأخذ القسم الأكبر من القاعة...كما لو أن هناك مسبحا طويلا و ليس بعريض وسط أرضية القاعة...

ما يميزه و يجعله مريبا للنظر كان أن مياهه لم تكن مياها صافية كالمسبح بل كانت سوداء جدا كما لو أنه حبر أسود بدل الماء...  ليس لأنها متسخة بل لأن السائل ذاك لم يكن سوى ذهبا أسود...و بالذهب الأسود أقصد البترول الخام...

قاضي العالم السفلي بالتأكيد لم يضع مسبحا من البترول بالكامل وسط قاعة الملوك هذه....الجميع يعلم أن البترول هو طبقة من الأعلى فقط تغطي ما يسبح في المياه أسفل أرض المبنى بأكمله.. 

البترول مجرد غطاء يخفي به شفافية المياه...توقيع وولف سييرا الخاص..

كان اللون الأسود هذا يغطي تهديد القاضي المميز و توقيعه وسط مبنى إتحاديات المافيا...كان القضاء في المافيا هو إرثه الأسود ...و لأنه اعتاد إمتطاء الظلام..بات من السهل عليه ترويض الأسود في كل إنش من حياته...

صوت خطوات منظمة كخطوات جنود في ساحة المعركة كانت ما جذب انتباه وولف الذي يقف قرب مياه المسبح السوداء ...يدرك تماما أن الرجال يأخذون مواقعهم ينتشرون على القاعة بثياب الإتحاديات و بالتالي لم يحتج أن يلتفت ليرى...

ظل هناك يقف مكانه بوقفة ثابتة يعبث بالخاتم.. شعره حالك السواد كثيابه و ملامحه لا تظهر أي تعبير أو تفشي شيئا مما يفكر به الرجل الذي يحمل قلادة القادي وسط صدره...هيئته كانت الشيء الوحيد الذي يقابل داخلي القاعة...كان يعطي بظهره للمدخل و هو يعلم أنها مجرد ثوان تفصله عن لقاءه بأعضاء الإتحاديات....

عاشقة في الظلامOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz