Part 32 خنجر في يد ملك

395K 12K 22.2K
                                    

كنت حديقة الملح ...

و أنا مشيت نحوك حاملا كل جراحاتي...

...............................................................................

عاد آزارِيا للخلف قليلا دون أن يزيح أعينه عنها بعد أن نطق جملة امتصت مرارتها من الروح ما تمتصه البذرة عطشا من أرض دموية..

العشق...كان ضريح عبادة لم يجدر بشيطان مثله أن يصعد نحوه ..فالشياطين لا يجب تعميدها لأنها إن ارتبطت بروح عدا الجحيم سينتحر ملك الرقعة..ذلك لأن القلوب ترتبط بديانة روح واحدة...لهذا لم تنظر له ملكته يوما...و حل لعنة ارتباط الأرواح ليس رش المياه المباركة...سيكون عليه رش دماء وحوش قدمت معه من الجحيم...

ملكته كانت ترتكب خطأ فادحا...الجلوس على طاولة مع الألم..حيث جلس هو قبلا و رأى الوجبة التي يتم تقديمها وكيف أنها خناجر لقطع شريان القلب و سكاكين لفصل الروح و العقل....كان يعلم أنك حين تنهي وجبتك على تلك الطاولة سيتحتم عليك شرب دموعك و الثمالة بها...و أنك حين تحمل منديلا فلأنك ستمسح به آخر قطرات من نفسك...و بعدها حين رفع الوجبة سيأتيك أحد ظلال الألم و هو الجنون ليسحب كرسيك من أجلك و يخبرك أن تنام في أحد غرف قصرهم الموقر...غرف عشق في الظلام..

الشيطان اعتاد على عرش لوحده بين النيران...فكيف يشاطره الألم وجبة و غرفة ؟...الحقيقة أنه جلس على تلك الطاولة حاملا تصريحا ذهبيا خاصا بلون أعينها...جلس على تلك الطاولة مرتديا جلد شيطان أحمر كلون شعرها..و أنه حين جلس عزف لنفسه صوتها حتى لا يسمع أنين الألم 'سيد الوليمة'...

فكيف لها الآن أن تنظر له بنظرة عشق الظلام تلك و التي لم تكن من أجله ؟ كيف لها ألا تخفيها لأول مرة عنه كما جعلته يعيش أعمى عن ذلك لسنوات ؟...أتراها وصلت فائضا من العشق فلم تعد براعة تنكرها كافية لتخفيه؟ ..

ذلك جعل الدم داخله يفور و أخفى ذلك من خلال النظر لها بملامح بدت ثابتة و نظرات سوداء جعلتها تحدق به بصمت كذلك ثم أبعدت نظراتها عنه و قالت بهدوء :

" و ما الذي يجعلك واثقا من ذلك آزاريا ؟..هل تختلف نظرة عشق الظلام عن عشق النور؟..."

كان سؤالها ليس فقط بسبب ما قاله آزاريا...حتى إيرا فاديتا رأت ذلك و ألكانتارا رأى ذلك...تود أن تعرف هل هناك شيء في أعينها يجعل المرء يكتشف عشقها ؟...أما أعينها فهي تتأكد يوما عن يوم أنها خائنة ...ترفض قول حقائق عدا حقائق القلب...

آزاريا كان الآن يجد نفسه في دوامة لم يحبها...أن يتحدث معها عن الحب لرجل آخر كان شيئا يجعله يود وضع رصاصة في رأس القاضي....و رصاصة في رأس القدر...

كان يشعر بفكه منقبضا لذا مرر أنامله عليه ماسحا ذقنه كمن يحاول الطبطبة على منطقة تؤلم...ثم أجابها و هو يحدق بها :

" من رأى العشق يميز نظراته و يميز ألوانه...أعينك ضائعة و الحب من المفترض أن لا يتظلل تحت شجرة الضياع و المتاهة...لذا أخبريني ما يحدث ؟.."

عاشقة في الظلامTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon