كم غار منها البدر عند حديثنا
و على النجوم بنظرة تتبرع................................................................
" أود أن أعرف ما تفكر به عن العلاقة بيني و بين والدك أرتورو ؟..."
كانت نبرة مارينا و هي تسأل هذا هادئة جدا لكنها حذرة...قالت كل كلمة بروية كأنها تخشى من استخدام الكلمة الخاطئة و يفهمها هو بطريقة مغايرة...
ولولا أنها كانت ترفض إزعاج راحته في هذه الوضعية لغيرت موضع جلستها و اعتدلت كونه أيقظ فيها جزء الحذر توا...
راقبت بأعينها العسلية كيف أنه عض على وجنتيه المحمرة يرفض النظر لها و رمش عدة مرات كأنه على وشك الإستسلام لرهابه و توتره مما جعلها تضيق بجبينها تنوي سحب ما قالته حتى قاطعها هو يغمض أعينه بقوة و يأخذ أنفاسا مطولة و بقبضته الصغيرة كان يشد على قميصها ..
ظلت متجمدة مكانها ترفض الحراك تسمح له بأخذ أنفاسه على مهل و أخذ كل الوقت الذي يريده في التفكير...
كانت تعلم أنه عاجلا أم آجلا سيطرح عليها سؤالا كهذا...ولأشهر كانت عاجزة عن إيجاد الجواب الملائم لأنها كانت تجهل موضعها مع وولف و هل سيحين وقت تغادر فيه...لكن ما حدث أمس...ما حدث بينهما غير كل شيء...
تذكر ذلك لوحده جعل قلبها ينبض بعنف داخلها و دفء يستقر داخل أعينها كأن وولف و الأفكار التي تدور عنه تمسح على روحها بيد علاج أبدي..
" أأنا...أأنا أحب أمي كثيرا..."
صوت أرتورو يقول هذا جعل أعينها ترق أكثر و هي تراقب كيف امتلأت أعينه بدموع مكبوتة و عض على وجنتيه كمحاولة لكي لا يبكي يرفض مجددا النظر لها..
وهنا رمت هي بقراراتها بعدم التحرك عرض الحائط فوضعت هاتفها جانبا و اعتدلت في جلستها و دون أي تحذير حملت أرتورو تخرجه من أسفل الغطاء تعانقه وهو جالس بركبتيه فوق أحضانها...
كانت ثوان فقط حتى شعرت به يلف ذراعيه الصغيرة حول رقبتها و كان هناك دموع بللت بشرتها حين وضع وجنته عليها فعلمت أن دموعه الغالية كانت تسيل من جديد و هو أمر كسر قلبها...انفطر قلبها لفكرة أنه يبكي لعدم رغبته بأن تكون زوجة والده ...و هي تتفهمه...اختلافه عن أخته يجعله يستوعب الحقائق أسرع منها و لعله فهم دور مارينا في حياتهم بالفعل و هو يرفض ذلك و هو حقه...
لا إمرأة تستطيع أن تحل مكانة الأم...سواء كنا نتذكر أمنا أم لا...تظل في مرتبة يستحيل لأحد استبدالها...
وفكرة أن الصغير في أحضانها و الذي تشعر بدموعه الصامتة تحرق بشرتها قد شعر بالأذى لفكرة أن مارينا محل والدته كانت تؤذيها و تجعلها عاجزة...
رغم أنها كانت تمسكه بين أحضانها برقة تمسح على ظهره و تقبل له رأسه قبلات متفرقة كي يتوقف عن البكاء إلا أن قلبها انقبض و وجهها عكس ملامح العجز التي حلت بها في هذه اللحظة...
YOU ARE READING
عاشقة في الظلام
Romanceلم يكن بزعيم مافيا و لم يكن الدون أو الزعيم على الإجرام...بل كان شيئا مختلفا...هو كان قاضي المافيا...كان الرجل الذي يرأس نظام القضاء الذي يسير القوانين في العالم السفلي... وولف سييرا هو الرجل الذي يلجأ له زعماء المافيا ليحل مشاكل عشائرهم و يسن العقو...