Part 37 :حين يصطاد الملك

439K 11.5K 23.9K
                                    

كم غار منها البدر عند حديثنا
و على النجوم بنظرة تتبرع

................................................................

" أود أن أعرف ما تفكر به عن العلاقة بيني و بين والدك أرتورو ؟..."

كانت نبرة مارينا و هي تسأل هذا هادئة جدا لكنها حذرة...قالت كل كلمة بروية كأنها تخشى من استخدام الكلمة الخاطئة و يفهمها هو بطريقة مغايرة...

ولولا أنها كانت ترفض إزعاج راحته في هذه الوضعية لغيرت موضع جلستها و اعتدلت كونه أيقظ فيها جزء الحذر توا...

راقبت بأعينها العسلية كيف أنه عض على وجنتيه المحمرة يرفض النظر لها و رمش عدة مرات كأنه على وشك الإستسلام لرهابه و توتره مما جعلها تضيق بجبينها تنوي سحب ما قالته حتى قاطعها هو يغمض أعينه بقوة و يأخذ أنفاسا مطولة و بقبضته الصغيرة كان يشد على قميصها ..

ظلت متجمدة مكانها ترفض الحراك تسمح له بأخذ أنفاسه على مهل و أخذ كل الوقت الذي يريده في التفكير...

كانت تعلم أنه عاجلا أم آجلا سيطرح عليها سؤالا كهذا...ولأشهر كانت عاجزة عن إيجاد الجواب الملائم لأنها كانت تجهل موضعها مع وولف و هل سيحين وقت تغادر فيه...لكن ما حدث أمس...ما حدث بينهما غير كل شيء...

تذكر ذلك لوحده جعل قلبها ينبض بعنف داخلها و دفء يستقر داخل أعينها كأن وولف و الأفكار التي تدور عنه تمسح على روحها بيد علاج أبدي..

" أأنا...أأنا أحب أمي كثيرا..."

صوت أرتورو يقول هذا جعل أعينها ترق أكثر و هي تراقب كيف امتلأت أعينه بدموع مكبوتة و عض على وجنتيه كمحاولة لكي لا يبكي  يرفض مجددا النظر لها..

وهنا رمت هي بقراراتها بعدم التحرك عرض الحائط فوضعت هاتفها جانبا و اعتدلت في جلستها و دون أي تحذير حملت أرتورو تخرجه من أسفل الغطاء تعانقه وهو جالس بركبتيه فوق أحضانها...

كانت ثوان فقط حتى شعرت به يلف ذراعيه الصغيرة حول رقبتها و كان هناك دموع بللت بشرتها حين وضع وجنته عليها فعلمت أن دموعه الغالية كانت تسيل من جديد و هو أمر كسر قلبها...انفطر قلبها لفكرة أنه يبكي لعدم رغبته بأن تكون زوجة والده ...و هي تتفهمه...اختلافه عن أخته يجعله يستوعب الحقائق أسرع منها و لعله فهم دور مارينا في حياتهم بالفعل و هو يرفض ذلك و هو حقه...

لا إمرأة تستطيع أن تحل مكانة الأم...سواء كنا نتذكر أمنا أم لا...تظل في مرتبة يستحيل لأحد استبدالها...

وفكرة أن الصغير في أحضانها و الذي تشعر بدموعه الصامتة تحرق بشرتها قد شعر بالأذى لفكرة أن مارينا محل والدته كانت تؤذيها و تجعلها عاجزة...

رغم أنها كانت تمسكه بين أحضانها برقة تمسح على ظهره و تقبل له رأسه قبلات متفرقة كي يتوقف عن البكاء إلا أن قلبها انقبض و وجهها عكس ملامح العجز التي حلت بها في هذه اللحظة...

عاشقة في الظلامWhere stories live. Discover now