Part 14 مخالب أنثى

281K 13.3K 8.5K
                                    

لعلّنا خُلِقنا لنظلّ هكذا " خطين متوازيين "

                يعجزان عن الفراق ؛ وعن التواصل

ولن يلتقيا إلا إذا انكسر أحدهما...

....................................................................................

أغلقت أورورا باب غرفة الصغار بعد أن وضعت أديلينا في سريرها ثم نزلت بخطى متوترة نحو قاعة الجلوس أين يتواجد الضيوف....وعندما دخلت وجدت الصمت قائم على المكان....لذا أسرعت وجلست مكانها بهدوء تام...

لقد كان آرثر و مِيا يجلسان جنب بعض ومارينا  و وولف جنب بعض على نفس الأريكة بينما السيد والسيدة هاميلتون في أريكة مقابلة لهما....

كانت مارينا تنظر لهما بهدوء وهي تتساءل عن سبب قدومهما...فمن الغريب أن يأتي والدا آنجل من أمريكا لإسبانيا في هذا المساء ودون أن يخبرا أي شخص مسبقا...

لقد كانت السيدة جيسيكا هاميلتون إمرأة في منتصف أربعينياتها لكنها كانت محافظة على رشاقتها بشكل عجيب....وقد كانت هي وآنجل يشتركان في  عدة أمور...الشعر الذهبي والأعين الخضراء وذلك الوجه الملائكي...لكن على عكس ابنتها كانت جيسيكا ذات ملامح باردة وقوية لا تظهر أي ذرة ضعف أو خوف....

بينما زوجها فكان مثالا عن رجل الأعمال الذي يهتم بتوسيع ثروته وعمله أكثر من اهتمامه بالعائلة وهذا يتضح من جلسته الوقورة وأعينه التي كانت تنتقل من كل شخص بتفحص وهدوء كانت يُقَيِّمُ عدة أمور في رأسه....

قطع هذا الصمت صوت وولف وهو يتحدث ببرود ومباشرة صلب الموضوع دون أي سلام :

" هل لديك عمل في إسبانيا سيد هاميلتون..؟!"

نظر له ستيفان بهدوء واجاب بصوت عملي :

" لا...لديّ عمل في روسيا....ولكن جيسيكا أصرت ان نتوقف هنا من أجل الإطمئنان على الصغار....وسنغادر غدا مساءا..."

قضبت مارينا جبينها باستغراب مما قاله....هل يتحدث عن صفقته معها ؟!..فهي قد سبق ورفضتها  صباحا...أيعقل أنه سيذهب لروسيا من أجل التحدث معها وتغيير رأيها...لكن هذا مستحيل...أولا هي هنا...وثانيا هي لن تغير رأيها في الصفقة التي طرحها....والأغرب أنه حتى لايعرف وجهها...لذا هي جالسة  أمامه دون أن يتعرف على هويتها.....

شعرت مارينا كأن هناك من ينظر لها لذا رفعت نظرها  فوجدت جيسيكا تنظر لها من الأعلى للأسفل بنظرة دونية تشبه الاحتقار...كأن وجودها بينهم وبجانب وولف على وجه الخصوص....أمر غير متناسق و مخالف للقانون....

رفعت مارينا حاجبها بهدوء وبثقة كأنها تنتظر منها أن تضيف كلمة على نظراتها...وبالفعل فجيسيكا نطقت ببرود وهي تشير باصبعها على مارينا قائلة :

" من هذه الفتاة الغريبة ؟! ولما تجلس بيننا وفي اجتماع عائلي ؟!"

نظرت لها مارينا بهدوء وتحدي كأن ما قالته لم يؤثر فيها بتاتا بينما مِيا فقد أضافت قائلة بابتسامة :

عاشقة في الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن