عاشقة في الظلام

By _ibriz_

20.6M 715K 1M

لم يكن بزعيم مافيا و لم يكن الدون أو الزعيم على الإجرام...بل كان شيئا مختلفا...هو كان قاضي المافيا...كان الرج... More

هل أنت قاتل ؟
Part 1 : رُويْ (Roy)
Part 2 : بين الظلال
Part 3 : توقيع بإسم الحب
Part 4 :ألم عاشقة
Part 5 دمعة الحب
Part 6 مشكلة قلب
Part 7 هيوغو آندريس
Part 8 قوة الحب
Part 9 ظهور الروي
Part 10 إشتياق
Part 11 خسارة عظمى
Part 12 سِرٌّ مقابل سِرّْ
Part 13 الملكة والشطرنج
Part 15 إرمي أوراقك
Part 16 تسديد دين
Part 17 ابتسامة قاتلة
Part 18 معجزتكَ
Part 19 قانون التسعة
Part 20 شبح الماضي
Part 21 تناقضكِ جذاب
Part 22 ميلادها
Part 23 أسطورة العشق الأولى
Part 24 قاضي العالم السفلي
Part 25 تمردات العشائر
Part 26 قلب الوحش
part 27 جريمة حب
Part 28 أورلوف
Part 29 مَلِكُ الْجَحِيم
Part 30 القفص الذهبي
Part 31 دوق إيطالي
Part 32 خنجر في يد ملك
Part 33 صرخة الموتى
Part 34 جريمة الليل الأولى
Part 35: حب على الصّليب
Part 36: الإرث الأسود
Part 37 :حين يصطاد الملك
Part 38: أميرة وسط الذئاب
Part 39 : الرقص مع الشياطين
Part 4×10 : الرابع من أكتوبر
Part 41: كأس الملك
Part 42 : دم على ثلج
Part 43 : Heikō
Part 44 : فخ منتصف الليل
Part 45 : موعد مع الأميرة
Part 46: الثور في إسبانيا
Part 47 : الأمير و الأميرة
Part 48 : الوريث الحقيقي
Part 49 : النهاية
الخاتمة
فقرة الأجوبة عن الأسئلة

Part 14 مخالب أنثى

292K 13.7K 8.8K
By _ibriz_

لعلّنا خُلِقنا لنظلّ هكذا " خطين متوازيين "

                يعجزان عن الفراق ؛ وعن التواصل

ولن يلتقيا إلا إذا انكسر أحدهما...

....................................................................................

أغلقت أورورا باب غرفة الصغار بعد أن وضعت أديلينا في سريرها ثم نزلت بخطى متوترة نحو قاعة الجلوس أين يتواجد الضيوف....وعندما دخلت وجدت الصمت قائم على المكان....لذا أسرعت وجلست مكانها بهدوء تام...

لقد كان آرثر و مِيا يجلسان جنب بعض ومارينا  و وولف جنب بعض على نفس الأريكة بينما السيد والسيدة هاميلتون في أريكة مقابلة لهما....

كانت مارينا تنظر لهما بهدوء وهي تتساءل عن سبب قدومهما...فمن الغريب أن يأتي والدا آنجل من أمريكا لإسبانيا في هذا المساء ودون أن يخبرا أي شخص مسبقا...

لقد كانت السيدة جيسيكا هاميلتون إمرأة في منتصف أربعينياتها لكنها كانت محافظة على رشاقتها بشكل عجيب....وقد كانت هي وآنجل يشتركان في  عدة أمور...الشعر الذهبي والأعين الخضراء وذلك الوجه الملائكي...لكن على عكس ابنتها كانت جيسيكا ذات ملامح باردة وقوية لا تظهر أي ذرة ضعف أو خوف....

بينما زوجها فكان مثالا عن رجل الأعمال الذي يهتم بتوسيع ثروته وعمله أكثر من اهتمامه بالعائلة وهذا يتضح من جلسته الوقورة وأعينه التي كانت تنتقل من كل شخص بتفحص وهدوء كانت يُقَيِّمُ عدة أمور في رأسه....

قطع هذا الصمت صوت وولف وهو يتحدث ببرود ومباشرة صلب الموضوع دون أي سلام :

" هل لديك عمل في إسبانيا سيد هاميلتون..؟!"

نظر له ستيفان بهدوء واجاب بصوت عملي :

" لا...لديّ عمل في روسيا....ولكن جيسيكا أصرت ان نتوقف هنا من أجل الإطمئنان على الصغار....وسنغادر غدا مساءا..."

قضبت مارينا جبينها باستغراب مما قاله....هل يتحدث عن صفقته معها ؟!..فهي قد سبق ورفضتها  صباحا...أيعقل أنه سيذهب لروسيا من أجل التحدث معها وتغيير رأيها...لكن هذا مستحيل...أولا هي هنا...وثانيا هي لن تغير رأيها في الصفقة التي طرحها....والأغرب أنه حتى لايعرف وجهها...لذا هي جالسة  أمامه دون أن يتعرف على هويتها.....

شعرت مارينا كأن هناك من ينظر لها لذا رفعت نظرها  فوجدت جيسيكا تنظر لها من الأعلى للأسفل بنظرة دونية تشبه الاحتقار...كأن وجودها بينهم وبجانب وولف على وجه الخصوص....أمر غير متناسق و مخالف للقانون....

رفعت مارينا حاجبها بهدوء وبثقة كأنها تنتظر منها أن تضيف كلمة على نظراتها...وبالفعل فجيسيكا نطقت ببرود وهي تشير باصبعها على مارينا قائلة :

" من هذه الفتاة الغريبة ؟! ولما تجلس بيننا وفي اجتماع عائلي ؟!"

نظرت لها مارينا بهدوء وتحدي كأن ما قالته لم يؤثر فيها بتاتا بينما مِيا فقد أضافت قائلة بابتسامة :

" لأنها صارت جزءا من عائلتنا جيسيكا "

التفتت جيسيكا لها باستغراب وقالت بغير فهم :

" ماذا تقصدين بهذا ؟!.. "

وضعت أورورا بضعا من خصلات شعرها خلف أذنها بتوتر و هي تعلم ما سيحدث بعد أن يعرفوا الحقيقة....

ولكن عوضا عن مِيا كان وولف هو من أجاب بنبرة باردة وهو ينظر صوب أعينها مباشرة :

" هي تكون زوجتي..."

"ماذا؟! "

قالت جيسيكا هذا بصوت عالي وتحولت معالمها للصدمة بعد ما قاله وولف كأنها لم تستوعب بعد ما سمعته أذناها... بينما مارينا فقد كان قلبها يخفق بقوة بسبب الكلمة التي قالها..لقد كانت أول مرة يقول كلمة زوجتي.. وأمام شخص ما أيضا...لقد  كانت تنظر له بهدوء لكن أعينها كانت فوضى..كانت تحمل حبا كبيرا له...رغم انه لم يكن منتبها لنظراتها بل كان يحدق بالضيوف ببرود تام....

قطع هذا الجو المتوتر  صوت السيد هاميلتون الذي اكتفى بوضع كأس القهوة جانبا وقال بهدوء :

" هل قلتَ زوجتك ؟!..متى تزوجت ولما لم يسمع أحد بذلك..؟!"

رفع وولف حاجبه ببرود ورد عليه قائلا :

" ولما سيسمع العالم بحياتي الخاصة....."

وهنا نطقت جيسيكا بحدة بعد أن تجاوزت صدمتها قائلة بسرعة وبغضب متناسية هوية من أمامها :

" هل تقصد أن هذه المرأة أتت بديلة لابنتي ؟!... أخذت مكانها وبكل وقاحة ؟!...لم تمر حتى فترة طويلة على وفاة آنجل وبسببكَ أيضا وها أنت ذا متزوج وستأسس  حياتك مجددا...هل تقول أنك كنت تحبها..أنا لن أ....."

ضرب وولف يده على الطاولة بقوة فوقعت كل أواني القهوة التي كانت فوقها وتحطمت و هنا حل  الصمت والتفت جميع الأنظار له.. 

لطالما كانت تعابيره باردة حتى عند الغضب..لكن الآن....ومارينا تنظر له...عرفت أنه  غاضب جدا فعروق رقبته كانت بارزة....حتى يده بدأت ترتجف من العصبية..وهذه الحالة لا يصل لها إلا عندما يتجاوز أحد خطوطه الحمراء....وصدقوني أنتم لا تودون أن تعرفوا ماذا يفعل لتهدأ ثورة غضبه .....

قطع شرودها صوت وولف قائلا  بحدة و هو ينظر لجيسيكا بغضب وبأعينه الحادة تلك :

" إنها آخر مرة...وأنا أحذرك...آخر مرة لعينة أسمع هذا الكلام منك....لأن المرة القادمة لن أضمن أن رأسكِ سيبقى مكانه.."

فتحت جيسيكا أعينها بقوة وقالت بغير تصديق :

" هل تهدد بقتلي وولف ؟!.. أنا ؟!... "

نظر لها وولف بنفس الغضب ثم قال :

" أنا لا أهدد فقط...أنا سأقلع رأسك ولن يهتز جفن  لي...فيبدو أنك نسيت من أكون....لكن أنا لم أنسى أبدا ما فعلته....عندما كانت حية وحتى بعد ما ماتت لم تدعيها تعيش بسلام...لذا اعرفي قيمة حياتك ودعي لسانك داخل فمكِ..."

ومع كلمته الأخيرة نهض وولف وخرج من القصر صافعا الباب خلفه بقوة  بينما آرثر شعر بالانزعاج من وقاحة جيسيكا وقولها تلك الكلمات في حق ابنه ومارينا و اراد التحدث لكنها سبقته ونظرت  لمارينا قائلة  بغضب وحقد :

" كله بسببك أيتها الحثالة..لو لم...."

لم تكمل كلامها لأن مارينا رفعت يدها  كإشارة لها لتصمت ثم قالت ببرود :

" لقد انتهى وقتكِ...لقد تحدثتِ ونحن استمعنا  بصمت احتراما لذكرى آنجل وتفهما لموقفك كونك أم فقدت ابنتها الوحيدة.... لكن الآن أتى دوري وأنت ستصغين جيدا...."

نظرت جيسيكا لمارينا بحدة بينما زوجها ستيفان فقال ببرود موجها حديثه لمارينا  :

" ومن أنتي لتتدخلي في هاته الأمور أيتها الشابة....أنتِ لست من مستوانا لتتناقشي معنا...الزمي حدودك.."

ابتسمت مارينا بهدوء وقالت بعد أن وقفت مكانها  وكتفت يديها  :

" صدقني سيد  هاميلتون كنتُ أريد أن نتحدث كأشخاص محترمين وعاقلين دون أي مشاكل... لكن لأنكم تتعاملون بالمستوى والمكانة فسأفعل بكل سرور..."

رفع ستيفان حاجبه على كلامها بينما هي تابعت ببرود قائلة :

" أريدكَ سيد هاميلتون أن تأخذ زوجتك وتستقلا طائرتك الخاصة ومباشرة نحو أمريكا...لأنك بالتأكيد لا تود أن تنهض صباحا وتجد أسهمك كلها تحت الحضيض وتصبح مشردا بين ليلة وضحاها..أليس كذلك..؟!"

ابتسم ستيفان بسخرية وقال :

" ومن أنت لتقولي هذا أو لتهددينني ؟! هل زواجك بوولف منحك الثقة أم ماذا ؟!"

ردت مارينا بنفس السخرية وهي تقول :

" بل أنا واثقة منذ الولادة سيد هاميلتون وأنت بالتأكيد تعرف هذا....فمارينا باربوزا لم تحتج شخصا لتنجز أعمالها.."

اختفت ملامح السخرية من وجه ستيفان وتحولت للإستغراب قائلا بنبرة يملؤها الشك:

"ماذا تقصدين بمارينا باربوزا ؟! "

نظرت له مارينا ببرود لثواني دون ان تتحدث فنطقت جيسيكا قائلة لزوجها بكلمات تشع حقدا لمارينا :

" ما الذي تتحدث عنه هذه الفتاة ستيفان ؟!"

لم يجبها زوجها لانه لم يزح بأعينه عن مارينا وهو ينظر لها بهدوء بينما هي تبادله ببرود ثم قالت :

" لا أعتقد أنني أريد أن أُعَرِّفَ عن نفسي مجددا...لذا سأطلب منك للمرة الأخيرة أن تفعل ما أخبرتك به وتغادر...لأن ما قالته زوجتك عكر أمورا كثيرا...ويستحسن أن تنسحبا...يمكنكما العودة لاحقا لرؤية أحفادكما....ربما تكونان حينها في حالة  أفضل وتكونا قد فهمتما خطورة ما قمتما به الليلة.....حتى ذلك الحين..لنا لقاء آخر..."

نظر لها ستيفان بهدوء لعدة ثواني ثم نهض مكانه وأغلق أزرار بذلته بينما زوجته نظرت له بغير فهم ثم قالت :

" أنت بالتأكيد لن تستمع لها أليس كذلك ؟!..هي لاتملك أي حق
في طردنا..."

تجاهلت مارينا كلامها ثم نظرت لستيفان ببرود وقال :

" اجعلها تفهم.."

وبهذا  توجهت وجلست في نفس مكانها مكانها السابق واضعة قدم فوق قدم وهي تنتظر رحيلهما...بينما ستيفان فقد أشار لزوجته ليغادرا..روغم انها كانت غاضبة إلا أنها حملت حقيبتها و ألقت نظرات كارهة على مارينا ثم نهضت مغادرة وهي تطرق حذائها على الأرضية بعصبية....

بينما ستيفان فهو ما أن أوشك على المغادرة حتى استدار من جديد ونظر لمارينا كأنه على وشك قول شيئ لكنها قاطعته قائلة بهدوء :

" لا.....الصفقة مرفوضة وأنا لا أغير رأيي نهائيا...وصدقني هذا لا علاقة له بما حدث الآن....."

نظر لها السيد هاميلتون  لعدة ثواني بهدوء ثم أومأ و توجه للباب وخرج فوجد زوجته تقف أمام السيارة و تنظر له بغضب عارم فقلب أعينه بملل ثم توجه ناحيتها فقالت بعصبية :

" ما اللعنة التي حدثت توا..أريد شرحا كاملا..؟!"

فتح زوجها باب السيارة التي كانت تنتظرهما وقال لها بعد أن نظر للقصر بشرود :

" كل ما عليك معرفته أن هذه الفتاة قوية ولها نفوذ أكبر مما  تتخيلين....هي تستطيع تدميرنا باتصال واحد...وأنا أعنيها.."

ومع كلمته الأخيرة دخل للسيارة وأغلق الباب خلفه بينما جيسيكا فقد تأملت في كلمات زوجها ثم همست  بتوعد :

" هذا ان لم أتخلص منها أولا..."

ثم ركبت بجانب زوجها مغادرين المكان لكنها أقسمت أنها ستعود....ستعود يوما ما  ...و عودتها لن تكون عودة خير..هذا مؤكد...
                               

................ ................. ................. ..................  .................

بعد أن خرج السيد والسيدة هاميلتون التفتت مارينا  للبقية فوجدت مِيا وأورورا ينظران لها بتفاجئ بينما آرثر ينظر لها بهدوء لذا قالت :

" أنا أعتذر عما حدث في حضوركم...لكن كان يجب علي فعل هذا..فما قالاه كان غير لائق بتاتا...ولو لم يرحلا كانت الأمور ستتفاقم.."

ردت عليها أورورا بابتسامة متحمسة :

" هل تمزحين ؟! هذا كان أروع شيئ رأيته.....تلك الشريرة المتكبرة تستحق.....أقسم أنني تفاجأت..اعتقدت أنكي ستصمتين لها...لكنك وضعتها عند حدها بل وخلصتنا منها..."

أومأت مِيا بموافقة وهي تبتسم لها بينما مارينا نظرت لهما بغرابة..هل يفرحان لانها طردت ضيوفهما ؟! هما حقا غريبتان....

بينما  آرثر فقد قال بهدوء موجها حديثه لمارينا  :

" لا تقلقي عزيزتي...أعتقد أن معك حق...فلو أتى وولف وكانت السيدة هاميلتون هنا...لا أعلم ما الذي كان سيحدث حقا....حتى نحن قد تحملناها لسنين من أجل آنجل...لكنها لم تتغير أبدا..."

شدت مارينا خصلات شعرها للخلف ثم أومأت متفهمة ونهضت مكانها قائلة :

" أعذروني إذن سأرتاح قليلا....تصبحون على خير.."

رد الجميع عليها بابتسامة  ثم بعدهانهضت أورورا كذلك وانصرفت لغرفتها...فظل السيد والسيدة أورورا لوحدهما وحينها التفت آرثر لزوجته وقال بابتسامة :

" أخبرتكِ  أن وولف يحتاج لامرأة مثلها...أرأيتِ كيف تعاملت مع الموضوع...تركت التصرف لوولف..وبعده تصرفت هي بطريقتها...."

أومأت مِيا وهي تشرب من شايها :

" معك حق عزيزي...."

نظر لها آرثر فجأة وكأنها بقولها عزيزي ذكرته بشيئ ما..لذا سارع وقال بمكر :

" عزيزي ؟!... ألم تكوني قبل قليل سعيدة بخسارتي وشفيت غليلك مني....؟! هل اعتقدت أنني سأنسى ؟!.."

حمحمت مِيا بهدوء ثم وضعت كأسها جانبا ونظرت له بابتسامة بريئة قائلة :

" هل تريد أن أحضر لك كأسا من العصير لابد أنك متعب عزيزي.."

نظر لها آرثر بحاجب مرفوع وقال :

" خدعة قديمة...."

ضحكت مِيا بخفة ثم نهضت وصعدت لأعلى بابتسامة فلحق بها هو....ناويا جعلها تدفع  ثمن تحالفها ضده..لكن طبعا بطريقته الخاصة....

............... ..............................................................................................

في تلك الأثناء وفي مكان آخر في إسبانيا وفي ذلك المنزل   الكبير الفاخر في احدى المناطق المنعزلة كان نيكولاي في اخدى الغرف جالسا ومحاطا بالعديد من الحواسيب والاجهزة الالكترونية والشاشات التي تعرض صور كاميرات مراقبة...حتى الشدران مليئة بشاشات العرض وكل واحدة لغرض معين....

لقد كان شعره الأشقر مجموعا للخلف وهو يرتدي نظارات سوداء ويكتب على لوحة المفاتيح بسرعة...ثم نظر الشاشة لعدة ثواني وحمل هاتفه بعدها واتصل بمارينا.....وبعد عدة رنات اجابت فقال برسمية :

" مرحبا زعيمة روي....لقد تفقدت الأمر مثلما طلبت...مسار الطائرة متوجه لأمريكا فعلا وسأعلمك فور وصولهم للمطار.."

ردت مارينا بهدوء :

" جيد...شكرا نيكولاي.."

وحينها اجاب هو باحترام وبجدية :

" هذا واجبي زعيمة..أية أوامر أخرى ؟!"

"..لا....هذا كل شيئ......اعتني بنفسك وببقية الأعمال..وان احتجت لشيئ أخبرني.."

أومأ نيكولاي برأسه ثم انتبه أنها لن تراه فقال :

" حسنا..شكرا زعيمة روي...تصبحين على خير..."

" وانت كذلك.  "

وهكذا انهى الاتصال مع مارينا ثم اعاد انظاره لشاشة الحاسوب.. لانه لازال له بعض العمل المتبقي واثناء انتظاره لتحميل بعض المعلومات شرد بأفكاره للماضي وهو يلمس ذلك المكان في رقبته...لقد كان له وشم هناك بحرفي Ni
وفي نفس مكان وشم وولف سييرا وبنفس الطريقة.....

وصدقوني هذا الوشم  بفضل الروي عليه....فلولاها لما وصل لما وصل إليه...لذلك هو مخلص لهذا الجانب منها...لانه عندما تعرف عليها تعرف على الروي وليس على سيدة الأعمال مارينا باربوزا....الروي الذي قاتل من أجله...

وما حدث سابقا لم يبق شهود حتى ليحكوا ما جرى...كأن ماحدث كان سرابا واختفى كزبد البحر...

................................................................................................

يُقال أن الحب كالحرب...من السهل أن تشعلها ولكن من الصعب أن تخمدها....وهي كان  بإمكانها أن تختار حبا مسالما..ورغم ذلك اختارت حبا ثوريا عنيفا ومستحيلا...فهي مميزة بحبها وبطريقة حبها و الحفاظ على حبها....

ذلك الذي كان خطيرا كحد سكين فوق الشريان...مؤلما كالفراق....حزينا كمعزوفة لشوبان....و روحانيا كمقطوعة لكيتارو......اختارته ورغم كل شيئ...

اختارته....فهو من حولها لهاته اللبؤة...حولها من فتاة جعلها العالم تخاف النطق...إلى امرأة لم يعد اعلان حرب بالأمر الكبير عندها...

وهو أيضا من يجعلها تقف الآن أمام نافذة غرفتها...لتلمح طيفه....فالنوم لن يزورها ان لم ترى انه عاد وارتاح كذلك..

هي تعلم ما فعله وما الذي لا يزال يفعله لحد الآن...فهو عندما يدخل لمقر  عمل المافيا خاصته....ينهض الوحش الخامد داخله...ولن يتوقف حتى ينجز كل اعماله.....

ورغم ذلك هي لا تزال تنتظر....ولن تمل يوما من ذلك.....

وصلت الساعة الرابعة صباحا و وولف لم يعد بعد...ومارينا رفضت أن تنام لذا دخلت للحمام..استحمت...جففت شعرها وسرحته بتموجاته الخفيفة ...ثم ارتدت ثيابها واستعدت لبدأ يومها.....

نزلت بهدوء للمطبخ دون ان تصدر صوتا....فوجدته خاليا من الخدم....وذلك كونهم لازالوا نائمين...فالوقت لايزال مبكرا...

لذا دون تردد بدأت بتحضير القهوة وهي شاردة في أفكارها
وعندما أرادت رؤية الساعة انتبهت كونها نست هاتفها فوق السرير قبل ان تتوجه للحمام...لذا تنهدت  بتعب وحملت فنجانا أسود وسكبت القهوة تزامنا مع  شروق الشمس وتسلل أشعتها عبر نافذة المطبخ....وهذا جعلها تبتسم وهي تضع السكر في قهوتها...فهي منذ أن أحبته اعتنقت عاداته كما يعتنق المؤمن دينه...فكل ما يفعله صار واجبا ...ما يحبه فرضا...وما يكرهه حرام عليها....ولانه يحب الأشياء الحلوة عكس شخصيته القاسية..صار الحلو عندها  أساسا...

وفجأة قطع سكونها صوت وولف قائلا بهدوء  :

" اسكبي لي القليل أيضا.."

التفتت مارينا خلفها بسرعة فوجدته جالسا على الكرسي الخاص بمنضدة المطبخ وملامحه كانت هادئة و مرتخية ورغم ذلك هي شعرت بالراحة كونه لم يتأذى وانه عاد بخير...لذا حاولت تنظيم خفقان قلبها...وسكبت له فنجانا أيضا
ووضعته أمامه وبجانبه السكر مدعية أنها لا تعلم بكم ملعقة سكر يشربها....

وأثناء ذلك شربت هي من قهوتها وهي تقف مقابلا له لا يفصلهما سوى ذلك السطح الرخامي للمنضدة...ورغم انها ارادت ان تساله عن حاله..لكنها شعرت انه يحتاج الهدوء الآن..فلا بد ان العاصفة التي واجهها امس مع نفسه قد ارهقته فتلك الجيسيكا قد ذكرته بما يؤلمه..وهو  ان آنجل ماتت بسببه كما تعتقد هي وهو....

لذلك آثرت الصمت... وتشاركت معه جلسة القهوة هذه....وهي تنظر له بهدوء ورغم انه كان يجلس بشموخ رجل لا يؤثر عليه شيئ..ورغم تعابير وجهه الخالية التي لا تدل على شيئ..الا ان اعينه كانت تظهره كشخص يحمل هما أثقله ولا يستطيع البوح به...ورغم انها تعرف كل  شيئ..الا ان حقيقة انه لا يعلم بذلك تمنعها من ان تشاركه حتى بحزنه هذا..وهذا يرهقها كثيرا.....

🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬

مرحبا يا حلويين😍

الفصل من 2433 كلمة..قصير جدا وانا لست راضية عنه تماما  لانني بدات بكتابته اليوم مساءا نظرا لانشغالي طوال  الاسبوع🙃🙃

الخبر المهم والأهم هو أن الفصل القادم سيكون قنبلة الموسم🔥🔥 وقد تكرهونني أو تحبونني بسببه...هههه المهم دعونا لا نستبق الاحداث..☺☺

وثانيا بالتوفيق لكل شخص بدأ أو سيبدأ بالدوام المدرسي..اتمنى ان تكون سنة مليئة بالنجاح والتوفيق لكم..

اخيرا.. لا تكرهونني بسبب هذا الفصل الممل او بسبب تأخري🤒🤒

نعود للفصل ☺

لم تتوقعوا ان الضيوف هم والدي آنجل..كالعادة 😌

آنجل أمريكية الأصل..🙄

المهم.. جيسيكا الحقيرة وزوجها احتقرا مارينا..ماذا نفعل لهم 😈😈

تعديهم على خطوط وولف الحمراء واغضابه 😅

تدخل مارينا 😇

ماذا تقصد جيسيكا بانها ستعود ؟!🤔

نيكولاي الحبيب 🤗🤗

ما سر  الوشم الذي يمتلكه هو وولف...؟!

انتهى الفصل الممل😣

احبكم يا احلى قراء في العالم 😘😘

نلتقي الاسبوع القادم بحول الله😊

Continue Reading

You'll Also Like

33.6M 1.9M 47
اثناء دوراني حول نفسي بالغرفة بحيرة انفتحت عليه الباب، اللتفتت اشوف منو واذا اللگه زلم ثنين طوال لابسين اسود من فوك ليجوه وينظرولي بأبتسامة ماكرة خبي...
613K 20.5K 35
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...
157K 13.4K 17
انا شَخص اخر بـجانبكِ.
128K 13.7K 123
{كتاب تعليمي للمبتدئين}. تقرأ الكثير من الروايات وتتمنى أن تصل الى هذا المستوى لكن البداية صعبة. تحتاج لمن يشذبك لتسير في الطريق. هذا الكتاب سيساعدك...