عاشقة في الظلام

Bởi _ibriz_

19.8M 695K 976K

لم يكن بزعيم مافيا و لم يكن الدون أو الزعيم على الإجرام...بل كان شيئا مختلفا...هو كان قاضي المافيا...كان الرج... Xem Thêm

هل أنت قاتل ؟
Part 2 : بين الظلال
Part 3 : توقيع بإسم الحب
Part 4 :ألم عاشقة
Part 5 دمعة الحب
Part 6 مشكلة قلب
Part 7 هيوغو آندريس
Part 8 قوة الحب
Part 9 ظهور الروي
Part 10 إشتياق
Part 11 خسارة عظمى
Part 12 سِرٌّ مقابل سِرّْ
Part 13 الملكة والشطرنج
Part 14 مخالب أنثى
Part 15 إرمي أوراقك
Part 16 تسديد دين
Part 17 ابتسامة قاتلة
Part 18 معجزتكَ
Part 19 قانون التسعة
Part 20 شبح الماضي
Part 21 تناقضكِ جذاب
Part 22 ميلادها
Part 23 أسطورة العشق الأولى
Part 24 قاضي العالم السفلي
Part 25 تمردات العشائر
Part 26 قلب الوحش
part 27 جريمة حب
Part 28 أورلوف
Part 29 مَلِكُ الْجَحِيم
Part 30 القفص الذهبي
Part 31 دوق إيطالي
Part 32 خنجر في يد ملك
Part 33 صرخة الموتى
Part 34 جريمة الليل الأولى
Part 35: حب على الصّليب
Part 36: الإرث الأسود
Part 37 :حين يصطاد الملك
Part 38: أميرة وسط الذئاب
Part 39 : الرقص مع الشياطين
Part 4×10 : الرابع من أكتوبر
Part 41: كأس الملك
Part 42 : دم على ثلج
Part 43 : Heikō
Part 44 : فخ منتصف الليل
Part 45 : موعد مع الأميرة
Part 46: الثور في إسبانيا
Part 47 : الأمير و الأميرة
Part 48 : الوريث الحقيقي
Part 49 : النهاية
الخاتمة
فقرة الأجوبة عن الأسئلة

Part 1 : رُويْ (Roy)

687K 21.8K 17.9K
Bởi _ibriz_

قادني إليكَ قدر ......وسرقكَ مني آخر

وبين القدرين فقدتُ قلبي

.......................................................................................

لتصدق الرواية عليك أن تصدق القلم...و صدقني حين أخبرك أنه سيأخذ الأمر منك بعض الوقت لتفهم معنى العنوان الذي  دفعك لتدخل لهذه القصة فضولا....

دعني آخذ بيدك نحو أول طريق في النفق المظلم و أنقلك لروسيا حيث البلد الذي يعد الأكبر في العالم و يعيش القلب الذي يحمل الحب الأعظم في العالم...

مجددا قد تقول أن الأمر غير ممكن....لكن في الأخير ستشك في صحة اعتقادك...و هذا ليس ذنبك بتاتا...أنت هنا لتعرف الجواب.... و أنا هنا لأتلاعب بأفكارك...فأنت قد تكون أولا تكون قد خطوت توا أول خطوة نحو عالم الفوضى خاصتي...

❄❄❄❄

روسيا...موسكو..أراضي باربوزا...الساعة السابعة صباحا.

صوت اللكمات على كيس الملاكمة هو كل ما كان يُسمع في القاعة آنذاك...

ضربات دقيقة و حركات مدروسة من الرقبة للكوعين..لا أحد كان يستخف باهتزاز الكيس القوي لو علم أن ألما حقيقيا سيحل به لو كان هو مكانه لهذا فحتى الشعر الأحمر الطويل لتلك الأميرة لم يفعل شيئا في خفض قيمة لكماتها...

فالأنثى كانت و لا تزال قادرة على أن تكون الملك لوحدها...على طاولة أعمال..فوق حواف العالم و حتى داخل غرفة تدريب...

" آنستي ...والدك يستدعيك ..هو ينتظرك في القاعة الرئيسية.."

لصوت الحارس و هو يقاطعها توقفت الأميرة عن اللكم تمسك كيس الرمل بين قبضتيها تأخذ أنفاسا عميقة متسارعة و تنقل أعينها صوبه تراه يحني رأسه لها باحترام رسمي مبالغ...

لهذا أومأت تشير له بيدها لينصرف ريثما أبعدت هي خصلات شعرها التي التصقت بجبينها و أفلتت كيس الملاكمة تمرر أعينها العسلية على الضمادات الرياضية تنزعهم واحدة تلو الأخرى تحاول تنظيم ضربات قلبها و باشرت طريقها نحو غرفتها لتنظف الفوضى التي حلت بجسمها بعد ساعتين من التدريب...

فحتى مع برودة روسيا كانت الحرارة التي تحرق جسدها من اندفاع الأدرينالين كفيلة بجعلها تود الغوص في بحيرة متجمدة...

لم يستغرقها الأمر طويلا جدا لتجهز نفسها..حمام ..ثياب مصممة لها و خادمات ليتكفلن بشعرها و مظهرها بما يليق بأنثى يلقبها العالم بأميرة روسيا...

لذا حين سارت الأروقة الخالية في القصر كانت ملامحها هادئة جدا كوقفتها و كنظرة أعينها و هي تومأ برأسها لكل حارس تمر عليه و كل عاملة تقوم بتحيتها...الشيء الوحيد الذي كان يتحدث هو صوت طرقات كعبها...

دقائق هو ما استغرقه الأمر لتصل للطابق السفلي ناوية التوجه لغرفة الإستقبال الفخمة  المخصصة لإستقبال الضيوف المهمين ...و التي يستخدمها والدها لشرب القهوة صباحا و قراءة الصحف اليومية ...

و بالفعل هو ما كان يحدث...

جلس مايكل باربوزا  بهدوء يرتدي بذلته الزرقاء و يحمل الجريدة بين يديه  يقرأها بينما الخادمة بجانبه تسكب له القهوة في فنجانه ..

ثوان من تصفح المقالات حتى تسللت إبتسامة لشفتيه و لمعت أعينه بفهم عندما وقعت أنظاره على الخبر الذي يحتل قلب الصحف ..فمرت اعينه على كلمات المقال الذي توسط الصفحة الثانية :

" مجددا...شهدت روسيا ليلة أمس على ضربات عديدة موجهة للعصابات في أنحاء موسكو....راح ضحيتها الكثير من القتلى....و تفيد السلطات بتصريح من رئيس الشرطة بأن كل الأصابع مجددا موجهة نحو _ الرؤوس _ التي ظلت تحكم الجريمة في روسيا  لسنوات عديدة و جرائم تجعلالكثيرين مطلوبين دوليا .....كما و قد أفاد شهود  من العصابات تم إلقاء القبض عليهم أن السبب في هذا هو أن هناك  تعديلات ستحدث على عناصر من المافيا...من و كيف ؟ السؤال يبقى مطروحا....هل هذا يعني أن الجريمة في روسيا على وشك الإنقلاب ؟ أم هذا يتنبأ بقدوم تمردات على من يسيرون  المافيا ؟ ما هو مصير روسيا وأين هو القانون ؟......."

أنهي مايكل قراءة المقال يهز رأسه قليلا كشخص تعود على هذا و لا شيء غريب هنا لذا سرعان توجهت أنظاره لأخبار أخرى تخص السوق الإقتصادية فتابعها بتركيز و هو يحتسي من فنجان قهوته بهدوء و صمت...

قطع عليه ذلك صوت كعب وصل لمسامعه بنفس الخطوات المعتادة التي جعلته يتيقن من هوية صاحبها و يرفع رأسه ناظرا في ذلك الإتجاه يلاحظ مارينا إبنته تتقدم منه بابتسامة هادئة على ملامحها الجميلة و شعرها الناري الطويل مموج حولها مانحا لمعة مميزة لأعينها العسلية...

مرت مارينا على الأريكة خلف والدها فقط لتنحني تضع قبلة على وجنته قبل أن تذهب و تجلس عند أقرب مكان منه  تخبره :

" صباح الخير أبي....لستَ معتادا على قطع تمريناتي لذا آمل أنك بخير.."

ابتسم مايكل يجعل تجاهيد صغيرة تزين جوانب أعينه ثم وضع صحيفته جانبا يكتفي بقهوته يجيبها :

"لأنني مضطر للمغادرة بعد قليل أحتاج لأتحدث معك الآن دون تأخير فقد لل نلتقي حتى الليل حينما اعود و الأمر لا يقبل التأجيل..."

وضعت مارينا يدها على حافة الأريكة أين بدأت بطرق أصابعها بخفة و شيء في أعينها الهادئة انعكس على نبرتها حين قالت  :

" لا يقبل التأجيل ؟.. هذا أمر جدي إذن..."

" بالغ الجدية أجل..."

قضبت مارينا جبينها على هذا...

فهي و والدها يعملان سويا...قد لا يغادرا المنزل في نفس الوقت و لا ينجزا نفس العمل و الصفقات لكنهما يلتقيان في العمل كل يوم...تفضيله التحدث عن هذا الآن دون أي وقت تعني أن الأمر شخصي و يحمل خصوصية  ...

و لعله قرأ فضولها في أعينها لأنه فجأة اعتدل مكانه يمرر يده على ذقنه و تحدث من جديد:

" في الحقيقة لم أستطع النوم جيدا الليلة الماضية...كل ما كنت أفكر به هو متى يجب أن أخبرك و هل علي إخفاء الأمر أكثر أم فقط ترك حرية الاختيار لك...."

كلماته هذه لم تفعل شيئا سوى جعل تقضيبة جبينها تتسع أكثر معتقدة أنه أمر سيئ...فلم تتردد من توضيح سوء الفهم مستفسرة بنبرة هادئة على عكس الإستغراب داخل عسليتاها :

" ما الذي يجري بالضبط أبي؟! هل هناك مشكلة في أعمالك...أخبرني و سأتواصل مع روميو لأتكفل بها.. "

هز مايكل رأسه نافيا وقال بجدية نوعا ما دون مماطلة أكثر :

" لا.....في الحقيقة هناك شيء حدث قبل أيام و قد منحت موافقتي لكن الآن أشعر بالسوء و أود منحك الخيار في القبول أو الرفض .."

حينها أومأت مارينا برأسها وقالت بجدية نادرا ما تظهر على ملامحها التي اعتادت على الهدوء :

" إن كنتَ موافقا فأنا موافقة كذلك أبي..."

أخذه الأمر على حين غرة لأنه لم يوضح لها حتى ماهية الأمر و هي واغقت فقط لأجله...لذا رقت أعينه و خفت نظرة الجدية هناك حين مد يديه يمسك قبضتها يربت عليها :

" لا توافقي دائما لمجرد أنني من طلبت منك ..."

كانت مارينا تعلم قصده فهو لطالما يخبرها بذلك....كونها متبناة يجعل الأمر يبدو كأنها تفعل كل شيئ كرد دين له...لكن ليس كذلك....هي و والدها كانا فريقا واحدا طوال حياتهما...هي داعمته الوحيدة و هو داعمها الوحيد...لذا ثقتها به كامت مطلقة...حين يوافق توافق...لا يحتاج إذنها في هذا...

مع ذلك لم تبرر له كل هذا فهي إمرأة كلمات قليلة جدا لذا كل ما فعلته أنها إبتسمت له إبتسامة مريحة كأنها تطمأنه و ردت عليه بهدوء :

" أنا صدقا لا أمانع..لذا إن كنت قلقا حيال هذا فلا تفعل...إذهب للعمل مرتاحا..."

حين وقفت تستعد للمغادرة براحة علم مايكل أنها لم تستوعب بعد حساسية ما يود قوله و أن الأمر مختلف عما هي معتادة عليه حين يرتب لها مباراة غولف مع واحد من أبناء رفاقه أو ينقل صفقاته لها لتتمها بدلا عنه...

الأمر كان أخطر...

خطير لدرجة حين فتح فمه و افصح عنه فجأة تجمدت هي مكانها :

" لقد وافقتُ على عرض زواج لكِ..."

لاحظ كيف تصلب ظهرها لثوان و ملامحها مغطاة عنه...لكن حين تحركت تستدير له من جديد كان وجهها مبهم بارغ في إخفاء المشاعر و قبل أن تفتح غطفمها و تتحدث قاطعها يسارع بالتوضيح :

"  هو الرجل الوحيد الذي قررتُ أن أخاطر و أفاتحك بموضوعه بالذات ...لذا عليك بمعرفة التفاصيل و أنني اخترت فقط الأفضل لك..."

ظلت ملامحها هادئة بثبات و هو كان قادرا على قراءة ما بين النظرات...

لقد اتفقا سويا و منذ سنوات ألا يفاتحها بموضوع الزواج و هو وافق...دوما تعلم أن هناك من طلب يدها منه لكنه يبقي الأمر لنفسه و لا يخبرها حرصا على تنفيذ رغبتها في البقاء عازبة لليوم الذي تقرر فيه تغيير ذلك بنفسها....

لذا ما قاله لا بد و أنه فاجئها و جعلها تتساءل لما غير ذلك بعد سنوات و فاتحها بالموضوع بل و لما قبل أصلا بالعرض دون موافقتها...

و حينها تحركت هي تعود لتجلس في نفس مكانها تمسح على خصلات شعرها و تتجنب النظر له ليس إلا لتخفي ما تفكر فيه من الظهور على وجهها ثم باختصار شديد سألته :

" من هو ؟!"

حينها و دون تأخير تحدث مايكل ينطق إسما واحدا لا غير :

" وولف...وولف سييرا "

ويحدث أحيانا أن يتم نطق إسم شخص في مكان ما لم يطأه مع ذلك تحدث هزات داخلية مكتومة في اضلع معينة...

و مارينا لحظتها اتسعت أعينها بتفاجىء تنظر لوالدها بسرعة كأنها تتأكد من أنه نطق الإسم الذي اعتقدت أنها سمعته منه...

مايكل طبعا كان يعتقد أن صدمتها بسبب هوية الرجل و مكانته و ليس لشيء آخر لذا صرف أفكاره عن ردة فعلها و تابع يتحدث غير عالم بما يجري حقا :

" قبل أيام التقيت بآرثر سييرا والده في لقاء أعمال في كاليفورنيا...هو من طلب يدك للزواج من إبنه...ذكر لي أشياء عن لقاء جمعه بك سابقا قبل أشهر و علقتِ في ذاكرته...و لكن هذا..."

قبل أن يكمل كلامه قاطعته مارينا تقول فجأة و هي تمسح على جبينها :

" أبي...وولف سييرا أرمل بولدين..."

طريقتها في قول هذا و عي تمسح على جبينها بدت لإمرأة أنهكت نفسها نفسيا فقط لتصرح بهذه العبارة و قد يكون مايمل يتوهم لكنه لاحظ رجفة طفيفة في يدها سرعان ما أخفتها حين أغلقت على قبضتها...

لذا تقضيبة ظهرت على جبينه يحاول تحليل ردة فعلها جيدا حتى سبقته هي تعيد نظراتها له قائلة بنبرة غريبة :

" هو لا يعرفني حرفيا...نحن نعيش في الطرف الآخر من العالم بعيدا عنه...كيف فكرت حتى بقبول عرض كهذا..؟.."

طرحت تسائلها عليه و الذي رغم الثبات الذي حمله صوتها إلا أن لغة جسدها بدت غير اعتيادية...كان يشعر أنها تحتاج أخذ أنفاس عميقة فقط بعد سماع إسم وولف سييرا..حتى حين عضت على شفتها من الداخل كانت تبدو كشخص يمتنع عن فضح نفسه و قول شيء ما...

لكنه قرر التركيز مع الموضوع بين يديه حاليا فتقدم منها أكثر و بنبرة أشد هدوءا و بروية قال :

" القضية ليست قضية قبولي أنا...أنا منحت موافقة لوالده لكن حتى هو ينتظر موافقة منك...يعني الأمر متوقف عليكِ و يمكنني إنهائه الليلة...أما بخصوص السبب فأنا مريض قلب مارينا...لا أريد تزويجك بل أحتاج تزويجك..."

حين سحب بطاقة مرضه رأى أسوارها تندثر على ملامحها و ثت به بصمت لثوان قبل أن تهمس له :

" حتى لرجل سأكون زوجته الثانية ؟.."

زم مايكل شفته يخفض أعينه بعيدا عنها كأنه خجل من الرد على سؤالها و أعينه صوب أعينها لذا أمسك يدها من جديد يمسح عليها بإبهامه و أجابها :

" بل لرجل يملك نفوذا في كِلا العالمين..."

" أنا أملكُ نفوذا في كلا العالمين .."

ردها بهذا كان فوريا و هو ما دفعه ليحدق بها و يؤكد باصرار :

" أنا و أنتِ نعلم بهذا...أما العالم فسيراك فقط أميرة روسيا ....لهذا تحتاجين شخصا حين يقف جانبك سيغض العالم بصره عنك لأنك ستتحولين من أميرة لملكة رجل مثله..."

لا شيء مما كان يقوله نجح في جعله يعرف ما تفكر به حقا...لقد باتت بارعة أكثر في إخفتء مشاعرها و تدريباتها صارت تجعلها مموهة جدا و قابلة للتغيير كالطقس...

منحها بعض الوقت لتستوعب الحقيقة فيما قاله ...فلقب السييرا الخاص بوولف ليس لقبا عاديا...إذا ما ارتبط بإسمها لن يمنحها حصانة فقط بل سيحميها و يحميه هو في غيابها....فهي مهما امتلكت نفوذا في الجانب المظلم من العالم إلا أنها لا تستطيع كشفه  بسهولة و المخاطرة ...تحتاج درعا آخر...و الدرع هو سييرا....اللقب بحد ذاته....

" هل هو موافق ؟.."

أتى صوتها خافتا حين طرحت السؤال و للهدوء ما قبل العاصفة الذي غلف وجهها تحدث هو :

" إن وافقتِ أنت فأجل هو كذلك...رغم أنه يملك شرطين أو بنود كما سماها ..."

جذب هذا انتباه مارينا و أخيرا حين لمع شيء في أعينها العسلية التي تختلف عن خاصته الخضراء و حينها نفى هو برأسه يضيف :

" لا...ليس الآن...سأخبرك بالشروط لاحقا في العشاء...خذي وقتك في استيعاب الأمر أولا...أعرف جيدا أنك تعلمين من هو وولف سييرا لذا فكري على ذلك الأساس..."

و كأن مارينا لم تصدق أتها حصلت على فرصة لتغادر ...فمع إنتهاء حديثه وقفت هي من مكانها تبتلع ريقها و تعدل ثيابها تخبره بإيماءة :

" حسنا إذن....سأفكر بجوانب القضية و نتحدث بالأمر أكثر لاحقا...القرار أيضا سيكون لاحقا..."

ها قد عاملت موضوعا شخصيا مهما كزواجها كما لو أنه صفقة عمل عادية تتحدث عنه برسمية شديدة و الأمر بدا لمسامع والدها غريبا لكن ليس جديدا...فماربنا تملك طباعا من هذا القبيل...

لذا لم يسعه سوى مراقبتها و هي تغادر القاعة بخطوات أسرع من تلك التي دخلت بها...و هذا أثار فضوله...لأن الأمر جرى على غير ما توقعه...

كان سلسا أكثر و بدت هي أقل غضبا و تعصبا تجاه الزواج كما اعتادت أن تفعل حين يقترح لها رجالا من روسيا...

❄❄❄❄❄

بعد فترة و ما أن وصلت مارينا لمكتبها أين استقبلها  ظلام المكان بسبب الستائر الإلكترونية المغلقة ....حتى استندت على الباب بظهرها و وضعت قبضتها على قلبها الذي كان يضرب بعنف داخلها لدرجة تكاد تشعر به في حلقها ....

حتى أنفاسها كانت متثاقلة الآن و رجفة طفيفة في يدها جعلتها تتوجه نحو رف الكحول تمرر لسانها على شفتها السفلى تبللها لجفاف حل بها دفعها لتسكب  كأس نبيذ في هذا الوقت المبكر من الصباح...

و فقط حين احتست بضع رشفات سريعة تلو بعض توجهت  و أخيرا تجلس بهدوء على أريكة مكتبها الذي يعمه السواد واضعة قدما فوق قدم ...و عقلها مكتظ بأفكار غير مقيدة...

وولف سييرا...لقد قال والدها وولف سييرا ...

قلبها يكاد يتوقف من النبض فقط حين تكرر إسمه في عقلها في حين والدها نطق إسمه كأنه يعتذر لها لمجرد فكرة أنه يريد تزويجها بشخص مثله...

هي هما كانت تموت حرفيا و لا تعتقد أن النبيذ سيطفأ الحريق في أفئدتها و حتى عشقها للظلام ااذي يحيطها كأنه جزءا منها لم ينجح في إشفاءها من الدوخة الني أصابتها أسفلا بعد المحادثة...

احتست القليل من شرابها و هي تحدق بالفراغ و الظلام حولها بشرود حتى قطع عليها خلوتها صوت رنين هاتفها فضغطت على زر الإجابة دون أن تنظر لهوية المتصل  مرخية  رأسها للخلف على الأريكة كإمرأة منتشية بشيء عدا الكحول و تحدثت  بالروسية:

" من ؟.. "

أجابها الرجل بإحترام و بصوت هادئ من الطرف الآخر :

" إنه أنا زعيمة رُويْ "

" ماذا هناك نيكولاي ؟!"

" زعيمة... هناك مشكلة في صفقة مخدرات تشيكوسلوفاكيا !"

" وضح لي أكثر....؟!"

" براتفاري أحدث مشاكلا مع رجالنا وقت تسديد الدفعات و هو يشتكي من رفضك للسماح بمرور شحنته لروسيا و بلغاريا بضرائب أقل من التي يدفعها وولف سييرا عن شحناته... "

آنذاكفقط ظهرت  إبتسامة هادئة على شفاهه عند سماع إسمه مجددا و بأعين مغمضة وسط الظلام أجابت نيكولاي  :

"  أخبره أن ملك روسيا يؤمن بأن الأفضل للأفضل...و في طاولة الخمسين خاصتي...وولف سييرا  هو العضو الأفضل ...وإن أصر على رأيه و أحدث مشاكل أخرى  أجلبوا لي رأسه مفصولا عن جسده.. "

" حاضر زعيمة...عُلم و سينفذ فورا... "

و بهذا انتهت المكالمة مع ذراعها الأيمن الوحيد و الرابط الأوحد بين هذه الأميرة الروسية و هويتها كرجل خفي يحكم الإجرام في روسيا...

فالروي هو الملك الذي يُسير روسيا و يعتقده الجميع رجلا خفيا مجهول الهوية و لا أحد سيعرف يوما أنه الأميرة الروسية التي يعتقدونها بارعة في الأعمال فقط و إطلاق صيحات موضة جديدة في حبها للحرير و الفرو ...

لذا  فقد شربت من كأسها مزيدا بكل هدوء وهي تفكر بشرود لدقائق......قدما على قدم....وسط غرفة مظلمة و عقلها و قلبها في اتجاه واحد...

وولف سييرا....

تمتمت بإسمه بخفة و بصوت يكاد يكون همسا و هذا لوحده كان كفيلا بجعل  إبتسامة ترتسم على شفتيها و تقول حينها بهمس آخر وسط المكان الخالي من سواها:

" رابطة زواج بيننا إذن...أتساءل أيهما ستفضل وولف...قلب الأميرة أم قلب الملك ؟.. "

وهذا سؤال جوابه صعب جدا...فلو كان هناك أي شخص يعرف وولف سييرا سيعرف أنه مجرد وجش يرتدي بذلة وريث أرستقراطي...و أحيانا يتطلب الأمر وحشا لترويض وحش آخر...

و في هذه القصة ...الجميلة كانت الوحش...

و الآن مارينا كانت تعلم أن الخوض في الحب الوحيد أشبه بالمشي على أرض ملغمة...لعب بالموت كان....و ماذا فعلت حيال ذلك ؟...سارت حافية نحوها آملة أن تنتهي طريقها به أو تندثر ما بين ذلك....

مع ذلك هي إمرأة مجنونة في الحب عاقلة في الحياة...كانت و رغم حب مظلم داخلها و رغبتها في الإحتراق على أنامل رجل يعيش في النصف الآخر من العالم ...إلا أنها تدرك  أنه رجل بقلب قاس ....و قساة القلب الزواج  و الحب عندهم لعبتان خطيرتان كالرقص على حافة الهاوية .....و هو ليس براقص...

كان قاتلا بريئا ...

🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬

قبل كل شيء أود أن أجيب عن أكثر سؤال يتم طرحه :

البطلة ليست منعدمة كرامة ...البطلة ليست منعدمة كرامة...البطلة ليست منعدمة كرامة ..

و ربي الرواية فيها أكثر من مئة ألف تعليق و كل من قرأها و تحدث عنها أول شيء يقوله أن البطلة من أقوى الشخصيات النسائية التي قرأ عنها...

لذا لطفا لا تفسروا الفصل الأول لوحدكم و تستنتجوا أن ما سيحدث معها كما يحدث في الروايات الواتبادية من ذل و عنف...

الرواية ليست للجميع لذا إن كنتَ لا تشجع فكرة
Second marriage trope / second chance trope
أي الحبكة التي يتزوج فيها البطل أو البطلة للمرة الثانية فهذه ليست روايتك على الأغلب...

وولف سييرا البطل و كما توضح في الفصل هو أرمل...يعني زوجته السابقة توفيت و صدقوني الأمر لن يكون دراما و الزوجة ليست عاهرة شريرة كما تتوقعون على الأغلب...

هذا ليس حرقا...لأن كل شيء واضح و القصة عن وولف و مارينا...ما قلته كان فقط لأجل القراء الذي يستنتجون لوحدهم و يكتبون تعليقات مسيئة قبل حتى أن يقرأوا ثلاثة فصول ...

عدا عن ذلك شكرا لكل شخص دعم الرواية و أوصلها لمليوني مشاهدة...خذوا قلبي و ربي😩❤✨


Queen of the Dark

Đọc tiếp

Bạn Cũng Sẽ Thích

7.1M 351K 71
" سَــتَتركينَ الـدِراسة مِــن الــغدِ.. لَــقد سَـحبتُ مـلفاتكِ مِــن الـجامعةِ بـالفعل ..! " " مـالذي تَــهذي به..!؟ " " هــذا مــا لَـدي... لاتَ...
54.4K 251 1
هل خلقنا سعداء ؟ أم خلقنا للبحث عن السعادة ؟ ....... و ما خرج الانسان من الجنة سوى ليبحث عن السعادة الكاذبة ، تخلى عن السعادة الأبدية ليبحث عن أخرى ز...
17.2K 2.1K 30
" أريد أن أكون امرأة سيئة ، أودك أن تكون صديقي و كل شيء لا يمكن لأي شخص آخر أن يكونه " " سنقوم بأشياء لا ينبغي للأصدقاء القيام بها " " نحن في بداية ا...
675 278 6
جِديّ سيرك ياهمومي وأطوي نفسك بين جنبيك أو أختفي ارحلي لقلوب قد ضعفت وسيطرت عليها ماهي مثلك جِديّ سيرك فقد حل محلك سرور الصبر وضحكة الامل ••••••...