عاشقة في الظلام

By _ibriz_

20.5M 714K 1M

لم يكن بزعيم مافيا و لم يكن الدون أو الزعيم على الإجرام...بل كان شيئا مختلفا...هو كان قاضي المافيا...كان الرج... More

هل أنت قاتل ؟
Part 1 : رُويْ (Roy)
Part 2 : بين الظلال
Part 3 : توقيع بإسم الحب
Part 4 :ألم عاشقة
Part 5 دمعة الحب
Part 6 مشكلة قلب
Part 7 هيوغو آندريس
Part 8 قوة الحب
Part 9 ظهور الروي
Part 10 إشتياق
Part 11 خسارة عظمى
Part 12 سِرٌّ مقابل سِرّْ
Part 13 الملكة والشطرنج
Part 14 مخالب أنثى
Part 15 إرمي أوراقك
Part 16 تسديد دين
Part 17 ابتسامة قاتلة
Part 18 معجزتكَ
Part 19 قانون التسعة
Part 20 شبح الماضي
Part 21 تناقضكِ جذاب
Part 22 ميلادها
Part 23 أسطورة العشق الأولى
Part 24 قاضي العالم السفلي
Part 25 تمردات العشائر
Part 26 قلب الوحش
part 27 جريمة حب
Part 28 أورلوف
Part 29 مَلِكُ الْجَحِيم
Part 30 القفص الذهبي
Part 31 دوق إيطالي
Part 32 خنجر في يد ملك
Part 33 صرخة الموتى
Part 34 جريمة الليل الأولى
Part 35: حب على الصّليب
Part 36: الإرث الأسود
Part 37 :حين يصطاد الملك
Part 38: أميرة وسط الذئاب
Part 39 : الرقص مع الشياطين
Part 4×10 : الرابع من أكتوبر
Part 41: كأس الملك
Part 42 : دم على ثلج
Part 43 : Heikō
Part 44 : فخ منتصف الليل
Part 45 : موعد مع الأميرة
Part 46: الثور في إسبانيا
Part 47 : الأمير و الأميرة
Part 49 : النهاية
الخاتمة
فقرة الأجوبة عن الأسئلة

Part 48 : الوريث الحقيقي

308K 12.7K 26.3K
By _ibriz_

روما لم تُخلق في يوم

لكنها احترقت في يوم..

......................................................................................................................................................

ممنوع حرق هوية المقنع في أي مكان و إلا سيتم حظر صاحب الحساب

..............................................


الدم يغطي وجهه و يغطي أيديه و ثيابه..

هكذا جلس وولف على المقعد الخشبي في غرفة مع جثة ألكانتارا ..

أوناي واقف هناك شاحب و أعينه حمراء ينظر لجثة والده على السرير و المغطاة بغطاء أبيض تلوث بدمه..وقف ينظر للجقة على السرير كأنه عالق هناك و روحه لم تعد في جسده...رجال من القضاء حول المكان و الفوضى حلت في الفندق و في إسبرطة أسفل بعد معرفتهم بما حدث...

هاتف وولف كان يرن عشر مرات في الدقيقة و رجاله يدخلون و يخرجون من الغرفة المفتوحة هذه في الطابق الأرضي يتأكدون من الأمن و من أن القاضي لم يطلبهم ليمنحهم الأوامر بعد....كانت هناك حالة طوارئ و الرجال يبعدون المقيمين في الفندق عن المكان لينظفوا ما حدث من دم و من رقابة حول المنطقة ..

القاضي لم يتحرك من مكانه و لم يصدر أي صوت..ملامحه كانت باردة و الدم في وجهه و على أصابعه جف ..منذ اللحظة التي حمل فيها جثة ألكانتارا من الخارج يدخله هنا يضعها على السرير يغطيها كي لا تبرد كأنه حي يتنفس..حينها علم الجميع أنه في وضع عقلي غير مستقر..

أمامه الظرف الذي وجده الرجال في غرفة مارينا بعدما استيقظوا من إغمائهم...و من الجهة الأخرى أمامه حاسوبين مفتوحين على شاشات تتصاعد فيها البيانات و يراقبها هو بأعين ميتة ينتظر النتيجة للمسح الذي أجراه..

كان ينظر للحروف على الرسالة و للشاشة على اليمين تظهر انقطاع تواصله مع نيكولاي..كل محاولات اختراقه كانت تفشل و ترسل له إشارات حمراء برفض الدخول...لذا بملامحه الميتة المنطفئة مد أصابعه الدموية للوحة المفاتيح لآخر مرة يستعمل طريقة أخرى في تجاوز جدران الحماية و الوصول لخيط فقط يدل على موقع نيكولاي..

مرت ساعتين على الرصاصة التي اخترقت جمجمة ألكانتارا و إختفاء مارينا.. هو لم يغضب لم يصرخ لم يقتل و لم يفعل شيئا...منذ ساعتين و منذ إدخاله للجثة و هو جالس أمام الحواسيب و لم يعرف أحد ما يقوم به أو لما يقوم به...كأنه أصبح رجلا آليا و مشاعره انطفئت ..الآن..فقط حواسه التي تعمل

منع أن يأخذ أحد جثة ألكانتارا أو يلمسها ..لا لتنظيفها أو ليتفحصها طبيب شرعي و يجهزها للدفن...لا شيء..كأنه أقسم ألا يلمسها أحد حتى يجد من فعلها ...

و كانت دقائق حتى دخل رجل بشعار الإتحاديات في بذلته و قال بجدية و رسمية :

" زعيم..لقد أمسكنا القناص..."

سماع هذا كان الشيء الوحيد الذي دفع وولف ليتوقف عن الكتابة في لوحة المفاتيح لثوان لكنه لم ينظر للحارس ..لثوان تجمد كأن سماعه أنهم أمسكوا القناص ذكره بما حدث لذا رمش و عاد لينظر للشاشات يكتب بسرعة على عكس أوناي الذي فور سماعه لذلك خرج من الغرفة بسرعة و تبعه أربعة رجال ركضا...

أوناي يريد قتل من وضع رصاصة في جبين والدهما..وولف يريد إيجاد من قرر وضع رصاصة في جبين والدهما..

الدم داخله لن يهذأ حتى يجده و يُفرغ دمه من جسده ..

مرت فترة وهو على نفس وضعيته حتى توقفت أصابعه فجأة حين دخلت لحاسوبه ملفات مفاجئة..ملفات غير تابعة له و تحمل شعارا جعل وجهه يشحب فجأة..ملفات محمية برمز سري و الرمز فيها جعله متجمدا يرفض لمسها كما لو لمسها سيتفجر ما حوله ..الأصوات و صوت صراخ مفاجئ في القاعة في بهو الفندق..صوت رصاص أيضا..لكن وولف لم يتحرك من مكانه ينظر فقط للشاشة..

بعدها مد أصابعه و قرر أن يفتحها..لكن لأنه لا يملك الرقم السري فعليه اختراقها ...لذا بدأ في ذلك و استغرقه الأمر سبعة دقائق و بضع ثوان و حين أضاءت الشاشة بالاخضر تمنحه الإذن لفتحها فعل و ضغط عليها لتحميلها ..

لحظات حتى تسللت كل المعلومات تظهر في الشاشة أمامه و فتحها هو ملفا بملف و مع كل ما يراه كان يشحب وجهه أكثر ..قرأها كلها..واحدة بواحدة ونظر لها كلها صورة بصورة و إسما بإسم..لكن ما جعله يتحرك مكانه يقرب رأسه من الشاشة ليتأكد كان التوقيع في النهاية..

و رؤيته له جعله يحدق بالفراغ بشرود و أصابعه باردة جدا كأنه جثة بدل جثة والده على السرير..

حمل وولف هاتفه فورا و اتصل بشخص واحد..قائد الجنود..رجله المكلف بجنود شيرني ..رجال القضاء السريين الذين يعتبرهم المافيا أسطورة لا غير..

و فور أن رد عليه قال وولف جملة واحدة :

" اجمع الجنود و لاقيني بعد ساعة لمهمة طارئة..."

فور قوله لهذا أغلق المكالمة و أرسل رسالة أخرى قبل أن يضع هاتفه و ينتقل للحاسوب الآخر يواصل اختراق نيكولاي حين دخل عليه رجل يركض بسرعة و هاتفه في يده..

" زعيم هناك رجل عند مدخل التلة يقول أنه يريدك فورا ..إسمه روخيليو دي سيلفا ..حاول الرجال إعادته في يوم آخر لكنه أحدث مشهدا و أصر قائلا على أنه يحتاج الدخول لمقابلتك..كيف نتصرف معه؟ هل هو تهديد ؟..."

مرة أخرى توقف وولف عن فعل ما يفعله لكن هذه المرة نظر للرجل حين قال ما قاله..

رجل ينتظره عند مدخل التلة..تلة السييرا...رجل أتى لمنزل وولف للقائه فورا و هذا الرجل هو الإبن الأكبر لأحد مؤسسي الآيفا ؟..

بعدما أطلق وولف رصاصة على أخيه بسبب ما فعله مع أورورا أعتقد أن هذه العائلة اللعينة ستخرج من حياته لكن لا..ماضيه مصر على ملاحقته أينما ذهب..

" أحضروه للشارع الرئيسي السابع..."

يستحيل أن يحضر ابن مؤسس الآيفا لإسبرطة أو يسمح بدخول دماء الآيفا القذرة لمنزله..سبق و حدث ذلك مرتين..مرة بدخول هيوغو حبيب أخته و مرة بدخول ديافول و هو لن يسمح بذلك مجددا

لهذا سيلتقيه خارجا و يعرف لما يريد رؤيته الآن بالضبط و توازيا مع ما حدث...

وقف وولف ليتحرك لكن شاشاته أضاءت بالاخضر مرة أخرى فسارع ينحني يرى أنه تجاوز جدار حماية نيكولاي لثوان فقط ..و ذلك التجاوز سمح له بمعرفة أنه خارج إسبانيا..

إيطاليا...نيكولاي كان في إيطاليا..مما يعني أن مارينا هناك...مما يعني أن آزرايا حقا من أرسل الظرف ..

و كأن كل ماضيه مصر أن يضع بصمته في حياته..كل كوابيسه كانت في هذا البلد و الآن نظر للشاشة تشير لموقع البلد في الخريطة كأنه ينظر لهلاكه ..

و بعد كل ما حدث ..وفاة ألكانتارا..اختفاء زوجته الحامل و كل الإضطراب العقلي الموجود داخله...الآن فقط ارتجفت يده فحمل الحاسوب الذي يُظهر الموقع و رماه في أقرب جدار يحطمه بينما يتنفس كأن أحدا لكمه في صدره منحنيا على الكرسي و أعينه شاردة في الشاشة الأخرى..

نيكولاي العاهر أخفى عنه الأمر و أغلق عنه كل الأبواب للوصول لزوجته ..زوجته هو ..الحامل بابنه و التي باتت الآن في بلد عدوه الذي يرد الحصول عليها و قد فعل..يحصل عليها في منطقة خارج صلاحيات وولف...

لقد اخترا نيكولاي للعمل معه لأنه يملك مهارات أقوى منه في القرصنة و يستطيع إحضار المعلومات عن اي شخص يريده و الدخول لكل مكان رقمي ...و الآن قام بحظره يمنعه من حماية زوجته ؟..لو حدث لها شيء بسبب أنه أخفى عنه ذلك سيقتله ..

تغيرت وتيرة أنفاس وولف و ما كان أنفاسا باردة صارت متسارعة و كل بروده يتحول لغضب بينما يده بدأت ترتجف بسبب ذلك...

هو غاضب الآن...غاضب من مارينا و من نيكولاي لكونهما لعبا هذه اللعبة و عليه أن يحرق الغضب داخله على جسد عدوه...لذا ضرب الكرسي بقدمه يدفعه ليتطاير بعيدا عنه قبل أن يحمل الحاسوب و الهاتف ثم نظر لجثة ألكانتارا على السرير و الدم يغطي الأبيض بشكل فظيع...

رفض أن يقترب منه أو يسمح لقلبه أن يشعر بالألم أو الحزن وقتها..الألم كان يمزق بمخالبه كل أحشائه من الداخل و يود التحرر ..الألم كان يحرقه في عنقه و يقطع الهواء عن رئتيه لكنه كان يرفض تحريره لأنه يعلم..يعلم أنه لو سمح له سينهار هنا أرضا..و لن تحمله أقدامه...لذا انقبض فكه و وضع قبضته على فمه ليتحكم في رجفتها و تسللت لأنفه رائحة الدوم الجاف..دم والده..

القوة الحقيقية لا تأتي بالممارسة بل من الألم..كلما يتم حقن الألم في دم الوحش كلما تطول مخالبه و هذا الوحش أقسم أن يحضر من أمر بقتل والده..اليوم..

وولف ليحمي إسبرطة اشترى كل العقارات حول فندق ألكانتارا...مدريد كانت ملكه و هو ملكها الوحيد..لكن هناك أشخاص قاموا بخيانته ليسمحوا لأعدائه بتنفيذ عملية الإغتيال وهو لن يغسل جثة أبيه حتى يغسل جسده بدمهم جميعا..

لهذا بعد ربع ساعة خرج القاضي من البناية التي قنص منها القاتل مغطى بدم الرجل الذي أخذ رشوة و سمح للقناص بالدخول لشقته ليغتال ألكانتارا بسلاحه...

عشرة دقائق أخرى حتى وقف يتكأ على سيارته وسط الشارع حين أحضر له رجاله شخصا منحنيا على ركبتيه أمامه و هناك وسط الطريق العام في مدريد و صرخات المارة نحر عنقه أمامهم يجعل العامة يرون جريمة شنعاء في وضح النهار و الدم يلوث أرضهم النظيفة و بنفس البرود غادر بالسيارة كشخص لا يهتم أنه ارتكب جريمة شنيعة وسط الشارع و الطرقات و أمام المدنيين..رجل لا يخشى القانون أو الشرطة..قتل الرجل الذي أخذ رشوة ليحطم الكاميرات في الطريق لإسبرطة و يمنع رجال وولف من معرفة أن قناصا إيطاليا دخل الطريق للفندق...

دقائق أخرى حتى توقفت سياراته أمام مركز الشرطة ..نزل القاضي بالدم من رأسه لأخمص قدميه و وجهت كل الشرطة مسدساتهم صوبه لكن رجاله تدخلوا و حدثت مجزرة رصاص وفوق الجثث فقط سار هو يواصل تقدمه و دخل للداخل مكان الزنزانات أين يختبأ مفتش الشرطة الذي منح الإذن باعتقال حراسه في الضاحية الرابعة و قطع أخبار الأمن عنه و بالتالي إحداث شق في أمن إسبرطة..

وجده مختبئا بين المجرمين و هو يرتجف خلف القضبان كجرذ لعين و فور رؤيته لوولف بالدم عند الزنزانة صرخ و بدأ يتوسل لكن وولف أمال رأسه ببرود و أطلق عليه ثلاث رصاصات في قلبه و أخرى في رأسه أمام السجناء و أمام الشرطة ..

12 دقيقة أخرى ركب وولف طائرة هيليكوبتر و بدل أن يجلس في المقعد ترك باب الطائرة مفتوح و الرياح تحرك ثيابه و شعره بينما هو بيده المدمية كان يمسك جسد رجل و يتركه ليتدلى من ارتفاع شاهق و بيده الأخرى يثبت نفسه على الحافة ممسكا بسقف الطائرة ..

خطأ واحد و سيقع هو و الرجل لكن وولف الآن لم يكن يفكر..كان يرى الدم فقط بين أعينه لذا حين ارتفعت الهيليكوبتر ارتفاعا ملائما نظر بأعينه الزرقاء الميتة للرجل الذي خانه و تتبع أوناي يمنح سره لأعدائه ثم و دون رحمة أفلته يرميه يراقبه يسقط بصراخ من السماء للأرض..

الرجلين معه في الطائرة حدقا بوولف بصمت كأنهما لم يتعرفا عليه..كأنه مرت سنوات منذ أن رأوه فاقدا السيطرة لهذه الدرجة و ينتقم بيده و بوجهه و أمام الجميع...

نزلت الطائرة و نزل معها يستقبله أسطول سيارات من الرجال فغادر معهم و هو لا يزال كما هو بالدم كليا من وجهه لثيابه ...و لم يكن يتحدث معهم أو يقول شيئا سوى أوامر القتل و العنف...

لذا حين توقفوا أمام البرلمان حدثت فوضى فور أن قال هو لرجاله افتحوا الطريق..و بينما فتحوا هم الطريق أخرج هو سيجارة و دخنها ينتظر أن يقتلوا الحراس و الجنود هناك..و توازيا مع انتهاء سيجارته بينما يسمع لصوت الرصاص دخل هو حين منحوه الإشارة و مرة أخرى سار يمر بين الجثث و الصراخ أين رجاله يهددون الناس بالسلاح ليبتعدوا كأنهم يفسحون الطريق للرجل الذي يملك السلطة الأكبر في الدولة هذه..و أخذ هو رشاشا منهم يتوجه لمكتب عضوة في الحكومة...

المرأة التي كان يدفع لها لتعمل معه لكنها قبلت مالا أكبر و قطعت رقابته في المطار لساعة كاملة حين كان هو في إسبرطة و تلك الساعة كانت الخطأ الذي تسبب في موت ألكانتارا..كلهم اتحدوا ليشتتوه لساعات قليلة و يعبثوا بأمنه للحظات كافية ليُدخلوا عدوا له لمنطقته الخاصة و يضربوه في نقطة ضعفه..الآن سيريهم نتيجة ذلك...

ضرب بقدمه مكتب عضوة الحكومة تلك يحطمه و فورا وجدها تقف بوجه شاحب محاطة برجال حمايتها الشخصيين بينما هو خلفه جيش من الرجال المدربين للقتل لا غير..لذا ما أن فتحت فمها و قبل أن تتحدث حتى رفع رشاشه و أطلق أكثر من عشرون رصاصة عليها و على رجالها لا يخلف شيئا سوى رائحة البارود و الدم في تلك الغرفة..كأنه يُسقط دمى و ليس أجسادا بشرية..و بنفس الأعين الميتة التفت ليغادر..

في ظرف ساعة و نصف مر القاضي على مدريد بالكامل و على كل شخص ساهم في موت ألكانتارا ..كل مسؤال و كل حارس و كل رجل أخذ مالا لخيانته ..من رجال الدولة لرجال المافيا للحراس و سائقي السيارات و مشرفي المراقبة الذين قاموا بخيانة القاضي ..قتلهم بيده و حمل دمهم على جسده...كان في حملة تطهير و إنتقام ..كوحش فقد حواسه و لم يتبقى داخله سوى الشعور بالجوع للصيد..كذلك كان هو..وحش مجروح..

جميعهم يريدون كسره و حرقه..كلهم يريدون تجربة حظهم في خدش الوحش بعصا صغيرة ليروا إن كان سينفجر..حاول و لسنوات أن يكون منظما..أن يتعامل بنظام و لا يكون الوحش الذي صنعته الآيفا..أن يسير وفق القانون و المبادئ و أن يكون المجرم الخفي الذي لا يلوث أيديه بتاتا أمام الناس..أن يكون إبن السييرا ..الرجل الذي يرتدي البذلات و يتحدث باحترام..الذي يضع القوانين و يحترم العدالة...

لكنهم نسوا أنه قبل 17 سنة لم يحصل على مدريد بالمال و إنما بالدم..و أن نومه لا يعني موته..

ما فعله اليوم سيتذكرونه ل17 سنة قادمة..أن من يخونه لن يعيش ليسرد كيف خانه ..و أنه يأخذ حقه بيده..

لم يهتم أنه خلف وراءه جثثا كثيرة اليوم و لا أنه جعل اليوم دمويا في تاريخ مدريد و ستتحدث عنه الأخبار على أنه اليوم الأفظع منذ عشر سنوات..لا يهتم أن دم من خانوا لون مدريد و طرقاته النقية باللون الأحمر..هو لن يتوقف حتى يتوقف دمه من الداخل عن الغليان و حتى يتوقف الألم عن نهشه في كبده..

لذا الآن و حين أنهى..كانت سيارته و سيارات رجاله في الشارع الرئيسي السابع ينتظرون إحضار روخيليو آندريس أو روخيليو دي سيلفا كما يحبي تسمية نفسه بعد وفاة والده الحقير..

وضع وولف رشاشه الملوث بالدم فوق سقف السيارة و جانبه مسدسه كذلك الذي كان دافئا من استخدامه الكثير اليوم...بعدها مسح على شعره الملطخ بالدم و ملامحه ميتة تماما لدرجة خشي أحد أن يتحدث معه أو يقترحوا عليه تغيير ثيابه أو شرب كاس ماء حتى..

تركوه فقط في سبيل نفسه هناك وسط رجاله و سياراتهم السوداء في الشارع و الناس ينظرون لهم بصدمة و بعضهم يتجنبون النظر لهم لأن كل شيء فيهم كان يصرخ مافيا و إجرام و بالتالي يتجنبون النظر كي لا يكونوا شهود عيان في أي شيء يحدث..

كل المارة كانوا يقطعون الرصيف للجهة الأخرى بعيدا عن جهة وولف ورجاله خوفا..كانوا يرون المسدسات و الدم و سماعات المراقبة والاتصالات الهاتفية و يخمنون من هو ..الملك الذي يهمس الجميع بإسمه في مدريد و إسبانيا..

قد لا ترى صورة وولف سييرا في الصحف على أنه المجرم الأكثر طلبا للعدالة في الدولة لكنك ترى جرائمه و تسمع همسه في الظلال في كل زقاق ...حتى المدنيين يسمعون شائعات عنه و الآن كانوا يرونه...البعض يقولون له الملك و الآخرون القاضي..لا أحد يعرف أن تاج الملك و قلادة القاضي لا تنفعان كلقب له لأن لا الذهب في التاج أو الفضة في القلادة كانتا قادرتان على ترويضه أو وضعه في قالب يلائمه كما فعلت الآيفا..

كل حبل و كل خيط حاول هو جعله مستقيما قاموا هم بكسره و طيه لتدميره ..الآن سيستخدم تلك الحبال كسوط ليخنقهم جميعا..

أتت سيارة تابعة له و ركنت قربه فنزل منها حارسين له و من الخلف نزل الأشقر الذي يشبه والده الحقير و فورا انقبض فك وولف و هو يراه..كان يشبه والده آيبار الذي كان السبب في نصف جحيم وولف و ماضيه...

لكن على عكس أخيه هيوغو هذا لم يكن يحمل في أعينه حقدا و كرها للقاضي كأنه لا يملك أي رغبة للإنتقام منه على قتل والدهما بل لا يهتم اصلا و يمكن للمرء تخمين ذلك من طريقة تغييره لإسمه فورا بعد وفاة والده..

دون أي مماطلة اقترب روخيليو من وولف و الرجال يحاوطونه في حال قرر القيام بحركة غبية لإيذاء القاضي..و الحقيقة أن كل رجال وولف بعد اغتيال ألكانتارا صاروا متأهبين و يقظين لحمايته..

" هناك شيء مهم يجب أن تعلم به.."

قال هيوغو هذا لوولف فورا بجدية رغم أنه كان هناك توتر في لغة جسده يظهر أنه غير مرتاح من رؤية كمية الأسلحة الكبيرة حول المكان ولا كمية الدم على جسد وولف ..لكن هذا الأخير لا يهتم إن كان يبدو كوحش أم كحيوان لأنه رد عليه ببرود يحمل تهديدا..

" إن كان شيئا عن ما كان عمل والدك فصدقني أنت تتوسل لكي أقتلك هنا.."

" لا ..ليس ذلك.."

سارع روخيليو ينكر أنه هنا من أجل إخباره أنه يعلم أن والده كان يعمل في الآيفا و يشارك في عمل اخ.تطاف و تعذ.يب الوحوش ..

لكن شيء في نبرة وولف جعله يخرج شيئا من جيبه يسارع يمده له..كان يستشعر أن وولف لا يملك وقتا لتضييعه و سيقتله لو تفوه بالهراء وفقا لمنظره الذي يؤكد ذلك أصلا..

لكن فور منحه الظرف في يده لوولف رآه رمش و أخذ خطوة اقرب له ينزعه من يده فورا و بسرعة يفتحه..روخيليو وصله الظرف صباحا و هو لم يعرف من ارسله و لا ما يعنيه لكن محتواه بث الرعب داخله لأنه حمل شيئا من ماضيه و ماضي والده لذا عرف أنه أيا كان من ارسله ليس شخصا سيود العبث معه...

الظرف كان يحتوي على رسالة غامضة مجهولة لكنه فهمها..

' يحمل الإبن في دمه إثم والده ..لا الزمن يمحيه و لا إعتراف للقديس..

ليصحح الإبن أخطاء والده عليه أن ينقل السر من القلب للمخلب..

فقط كي لا يحترق الحلم ..'

ظل يحدق بتلك الرسالة لساعة حتى فهم معناها و أخيرا..و كل وقت قرائته لهذه الكلمات كان قلبه ينبض بعنف ..شخص ما يعرف سره و سر والده و يعرف أنه يشعر بالذنب لذلك..

روخيليو كان الوحيد من بين أخيه و أمه الذي يعلم ما يفعله والده ..كان يعلم عن الآيفا و يعرف كيف أن والده رجل مريض نفسيا كونه صمم شيئا كهذا و ابتكره..و هذا السر الذي علمه دمر له حياته و جعله يشعر بالذنب لسنين طويلة..لهذا غير لقبه و لهذا عاش لسنوات خارج البلد بعيدا عن عائلته ..

و الآن هناك شخص آخر يعرف بذلك و هدده بطريقة غير مباشرة أن يعترف لوولف بكل الحقائق التي يجهلها عن والده..

روخيليو كان يحمل إثم والده سرا داخله لسنوات و رغم كل ما فعله لم يستطع أن يتجاوز الأمر أو يسامحه..و حاول تصحيح الخطأ عن طريق منع هيوغو من إيذاء أورورا لكن حتى ذلك لم يكن كافيا..

ما كان يرعبه هو التهديد الأخير في هذه الرسالة ..كي لا يحترق الحلم..الحلم..دريم..دريم هو إسم خطيبته ..و أيا كان من أرسل الظرف المختوم بالشمع هذا يعرف عن خطيبته خارج البلد و يعرف إسمها إن كان قد هدده بها..

كل ما فكر به أنه و هي في خطر لو لم ينصع لهذا الظرف لذا قرر أن يبوح بالشيء الذي لا يعرفه أحد في العالم لوولف سييرا ..كونه المقصود بالرسالة..الذئب الذي أحرق الآيفا و قتل والده آيبار...

و بينما روخيليو يقف هناك أمام وولف الدموي كان يراه بغير توقع كيف يقرأ الرسالة دون حراك كأنه يعرف بالضبط من أرسلها و المقصود منها..لذا حين رفع أعينه الزرقاء صوبه تحدث هو فورا ..

" قبل أن يموت والدي علمت بسر منه ...هناك شيء جعله طوال أشهر حياته الأخيرة متوترا دوما و قلقا ...في البداية اعتقدت أنها عاقبة أعماله و أن شخصا ما قادما لأجله و أنه يستحق ذلك..لكن لم يكن ذلك ما كان يخيفه ...هو كان أحد مؤسسي الآيفا و إسمه كان سرا لهذا لم يخش يوما مما يفعله و من أن يتم فضحه ...تغير كل هذا حين زارنا رجل ما في منزلنا ذات ليلة..رجل مقنع .."

توقف روخيليو لثوان يرى كيف رمش وولف عند قول رجل مقنع و أخذ خطوة أقرب له كأنه يخترق مساحته الشخصية و يضغط عليه ليتابع فانصاع هو :

" ذلك الرجل هو الشخص الذي لم تقتله أنت .. الخطر الحقيقي في الآيفا.."

حين تمتم ابن آيبار بهذا فتح قبضته و مد قرص فلاش أسود لوولف يتابع حديثه :

" هذا كل ما تبقى من المعلومات التي حصلت عليها من والدي ..لقد أحتفظت بها لسنوات و لم أعلم أنني سأضطر لمنحها لشخص آخر...ستجد الموقع هنا.."

" موقع ماذا ؟.."

" منظمة الآيفا الثانية .."

تجمدت يد وولف على قرص الفلاش و هو يغلق عليه بقوة يحاول استيعاب ما يسمعه..

منظمة الآيفا الثانية ؟ إذن هناك حقا إثنان ؟..

كيف لروخيليو أن يقول نفس الشيء الذي رآه وولف في الملفات الغامضة التي تم إرسالها له في حاسوبه ؟..هذا يعني أنه طوال سنوات حياته كان هناك شخصان يعلمان كامل الحقيقة و أن الآيفا لم تكن منظمة واحدة ..

الأول روخيليو ..و الثاني لا يزال لا يصدق أنه هو....

" أبي يستحق ما حدث له لكن صدقني هو لم يكن خائفا يوما في حياته حتى اللحظة التي زارنا ذلك الرجل و تحدث معه في مكتبه..ليلتها لم ينم آيبار..لهذا صدقني حين أخبرك ..طالع ملفاته أولا.."

و بهذا منح روخيليو لوولف نظرة أخيرة قبل أن يعود خطوات للخلف يتركه واقفا بالدم هناك يحمل في يده ظرفا من شخص خطير و قرص فلاش بمعلومات أخطر ..هو لن يستطيع يوما مسح خطايا والده أو إعادة حياة وولف له و التي تدمرت بسبب الآيفا...لكنه واثق أن المعلومات التي منحها له ستمنحه إنتقامه الحقيقي و أخيرا ...هو و كل الأطفال الذين فقدوا حياتهم بسبب وحشية و عقول مريضة لرجال أموال جائعين للقوة..

غادر روخيليو المكان و هو يتذكر عبارة والده التي قالها له بعد مغادرة الرجل المقنع لمنزلهم..

بوجه شاحب تمتم له والده حينها ...

' لتسقط الإمبراطورية لا يحتاج العدو قتل الإمبراطور حقا..كلهم إخوة و كل أخ هو عدو..'

وقتها روخيليو لم يفهم شيئا من ذلك لكنه الآن كان يعلم أن العاقبة أقوى من الوحوش ..

......

حدقت مارينا بالدوق بأعينها العسلية تنتظره أن يتحدث لكنه فقط كان ينظر لها بهدوء شديد وهو يعبث بأصابعه المغطاة بالقفازات الجلدية بتلك الإسوارة خاصته ..أعينه السوداء و بشرته السمراء ..خصلاته التي تسقط على جبينه تتمرد على مثالية مظهره و تلك البذلة التي صُنعت له خصيصا على يد مصمم إيطالي..

هي لا تعرف ما الذي تكونه حقا هنا...هل هي ضيفته ؟ هل هي وسيلته في التحكم بوولف ؟ لأنه لم يخطفها و لم يجبرها على القدوم و لا تعتقد أنها لو أرادت المغادرة حقا سيمنعها...لكنها لم تفهم سبب إستخدامه لها في حين أخبرها من قبل أنه لن يُدخلها في حربه مع وولف بتاتا..

هناك شيء مريب و هي هنا لإكتشاف ذلك بالضبط..

" لما أتيتِ و أنتِ تعرفين بالضبط من أكون بالنسبة له ؟.."

سألها هذا بجدية يبحث عن سبب قبولها دعوة الظرف ذاك..

و بنفس الهدوء أجابته :

" هل أنت من لعبت تلك اللعبة ؟..."

لعبة محاولة إختطاف أديلينا الفاشلة جدا..

وكرد على ذلك رفع حاجبه قبل أن يوقف اللعب بالإسوارة و يقترب من الطاولة يستند عليها بمرفقيه :

" من هو عدو نايت ؟.."

يسألها عن عدو نايت كأن الجواب لسؤالها هو هذا..

" أخمن أنه أنت ؟.."

دوما يكون الوضع ناري بينهما هكذا..سؤال بسؤال...لا هو يستسلم و لا هي ..

لذا منحها إبتسامة جانبية خافتة يرد :

" دون شك.."

جوابه فوري ..و بالتالي مثير للشك جدا بالنسبة لها...هي لا تحاول الدفاع عنه..عن عدو زوجها ..أو وضع حجج لتبرئته لكنها لا تعتقده غبيا..هذا هو سببها..هي تعرف أنه ليس غبيا بتاتا و لأول مرة قررت التعبير له عن ذلك بوجهه..

" إختطاف فتاة صغيرة لإخافة والدها ؟..تود إقناعي أن ذلك أسلوبك في العمل ؟.."

حينها فقط حصلت على ردة فعل منه أين توقفت أصابعه عن الحركة فوق الطاولة.. ولو لم تكن قريبة منه لما انتبهت أصلا للأمر..تفاعل كأن ما قالته ضرب وترا حساسا لذا تابعت :

" رفضت إدخالي في الحرب بينك و بينه لكن ها أنا هنا ..."

تشير لأنه نكث بوعده حين قال أنه مهما حدث لن تكون هي الطرف الثالث بينهما لكن الظرف الذي أرسله ينفي ذلك تماما كونه باستدعائه لها هنا هو كسر القسم..

" لذا كجواب على سؤالك الأول..أنا هنا لأنك كسرت وعدك..."

مجددا حصلت على ردة فعل منه و هي انقباضة خفيفة في فكه سرعان ما حاول يخفيها عنها لما عاد بظهره للخلف يستند على ظهر المقعد و يناظرها بطريقة مختلفة...

كان ينظر لها كأنه يتفحصها بأعين جديدة و رفضت هي أن ترمش أو تتحرك ترى كيف مرر أعينه السوداء على كل تفصيل في وجهها و بصمت للحظات قبل أن يفتح فمه للحديث و اخيرا..

" هل أخبركِ زوجك عن الشيء الذي طلبته مقابل إنهاء ما بيننا ؟.."

سؤاله فاجئها للحقيقة..فاجئها لدرحة أنها ظلت صامتة و بصعوبة حافظت على ثبات ملامحها كي لا ترمش بتفاجئ..وولف لم يخبرها بشيء..لم يخبرها أصلا أن آزاريا طلب مقابلا ليخرج من حياته ..و هذا جعل التساؤلات تتصاعد في ذهنها الآن و بكثرة..

لما لم يخبرها بهذا ؟ لما لم يخبرها عن المقابل ؟ هل هو لا يثق بها في أمر متعلق بأخيه من الآيفا ؟..

شعرت بانقباض في معدتها لمجرد التفكير بذلك...

و بينما هي صامتة حدق به الدوق بصمت لكن ضربات قلبه عنيفة جدا..

بإمكانه إخباره هنا عن حقيقة مشاعره و أنه يستطيع إخراج نايت من كل ماهو فيه من مصائب لو فقط قبل بمنحها له..

بإمكانه اختبار مشاعرها و معرفة هل ستتغير نظرتها لو عرفت سبب فعله لكل هذا..

كان يملك القدرة على فعل ذلك الآن لأن نايت ليس هنا ليمنعه..و هو لا يملك شيئا ليخسره..مع ذلك شيء ما نظراتها كان يمنعه..كأنها تعرف أنه يحاول قلب الطاولة على زوجها و هي تملك بالفعل الردود الجاهزة على كل محاولاته ..

وهو ما يفسر أنه واصل طرح الأسئلة التي أخافتها :

" هل يثق بك بقدر ثقتك به مارينا ؟ أم أنه لو تم دفعه للحافة بالدرجة الملائمة سيسحب يده ؟.."

تماما كما فعل معه قديما..ببساطة نزعوا ديافول من قلب نايت بينما ديافول قاتل للحظة الأخيرة من أجله..هل البطل في القصة هو حقا كما يبدو عليه ؟ هل نايت هو بالفعل كما تراه هي...

هو يعلم لما أخفى عنها طلبه و مشاعره..كان يعرف أنها لو علمت ستتغير الدفة و أنها ستنظر الأمر من زاوية أخرى لأنها كانت إمرأة تملك قلبا كان قادرا على حب وحش و هو خائف أن يميل ذلك القلب خاصتها لوحش آخر..

مع ذلك آزاريا لم يقامر..ليس الآن..

و بنظرة شاردة للطاولة أخبرها بنبرة خافتة :

" حتى أنا وثقت به كثيرا و آخر مرة فعلت ذلك حاول حرقي حيا..لهذا سنختبر ثقته اليوم بك.."

ليست واثقة إن كانت النبرة التي قال بها هذا هي نبرة عدو حاقد أم أخ يعاتب ..لكنها في كلتا الحالتين رفضت الإستسلام للاثنين..

" هل تحاول تحريضي على زوجي ؟.."

" لا..بل أنا أجهزك الاختيار مارينا.. مثلما جهزته هو للاختيار من قبل.."

ظلت تنظر له بهدوء بأعينها العسلية تنتظره أن يشرح لها ما يقصده حينها و بينما هي جالسة وجدته ينقلها لحديث سابق مرا به من قبل :

" لما هو ؟ أنتِ دون شك تعرفين ما يقوم به كل يوم حين يخرج من المنزل.. كيف تغيرت حياتك في السنوات الماضية ؟.."

يتساءل عن سبب اختيارها لمجرم بينما هي أميرة لا دخل لها في هذا العالم ..كيف بغياب آزاريا عنها لسنوات اختارت خيارا سيئا..

لهذا لم تمانع أن تقترب أكثر من الطاولة كأنها ستعترف له بسر و تمتمت دون أن ترمش بعيدا عنه :

" أخبرتني مرة أنك تراني في قالب عاشقة في الظلام...لذا ما رأيك أن تخبرني منذ متى و أنا في ذلك القالب ؟.."

لم تحتج أن تمنحه الجواب أو يمنحها هو الجواب ..سؤالها بحد ذاته كان يخبره أن الأمر ليس كما يعتقد و أنها لا تحب وولف منذ زواجها به أو قبل سنة أو سنتين بل أكثر من ذلك و قبل ذلك..

و علمت أن الحديث فاجئه فقط حين تحولت ملامحه من الهدوء للخواء التام كأنه ارتدى قناعه يخفي مشاعره عند سماع ذلك..

و بنفس الوضعية و بنفس الهمس أخبرته بهدوء شديد و أعينها العسلية على خاصته السوداء :

" لهذا يمكنك أن تفهم و أخيرا لما أنا هنا..أنت يا آزاريا تعبث مع عائلة و أشخاص أعتبرهم أنا أهم من أن أريهم للعالم ..."

كانت تحب وولف و عائلته لدرجة أنها أبقتهم في الظلام خشية أن يفسد الناس الشيء الأفضل في حياتها و هو يفهم قصدها تماما لأنه عاد للعبث بإسوارته يبعد أعينه عنها..و راقبت هي إنسدال رموشه بينما يفكر ..

و الحقيقة أن الدوق من الخارج كان متماسكا ثابتا لكنه من الداخل يتداعى ..تبا..هو لا يحتاج أن يضعف الآن..ليس و أمامه ساعات لإنهاء كل ما بدأه من سنوات..

لأشهر غضب و لأشهر لم يستطع شيء أن يطفأ غضبه من حقيقة أنها تحب وولف و أنها زوجته..لكن جزء صغير منه لا يلومها لأنه كان مكانها..هو أحب نايت قبلا..من أجله خاطر بكل شيء و حتى بحياته ...لكنه احترق في علاقة الأخوة تلك احتراقا سيظل في روحه حتى يموت..

هو يفهمها..يفهم أن الحصول على قلب نايت أشبه بالحصول على عاصفة في يدك..تدمرك و تحييك..تُسقط قلاعك و تظهر لك ممالك جديدة..حدث و أن كان الشيطان هذا الجالس أمامها فتى يركض كجرو حول أخيه ليحصل على بعض الحب منه..

لكنه اكتفى من خيبات الأمل..من الإنكسارات..من انتظار ان يساعده أحد أو ينقذه أخاه..سئم من محاولة جعل الناس يرونه أو يروا مشاعره...لأن جميعهم ينسون أنه ليس وولف وحده من كان في الآيفا..أن آزاريا أيضا كان هناك و أنه مر بضعف العذاب...سنوات داخل الآيفا...13 عشرة سنة مع والده في القصر ..

لا أحد يعرف قصته حقا..لا أحد مستعد لرؤية ما يخفيه أسفل قفازاته أو بذلاته الغالية..لا أحد يعرف لما يخفي دوما بشرته بأكمام طويلة و لما أتقن الخداع و التلاعب ..لا احد مهتم بمعرفة ذلك لهذا سيسمح لهم بجعله الشرير في قصصهم جميعا..

و بالتالي رفض قول كل هذا و قول كل الحقيقة و بدلا عن ذلك منحها إبتسامة تبدو متقنة جدا لكنها مزيفة..مزيفة و ربما متألمة لأنه يعلم أنها ستكرهه بعد ما سيفعله الآن معها...و هو كان يقتل حبه بيديه لأنه لا يود أن يحصل على أي انتصار في هذه الحياة سوى الإنتصار في حربه التي بدأها..

و بالتالي وضع إسوارته على الطاولة جانبا يهملها و مد يده لجيبه يخرج هاتفه و أنفاسه كانت غير متزنة بينما يخبرها أثناء ذلك :

" لنر لأي مدى يستطيع وولف مسامحتك ...ستختارين بين إثنين.."

قال هذا و قلبه كان عنيفا لدرجة كاد يمنعه من التحدث لكنه أجبر نفسه على أن يضع قناع الشيطان الذي يذهب لأي شر من أجل فوزه و بالتالي نظر لها بأعين باردة ميتة و تمتم لها الشيء الذي أوقف قلبها :

" اختاري بين ابنه و ابنك..أحدهما فقط سيعيش اليوم.."

توقف قلب مارينا و توقفت أنفاسها...

كان يطلب منها أن تختار بين أن يعيش أرتورو أو يعيش الجنين في بطنها..

أي أن تقبل بالإجهاض أو يقتل أرتورو..

و سماع هذا جعلها تشعر بألم فوري في بطنها و سرعان ما وضعت يدها على بطنها تعض على لسانها من الداخل كي لا تتأوه ...

هو لا يستطيع فعل هذا..أرتورو في إسبرطة..و لا أحد يستطيع دخولها و وولف هناك ...لهدا نفت برأسها تلك الفكرة فورا بأنه لن يستطيع تهديدها بهذا و حين رأى هو حركتها تلك قلب هاتفه ناحيتها لترى الشاشة و بنفس النبرة الباردة الميتة أخبرها :

" إن كنتِ تعتقدين أنني لا أستطيع قتل من أريد فأنتِ مخطئة.."

و فور قوله لهذا قام بتشغيل الفيديو و ما رأته جعلها تشحب مع كل ثانية ..

كان فيديو اغتيال ألكانتارا ...

ألكانتارا تم قتله في مدخل الفندق و أمام وولف..رأت هذا الآن في فيديو ثوان لكنها لم ترمش كأنها ترى الأمر لسنوات بين أعينها..

ديافول قتل ألكانتارا و لوهلة أدمعت أعينها لكن لم تسقط ولا دمعة من جفنيها..أدمعت أعينها و هي تنظر لفيديو مدته 5 ثوان يعاد عدة مرات كأنه يغرس السكين في قلبها أكثر و أكثر..شعرت بالألم و الإنكسار لأنها كانت ترى وفاة رجل يعني لها و لوولف أكثر من مجرد أب ..

ظلت متجمدة مكانها بألم بطنها و انكسار في روحها ..الدموع في أعينها تجمدت بسبب أنها لم ترمش عن الشاشة و لم تسمح لهم بالسقوط بتاتا و فقط حين أبعد آزاريا هاتفه استوعبت و رفعت نظرها له ..

الدوق لم ينظر لوجهها بعد هذا بل أعاد هاتفه لجيبه و أغلق قبضتيه ثم فتحهما يتسبب في فتح جراح يده ..

حين تمتمت مارينا بهمس و بنبرة خافتة :

" هل هذا حقيقي ؟.."

يبدو سؤالها موجها لآزاريا لكنه موجه لنيكولاي ..

و مرت ثوان قبل أن تسمع نبرته الخافتة المترددة في السماعات داخل أذنها :

" أجل.."

لحظات أخرى حتى سمعته يضيف بنوع من الأسى :

" أعتذر لك.."

هو لم يسبق أن قابل ألكانتارا أو تحدث معه أو شعر بلمسته على كتفه أو بدفء كلماته..لكنه كان يعرف ما يعنيه ألكانتارا لها و لوولف...يعرف أنها كانت تريد جعله الأب الروحي لإبنها القادم ..لأنها لم ترده أن يواصل عيش حياته في الظلال من أجل وولف..كانت تريد أن تنتظر أشهر لتلد لتخرجه لعالمهم و يكتفي من التخفي و من التمثيل أنه لا يعتبر وولف إبنه..

و الآن هي رأت فيديو عن مشهد تفجر رأسه أمام ابنيه و لم تستطع سماع صوته لآخر مرة أو سماع كلماته الأخيرة..

لهذا حين منحت نظرة خاوية لآزاريا كانت النظرة التي تعكس نقطة تحول مشاعرها من الألم للغضب ..من الإنكسار للإنتقام و من الصداقة للعداوة..

و ابتسم هو كأنه يعرف ذلك تماما..إبتسامة ميتة تعكس حقيقته بالضبط..الشيطان في هذه اللعبة..

و أضاف لذلك حين أشار لها بيده لسيارة مركونة قرب ساهارا يخبرها بنفس البرود :

" ستستقلين تلك السيارة يا أميرة...و ستذهبين للآيفا...حان الوقت لتري أين عاش زوجك و أين سيموت ابنك..."

يريد أخذها لكابوس ماضيهما..هو لم يؤكد لها فقط أنه أعاد بالفعل بناء الآيفا بل أنه سيجهض ابنها فقط لينتقم من وولف..حاولت وضع الأعذار له و أن تبقى بعيدة عما يفعله و عن حرب الإخوة هذه لكنه فعل الشيء الوحيد الذي لا تسمح هي به ..

هو كان مخطئا في شيء واحد..هي ليست الأميرة بتاتا..

لهذا وقفت من مكانها و هي تضع يدها على بطنها ترى أعينه انجرفت هناك للحظات قبل ان ينقبض فكه و ينظر لها مجددا..

اقتربت منه حتى وصلت ناحيته قبل أن تنحني قربه و بنفس البرود تمتمت له :

" بعض الحدود لا يجب تجاوزها آزاريا..و أنت تجاوزتها..أنت ميت بالنسبة لي هنا و الآن.."

و فقط حين قالت هذا غادرت من المقهى تتجه لقطع الطريق نحو الرصيف الآخر ترى ساهارا تنتظرها قرب السيارة و بينما هي تفعل ذلك مثلت أنها تمسح وجهها كأنها تمسح دموعا لكنها في الحقيقة كانت تخفي أنها تحرك شفاهها لتتحدث ..

" هناك إسوارة داخل كفي الآن..سأرميها أرضا..أرسل أحدا لأخذها و قم بتفكيكها و تعقب الجهاز.."

" حسنا.."

أكد لها نيكولاي بهذا أنه استمع لها وبسرعة كونهه كان يستمع لكل ما يحدث بينها و بين الدوق .. لذا أفلتت يدها و بالاخرى شدت قبضتها تتأكد من أن الإسوارة في كفها...

لقد سرقتها من آزاريا حين انحنت لتتحدث معه...الإسوارة كانت دوما بحوزته و دوما يلعب معها..في البداية اعتبرتها عادية حتى رأت نفس الإسوارة في يد الرجل المقنع في الصور..

لهذا هي تشك أن هناك صلة بين الأمرين ...

منكسرة أم غاضبة..هي لا تزال نفس المرأة التي حكمت روسيا..و آزاريا الآن صار عدوها كما هو عدو زوجها..

وصلت للسيارة و رأت ساهارا تنظر لشيء خلفها فالتفتت ترى آزاريا كذلك وقف من الطاولة و خرج من المقهى يقف عند الرصيف أين اتجه له بعض الرجال خاصته لكنه اشار لهم ليحافظوا على مسافة بينه و بينهم..

وقتها أعادت هي أعينها لساهارا التي فتحت لها باب السيارة لتدخل..فسألتها مارينا ببرود :

" لم تخبريه حقا ؟..."

لم تخبره أن مارينا من طعنتها ذلك اليوم و أنها ليست فقط مجرد أميرة لا تستطيع الدفاع عن نفسها أو قتل شخص حين تريد..

و بملامح ثابتة نظرت لها ساهارا و خصلات من شعرها الأبيض تتحرك حول وجهها قبل أن تجيبها :

" لا أحد سيصدق ذلك..."

" و هذا لا يخدمك أليس كذلك؟.."

"لا يهم..ما يهم أن الأمر سيخدمك أنتِ.."

لم تفهم مارينا ما تقصده ساهارا بأن إخفاء قدراتها عن آزاريا سيفيد مارينا..بدا الأمر كأنها تطلب منها إخفاء ذلك عن الأعين..لكن قبل أن تستفسر أو تسحب منها جوابا أشارت لها ساهارا بأعينها لأن تدخل السيارة ففعلت مارينا بينما تفلت الإسوارة أرضا و بقدمها تدفعها أسفل السيارة ..لكن قبل أن تغلق حارسة الدوق الباب عليها أشارت لها لتمنحها حقيبتها و هاتفها..

ففعلت مارينا طبعا تراها ترميهم في المقعد قرب السائق و تخبره شيئا بالإيطالية جعله يهز رأسه بالموافقة..هي لا تحتاج حقيبة شانيل لتقتلهم جميعا...

و فقط حين أغلقت الباب تتركها في السيارة المركونة هناك علمت أنها طلبت من السائق أن ينتظرها بينما هي اتجهت نحو المقهى أين يقف الدوق لتتحدث معها..

وجدت مارينا آزاريا لا يزال يحدق بها بأعينه السوداء بنفس البرود و من مكانه فأغلقت النافذة عليه و لأنها مظللة و لم يعد أحد قادر على رؤيتها أخذت أنفاسا عميقة تحاول تنظيم ضربات قلبها و انكمشت ملامحها ألما بينما تمسك بطنها ...

التوتر و القلق كان يسبب لها ألما كبيرا و هي خائفة على جنينها..لأنها لم تتوقع بتاتا أن يكون هذا هو سبب إستدعاء آزاريا لها لإيطاليا..أن يطلب منها إجهاض جنينها مقابل حياة أرتورو..

دمعت أعين مارينا مجددا و هي تمسك رأسها بين يديها و تفكر داخل تلك السيارة التابعة لعدوها تنتظر أن يتم أخذها للآيفا..

ما الذي يجدر بالمرأة أن تشعر به مكانها و هي ذاهبة لأكثر مكان دمر حياة زوجها في انتظار أن يتم قتل ابنها ؟...

لا تعرف الجواب لهذا حقا لكنها تعرف ما ستفعله..

راقب الدوق بأعينه السوداء كيف اغلقت النافذة على وجهه ترفض النظر له حتى..نبضات قلبه كانت متسارعة و قبضتيه مشدودة ....

كان سيخبرها..كان على بعد ثانية من إخبارها الحقيقة..عن المقابل الذي طلبه من نايت و عن حقيقة كل ما يجري فقط ليزيل أفكارها السيئة عنه من ذهنه لكن تلك النظرة التي منحتها له منعته بقدر ما أذته..نظرت له كأنه أكثر شخص في العالم ستود قتل نفسها على أن تمنحه إنشا من العاطفة ..

هو كان يستحق ذلك ..يستحق ذلك..

لذا إبتسم إبتسامة تبدو هادئة عادية لكنها نفس الإبتسامة المتألمة التي ابتسمها حين نجا ليلة حرق الآيفا حين تركه أخاه ليموت..كانت إبتسامة شخص تقبل نهايته و أخيرا ..أنه لن يحصل سوى على نصر مرير..و على دور الشرير..

بالنظر لها و أنها أتت بقدميها عنده من أجل إنقاذ وولف و لوحدها فهو يدرك أن مجددا نايت هو من فاز في المعركة بينهما...لو قاموا بتخيير العالم بين نايت و ديافول في أي شيء سيختارون دوما نايت..وهو سئم القتال من أجل جعل الناس يرونه لهذا سينهي ما بدأه منذ سنوات..

ابتلع آزاريا ريقه يبعد أعينه عنها فور رؤيته لساهارا وصلت عنده ...

لهذا التفت لها يراها تقف جنبه ..قميصها أبيض و شعرها الأبيض أيضا كان مجموعا بمشبك فضي ..سروالها اسود فضفاض كلون المسدسات التي تخفيها أسفله عند القدمين ..

ملامحها كانت خاوية حين تمتمت له :

" هي صدقت أنك أنت من أرسلت الظرف ؟..."

أبعد آزاريا أعينه عنها يجيبها باختصار :

" أجل.."

" صدقت أنك السبب خلف كل هذا ؟.."

" أجل.."

" ألا تعتقد أنها فكرة سيئة جلالتك؟..لا زلنا نملك الوقت لتغيير الخطة..."

" لا..لقد خرب هو كل شيء بالفعل حين قتل ألكانتارا و أرسل الظرف لها..الآن سأنتظر نتائج خطتي فقط.."

و بهذا وقف مكانه من الطاولة قائلا لها بجدية :

" ابقي معها.. تعرفين ما يجب عليك فعله .."

" أمرك جلالتك.."

برسمية تمتمت بهذا تمنحه نظرة أخيرة كأنها تطلب منه أن يعتني بنفسه فمنحها إيماءة و بهذا خرج كلاهما من الرصيف..هي اتجهت للسيارة التي ذهبت لها مارينا و استقلتها معها..بينما هو ذهب لسيارة أخرى كانت مركونة على الجانب في الطريق و مظللة بالكامل..خلفه سار بعض رجال الحراسة الذين كانوا بانتظاره..

و فقط حين ركب المقاعد الخلفية اتضح من الذي كان بالداخل و يراقب كل شيء منذ البداية ..

لهذا نقل آزاريا أعينه السوداء صوب الرجل المقنع و كيف كان يرتدي ثيابا سوداء كأنه مجرد رجل عادي بينما قناع الفضي يغطي وجهه و لا يظهر سوى اعينه ..و فور دخول آزاريا سأله :

" هل فعلت كل ما طلبته منك..."

بنفس البرود أجابه الدوق :

" أجل..كل شيء يسير وفق خطتك.."

نتيجة ذلك ضحك المقنع وهو يعيد رأسه للخلف يتسبب في إظهار بعض من بشرته عند العنق أسفل القناع..بشرة مخيفة..

لذا ابعد ديافول أعينه عنه و حدق من النافذة للخارج يرى سيارة ساهارا ومارينا تغادر و خلفهما ثلاثة سيارات قبل أن يتحدث مجددا :

" لما فعلت هذا ؟..."

" ماذا ؟...قتل ألكانتارا و إرسال الظرف ؟ أم إلصاق التهمتين بك ؟.."

ظل آزاريا صامتا و اكتفى بمنح المقنع نظرات باردة جعلته يضحك بخفة مجددا يجيبه :

" لا يهم من فعلها ديافول..المهم أن غايتنا واحدة ..أنت أردت أن يأتي نايت لإيطاليا في هذا اليوم بالذات و أنا حققت لك ذلك.."

" الخطة لم تكن تتضمن إستخدام عائلته..لقد اتفقنا بالفعل على كيفية إحضاره هنا..."

" بدأت تصبح ناعما ؟.."

انقبض فك آزاريا لكنه حافظ على بروده و نظرته الخاوية و هو ينظر للرجل :

" أنت من بدأت تفقد عقلك عمي.."

Flashback

كان الدوق يتعرق في سريره و هو ينام في وضعية الجنين يعانق جسده على سريره الملكي في غرفته الواسعة و الخالية من أحد سواه..كان من شدة تعبه لا يستطيع حتى الوقوف لإغلاق النافذة المفتوحة لذا بأعينه السوداء الذابلة راقب الستائر تتحرك مع الرياح و هو غير قادر على الحراك لأنه كان مريضا جدا...

الحمى كانت تغطي جسده كما الضمادات تغطي أيديه التي تنزف مما جعل شعره الأسود يلتصق بجبينه و بشرته التي كانت سمراء بدت شاحبة قليلا من التعب...

لم يكن هناك أحد ليتفقده أو يتفقد وضعه..ليس هناك أحد ليخبره عن مرضه حتى لأنه واثق أن لا أحد يهتم بالأمر لهذا كان يرتاح في سريره لوحده حتى يستجمع قوته بما هو كافي لينهض و يمثل أن كل شيء بخير...

كان في الثالثة عشر لكن الحمل على كتفيه كان بقدر 13 طنا لأنه لم يستطع ألا يفكر بما سيحدث الليلة ..الليلة موعد قتله لنايت الذي حدده والده و هو خطط لكل ما سيفعله لينقذه لكنه مرتعب مما قد يحدث خطئا..عليه إخراج نايت من الآيفا و إنجاح خطته..هو لن يسمح لوالده بالإنتصار عليهما ..سينقذ نايت و بعدها لا يهم ما سيحدث لأنه يعلم يقينا أنه لن يستطيع الفرار من أصله و من والده لكن نايت يستطيع ..لقد وضع الخطة بالكامل عليه فقط الذهاب بعد ساعات للآيفا و اللعب على الجميع كما يلعب الشيطان فى كل زاوية في العالم..بمكر و تمثيل و خداع..

ظل آزاريا في وضعه ذاك على سريره بالحمى و التعب و هو يكرر في ذهنه خطته من الألف للياء ..من الألف للياء..من الألف للياء..ظل يفكر بها و يعيدها ليتأكد من أنه لا ينسى شيئا...كان يعلم أنه ذكي و أن خطته ستنجح لو أتقن التمثيل على الجميع و نصب أفخاخه في كل مكان لكن حين يقترب المرء من الهلاك الوشيك أصعب مما يمكن تخيله..

الليلة هو قد يموت...

قد يموت على يد والده أو على يد رجال والده بسبب ما سيفعله...لكنه مستعد للمخاطرة لإنقاذ نايت..

طرقات على الباب جعلت آزاريا يرمش و بتعب يسحب غطاء سريره ليغطي نفسه من رأسه لقدميه قبل أن يأذن للطارق بالدخول ..

استمع لفتح الباب و لخطوات خافتة قبل أن يصله صوت عامل يقول برسمية :

" سمو الأمير...الدوق يستدعيك لجناحه من أجل أمر بالغ الأهمية...لقد طلب منا إعلامك أن تأتي بمظهر ملائم ..."

آزاريا كان أسفل الأغطية يخفي نفسه كليا عن العامل و يخفي حقيقة أنه مريض ومتعب ..حتى أنه ابتلع ريقه و عدل صوته كي لا يبدو متعبا يجيبه بهدوء :

" سأكون هناك ..شكرا لك يمكنك المغادرة..."

" بالتأكيد سموك..."

خطوات انسحاب أخرى و يليها صوت غلق الباب ..

حينها أبعد آزاريا الغطاء عنه يستلقي على ظهره ينظر للسقف بأعين مرهقة ثم بيده المغطاة بالضمادات مسح على جبينه المتعرق قبل أن يقف ببطئ معتدلا و هو يجلس على حافة السرير منحني الأكتاف يأخذ أنفاسا هادئة ليستعيد بعضا من طاقته..

مرت دقائق قبل أن يستطيع أن يقف و يتجه للحمام يأخذ حماما سريعا و يرتدي ثيابا سوداء رسمية بياقة مرتفعة و يغير ضمادات أيديه...حين أنهى تناول حبتين من الدواء للألم و للحمى قبل أن يقف أمام المرآة ليعدل شعره الأسود..قام بتمشيطه وترتيبه بمثالية يراه يلمس رقبته من الخلف و حين أنهى ارتدي قفازاته الجلدية و نظر لانعكاسه..

ثوان حتى ابتسم إبتسامة كأنه أمير حقيقي مستعد ليبدأ يومه و يقوم بلعب دوره الملكي ببراعة..ظل هناك يبتسم بثيابه الجميلة و وجهه الأجمل الذي حتى مع شحوب المرض كان لا يزال يحمل سمرة و جمال الدم الإيطالي داخله..

إبتسم لثوان أمام المرآة كما لو أنه يتحقق من قناعه الخاص بهذا اليوم و أنه فعال و بعدها حين أنهى سقطت إبتسامته تعود ملامحه للبرود و الخواء و هو يسير لحافة سريره يجلس عليها ينحني ليرتدي حذائه لكن حين وصل للرباط نظر لأيديه بالقفازات و للجروح التي يشعر بها مشدودة داخلها و لوهلة كان سيتخلى عن فكرة ارتداء حذاء برباط لأنه لن يستطيع ربطه و فتح جروحه من جديد ..

لكنه تذكر أن هذا على الأغلب آخر يوم في حياته و أن لا أحد يهتم لذا قام بربط حذائه و هو يشعر بجراحه تنزف من جديد بسبب حركة يديه و انقباض كفه..

وقف أمام باب غرفته يأخذ نفسا قبل يفتحه بملامح هادئة و إبتسامة خافتة ..المرض و التعب دفنه عميقا داخله لدرجة من يراه يسير في الرواق يعتقده بصحة جيدة ..كل حارس و كل عاملة انحنت له فعلوها بإبتسامة خافتة كتحية صباحية لهم و ردها هو لهم بإيماءة و لمعة إبتسامة في أعينه التي رأت الموت عشرات المرات..

كان يسير بهدوء ككل يوم كأنه قادر على ممارسة أي نشاط يومي له بنفس للحماس و الطاقة..فقط أيديه التي كانت منقبضة و العرق الذي كان يسقط على جانب جبهته هما الدليل الوحيد على ما يشعر به من الداخل..و من يراه حين سحب منديلا من جيبه و مسح جبينه سيعتقده فعلها بسبب الحرارة الإيطالية ...

فجأة مرت عليه خادمة في منتصف ثلاثيناتها و فور أن رأته توقفت مكانها و رقت ملامحها تنظر له من الأعلى للأسفل على عكس البقية الذين انحنوا له أو منحوه إبتسامة تحية..هذه نظرت له كأنها تعرف فورا أنه مريض و هو ما جعل إبتسامته تختفي و ملامحه تتحول البرود يمنحها نظرات خاوية جعلتها تسارع بخفض بصرها و العبور جانبه بينما تحمل سلة أغطية ..

وفي حين سار خطوتين يتركها تمر خلفه توقف فجأة يلقي نظرة أخرى عليها ليتفاجئ بها تنظر له كذلك بنظرة لم يحبها...نظرة شفقة..لذا رفع ذقنه كالأمير الذي يكونه و أشار لها بيده أن تغادر الرواق تكمل عملها فمنحته إيماءة و أخيرا تنحني و تغادر المكان سريعا..

حينها فقط أسقط قناع البرود خاصته و أخذ نفسا...هو كان يشك منذ فترة بها...و الآن هو نوعا ما تأكد..كان يشك أنها تعرف حقيقة الجراح و الكدمات على جسده لأنها هي من تنظف محتويات حمامه و دون شك كانت ترى ضمادات الدم التي يخفيها اسفل الثياب و دون شك أيضا أنها هي من تدس الأدوية و المرهم بين علب التنظيف ليستخدمهم..

هو لم يسبق أن تحدث معها أو طلب منها شيئا و لو علم والده أنها تملك شكوكا حول أن جسد الأمير مشوه أسفل ثيابه و قفازاته سيقتلها فورا...

ربما عليه أن يطلب منهم نقلها لتعمل في جناح آخر..هي كانت حامل اللعام الماضي و على الأغلب تملك ابنا أو بنتا صغيرة..من الأفضل لها ألا تحشر نفسها في مواضيع قد تقتلها..هو لا يحتاج شفقة أو مساعدة أحد..

وُلد هكذا و سيموت هكذا..

وصل أمام الباب الذي ينتظره فيه والده فمسح على شعره و جبينه يتأكد كليا من ان مظهره مثالي قبل أن يطرق ..حين استمع لصوته من الداخل يأذن له بالدخول فعلها بإبتسامة خافتة على شفاهه لأنه يعلم أنه حين يطلب الدوق منه القدوم بمظهر ملائم تعني أنه يريد تعريفه على شخص ما لهذا هو أتى كالأمير ابن الدوق الإيطالي..

و طبعا كما توقع..حين دخل للمكتبة في جناح الدوق وجده جالسا على أريكة يحتسي كأس شراب بينما هناك رجل آخر يقف عند النافذة نصف وجهه مغطى بقناع...

" صباح الخير جلالتك.."

قالها آزاريا لوالده بإبتسامة كأنه يود الحفاظ على البروتوكول أمام الرجل الغريب لكن حين اشار له والده بيده ألا يفعل حينها علم أن هذا الرجل ليس غريبا فقط بل يثق به والده لذا فورا أسقط قناعه يعيد ملامحه للبرود و هو يقترب منهما...

تلك هي اللحظة التي التفت فيها الرجل المقنع لآزاريا ينظر له يقترب متفحصا إياه من الأعلى للأسفل و لم يكن يظهر من وجهه سوى أعينه لأن حتى جبينه كان مغطى بخصلاته و على الأغلب وجهه به خطب ما لأن الأمير الصغير كان قادرا على رصد جرح في بشرته يصل حتى جبينه و على الأغلب الجزء السفلي من وجهه أسوأ لهذا يغطيه بقناع نصفي فضي...

وصل آزاريا للأرائك أين والده و لم يجلس بل راقب الرجل يتحرك مكانه بطوله ذاك و لم يتوقف حتى كان قبالة الأمير أين انحنى لطوله يتفقد ملامحه إنشا إنشا قبل أن يفعل شيئا غير متوقع..لقد نزع قناعه..

تبا...

ما رآه آزاريا كان أقرب لمشاهدة شيطان مرعب حقيقي...وجهه كان مشوها بالكامل كأن أحدا ما استخدم وجهه ليقطع فوقه الخضر..كل إنش منه كان ممزقا بالسكين لدرجة أنه لم يعرف موضع فمه بالضبط لأنه لم يستطع التمييز بين شفاهه و البشرة المسلوخة في وجهه..

لكن الرجل حينها إبتسم بطريقة لم تجعله جميلا بل مخيفا أكثر..و الامير الصغير يعرف لما ابتسم المقنع..

إبتسم لأنه أحب كيف أن آزاريا لم يخف بتاتا.. بل حين نزع قناعه حدق به بأعين خاوية و وجه ثابت كأنه يرى شيئا عاديا..

" هو حقا الشيطان الصغير الذي أخبرتني عنه .."

تمتم بها المقنع و رأى آزاريا كيف كان يتحرك فمه بطريقة غريبة بسبب تشوهه قبل أن ينقل أعينه لوالده يراه يرفع حاجبه بإبتسامة وهو يحتسي شرابه كما لو يخبره ' أرأيت ؟ أخبرتك أنه ميت القلب '..

حينها اعتدل الغريب يعيد إرتداء قناعه قبل أن ينظر لآزاريا مجددا من الأعلى للأسفل بتفحص يمد يده له و هو يخبره :

" يمكنك مناداتي أخيل..."

نظر آزاريا ليده التي تنتظر المصافحة ثم له قبل أن يقول ببرود و أعينه السوداء لا تحمل أية مشاعر :

" لا احب أن يلمسني أحد أخيل لذا احتفظ بيدك قريبة من وجهك.."

الطريقة التي قال بها آزاريا هذا بدت قاسية و متكبرة كأنه يؤذي رجلا مشوها بتشوهه حين لمح له أن يبقي يده قريبة من وجهه كإشارة ليغطي بشاعته ...من تحدث لم يكن الفتى الذي كان في غرفته قبل دقائق بل الفتى القاسي الذي صنعوه في الآيفا...

و كردة فعل على ذلك ضحك آخيل قبل أن يصفع آزرايا بيده الممدودة بقوة لدرجة أن وجهه استدار للجهة الأخرى من قوة الصفعة بل و أنه رمش عدة مرات كأن دوخة أصابته من الكف الذي حل به..

بعدها إبتسم آزاريا و في ظرف ثانية ظهر من أسفل قفازاته مشرطا و قبل أن يستوعب أحد كان قد ضرب به يد أخيل يسلخه به..

لم يتوقع أحد ذلك لدرجة أن الرجل المقنع نظر للدم يتطاير من يده بتفاجئ قبل أن ينظر للأمير الصغير يراه يعيد إخفاء المشرط داخل أكمامه ثم عدل شعره الذي تبعثر بالصفعة يخبره ببرود :

" حين يلمسني أحد ..ينزف.."

قالها آزاريا قبل أن يسحب منديله من جيبه و بطريقة الأمراء المحترمة قدمه لأخيل و هو يتابع :

" تذكر هذا المرة القادمة..."

ومع نهاية كلامه وضع المنديل على يده التي تنزف كأنه يخبره لملم جرحك و ابتعد عني أيها القذر..

و تلك هي اللحظة التي لمعت أعين أخيل السوداء و هو يلتفت بابتسامة للدوق الذي كان يراقب ما حدث ببرود و هو يحتسي شرابه و لم يمانع بتاتا أن شخصا ما صفع ابنه أمامه أو أن ابنه سحب سكينا و ضرب به الرجل أمامه أيضا..بل هو لم يتحرك من مكانه يرى آزاريا يتفقد أخيل من الأعلى للأسفل كأنه يبحث عن الأماكن التي يود طعنه فيها لاحقا..

" أنا موافق..."

قال أخيل هذا فورا و هو يلف المنديل على يده و لأول مرة يرى آزاريا أعين والده الشيطان تلمع كأنه سعيد...سعيد أن هذا الرجل المقنع وافق على طلب ما له وهنا دق ناقوس الخطر داخل الأمير الصغير لأنه حين يفرح والده لشيء يعني أنه سيء جيدا...

اقترب أخيل من الدوق و جلس على أريكة مقابله و هو ينظر لجرح يده بإبتسامة قبل أن يتابع :

" إن استطعتَ تحويل أمير لوحش بهذه الطريقة فأنا أقبل عرضك أخي..."

تجمد آزاريا مكانه و هو يسمع الكلمة الأخيرة من فمه و التي صدمته أكثر من صدمة سماع أن المقنع سيعمل مع والده في شيء جنوني..

لكنه لم يحتج التساؤل كثيرا لأن والده التفت له يحتسي ما تبقى في كأسه قبل أن يشير لأخيل بيده قائلا الجملة التي لم يتوقع سماعها :

" هذا عمك...أخيل إيفيريا...أخي من أم أخرى و عما قريب سيصبح المالك الثالث في الآيفا ..هو من سينقل الوحوش من الآيفا و يبيعهم للعملاء..و أنت ستغادر معه الليلة.."

كان قلب آزاريا ينبض بعنف و هو يسمع لهذا ..معلومة بمعلومة و صدمة بصدمة لكن وجهه ظل ثابتا باردا غير مظهر لاي شيء مما يفكر به حقا...

والده يملك أخا غير شرعي...أخا مشوه و مختل جدا...

والده يريد ضم رئيس ثالث للآيفا مما يعني أن الآيفا ستصبح بقيادة ثلاث مختلين..فارسيا إيفيريا..آيبار آندريس و أخيل إيفيريا...مدرب الوحوش..مصمم الوحوش و بائع الوحوش...

لسنوات اعتقد أنه لن ير شيئا أسوأ من الآيفا في حياته لكنه الآن يسمع أنه سيغادر الآيفا للذهاب مع عمه الذي لم يعرف بوجوده سوى الآن ؟...هل والده قام ببيعه توا ؟...

قبل أن يطرح السؤال على نفسه أكثر رأى والده يقف من مكانه متجها لصف الكحول ليسكب لنفسه كأسا آخر و هو يتحدث :

" الليلة حين تقتل نايت سيرتفع تصنيفك في اللائحة لذا ستذهب مع آخيل لبريطانيا..ستكون أول وحش في الآيفا الجديدة...و بعد حوالي خمسة عشر سنة من الآن ربما ستكون أنت رئيسا في الآيفا الثالثة..."

آزاريا كان لا يزال متجمدا مكانه و هو يتبع والده بأعينه و يتبع كل حركة منه يحاول إستيعاب ما يسمعه...

بريطانيا ؟ آيفا ثانية و ثالثة ؟...هم يخططون لصنع منظمة وحوش بشرية ثلاثية ؟...الأولى صنعوها في 15 سنة في إيطاليا و الثانية سيصنعونها في 15 سنة ببريطانيا و يودون منه هو حين يكبر أن يصنع آيفا ثالثة في 15 سنة في دولة أخرى ؟...

ما الجنون الذي يسمعه الآن ؟...

الآيفا..الآيفا...الآيفا...هل يعقل أن كل شيء كان أمامه من قبل و لم يره ؟..

آ ترمز لأيبار..ف ترمز لفارسيا و آ ترمز لأخيل...

هو كان يعتقد أن الآيفا اختصار لقبين لرئيسين أحدهما معروف و الآخر خفي...الأول يدرب الوحوش و الثاني صمم نظام تربية الوحوش..و الآن يتضح أن هناك ثالث يتكفل بالجانب الإجرامي للآيفا و بيع الوحوش ؟...

الأمير الصغير لم يكن ير دمار العالم و دمار نفسه فقط الآن بل يرى دمار خطته التي وضعها بخصوص الليلة..كيف سينقذ نايت من هذا ؟ ...أخيل إيفيريا كان البيدق الذي لم يره أحد في اللعبة لأنه البيدق الذي لم يكن موجودا أصلا في لوحة الشطرنج ...أخيل كان تماما كإسمه..نقطة الضعف التي لم يرها أحد في اللعبة...

و هو هنا بينما يخطط لإنقاد أخ له من مخالب منظمة واحدة يتضح أن الآيفا مجرد بداية لشيء أسوأ...لسلسلة ثلاثية من عالم وحوش مظلم و الأسوأ أنه الآن بات مجبرا ليلعب معهم اللعبة...

آزاريا إيفيريا لم يكن الأمير في إيطاليا و الدوق المقبل فقط بل كان وريث عرش الآيفا...هو الوريث لمملكة الشيطان التي صنعها والده...و الوريث لجحيمه الخاص الذي قضى حياته يحلم بكيف يفر منه...الآن كان والده يطلب منه أن يتولى مسؤولية حكمه...

لم يسبق أن شعر ديافول بالظلام يبتلعه كما شعر به في هذه اللحظة وهو يرى عالمه يضيق داخل قفصه الصدري...

لكنه ظل محافظا على وقفته و ثباته و نقل أعينه السوداء من ظهر والده لعمه الذي كان يراقبه بلمعة مختلة في أعينه كأنه يرى الشيطان المثالي في اللعبة التي يود لعبها مع الجميع...

و تلك هي اللحظة التي قرر فيها آزاريا أن يقامر...إن كان فارسيا هو الرجل الذي سيستخدم ديافول ليحقق هدفه لما لا يستخدم هو عمه للوصول لهدفه ؟..

لذا اقترب منه قائلا ببرود و أعينه ميتة :

" آمل أن وجهك لن يكون أبشع شيء تملكه عمي..."

و تماما كما توقع ضحك أخيل على حديث آزاريا كأنه يسمع مدحا عظيما في حين كل ما قاله له هو أنه يتمنى لو تكون بشاعة روحه أسوأ من بشاعة وجهه و بالنسبة لعائلة مرضى نفسيين كالإيفيريا كان هذا ممتازا...

أخيل الآن نظر لآزاريا كأنه ينظر حقا لابن أخيه الذي سيرث الآيفا مستقبلا لذا تحرك ديافول من مكانه يتجه لرفوف الكتب و هو يسألهم أثناء ذلك :

" نايت سيموت الليلة...بعدها سأغادر معك لبريطانيا...سنفعل ماذا بالضبط هناك..؟.."

" سنعمل على فتح الآيفا الثانية..لا يزال لم يحن الوقت لتعرف بعد كيف لكنك ستذهب لتساعد أخيل في ذلك.."

" أين بالضبط موقعها ؟.."

سألهم ديافول و هو يمرر أصابعه المغطاة بقفازات على كتب معينة..

" لما تسأل ؟..."

" ألا يحق لي بذلك..؟.."

سألهم و هو يلتفت يمنحهم نظرات باردة كما لو يخبرهم ' ألم تقولوا أنني الوريث ؟ ألا يحق لي بمعرفة موقعها ؟ '..

و كرد على ذلك نظر أخيل و فارسيا لبعضهما بصمت قبل أن ينطق فارسيا ببرود :

" اقتل نايت أولا حتى تستحق معرفة تلك المعلومة..."

الحقيقة كانت أن آزاريا لا يعرف حتى موقع الآيفا الحالية لأنهم حين يخرجون منها يخرجون بأعين مغطاة و حين يعودون لها يعودون لها بوجوه مغطاة حتى لا يعرف أحد المدخل و المخرج...لكنه يملك شكا في أن نايت يعرف ذلك..نايت كان بارعا جدا في الإلكترونيات و لن يكون من الصعب عليه تجاوز حماية الآيفا و اختراق الموقع..مع ذلك هو لم يخبره يوما بالأمر أو يؤكد له أنه يعرف أو أنه اخترقهم حقا ..

نايت كان مهووسا بالتفوق على الجميع..أن يتفوق على كل الوحوش و كل التدريبات و كل القوانين و كل الأنظمة حتى لا يستطيع أحد الوقوف في وجهه حتى الأيفا نفسها لهذا علم نفسه كل شيء..لكن كل ما يتعلمه كان يظل سرا عنده..

لهذا لم يتفاجئ من أنهما رفضا إخباره بموقع الآيفا الثانية التي سيقومون بفتحها...أخبره والده يوما أنه سيريه بعض الأشياء حين يصل لسن الخامسة عشر..وهذا جعله يعتقد أن والده يريد منه قتل نايت أولا ليثبت استحقاقه بوراثة الآيفا قبل أن يمنحه أسرار العمل...هو لا يعلم إن كان سيعيش أو يموت الليلة لكن لو ظل حيا لسن الخامسة العاشرة أي بعد سنتين من الآن حينها سيعرف أسرار الآيفا حقا من والده...مواقعها ..عملائها..من يديرها ..مداخلها و كيف يحكمونها..من يمولها و من يمنحهم المال لكل هذا و يخفي أثرهم ..

هل يا ترى أبناء آيبار يعلمون بهذا ؟ و هل هم يمرون بما يمر به آزاريا ؟ هل أخبرهم والدهم بأسرار المنظمة أم هم أيضا مثله ينتظرون البلوغ لسن الخامسة عشر ليعرفوا الأسرار ؟ من هم كيف تبدو أشكالهم ؟ هل وحده من يعاني هنا ؟..

كلها أسئلة لا يملك لها أجوبة و الخوف داخله بدأ يتصاعد كما تتصاعد ضربات قلبه لكنه مثل أن كل شيء طبيعي و سحب كتابا من الرفوف و عاد للمكان الذي يجلس فيه والده و عمه و قلب الصفحات حتى توقف في صفحة تضم خريطة العالم وأشار لهم لتشيكوسلوفاكيا بإصبعه قائلا :

" لو صنعنا آيفا ثالثة فيجب أن تكون هنا .."

رفع والده حاجبه في حيت عمه إبتسم كأنه عرف بالضبط لما اختار ذلك المكان..لكن آزاريا تحدث على أية حال :

" قلعة هوساكا..يقولون أنها بوابة من أبواب الجحيم..أنها مصيدة الشياطين...لذا لو أردنا صنع وحوش جديدة فعلينا أن نمنحهم مصيدة ملائمة..."

و كأنه قال أجمل شيء في الحياة ابتسم والده و عمه إبتسامة مريضان نفسيا أحبا تماما ما سمعاه...والده كانت أعينه تلمع بطاقة غريبة كأنه متحمس لما سيجري الليلة و سعيد أنه يرى أخيه و ابنه سويا و يرى ايضا نتائج عمله تظهر على ديافول و أخيرا و كيف حوله لوحش بأفكار مريضة مثلهم..

بينما كل ما فكر به آزاريا هو...أنه إن لم يستطع الفوز في لعبتهم فعليه أن يسحبهم للعبته أين سيضع القوانين و الأفخاخ و يجعل الجميع يرقصون على ألحانه..

الهدف لم يكن يوما الفوز في المعركة...الهدف كان دوما الفوز في الحرب الكبرى..

لذا الآن هو يمنحهم ما يريدونه حتى يأخذ منهم ما يحتاجه...

و بالتالي ذهب و جلس معهم في أريكة في مكتبة تحمل كتبا بحبر العلماء و يجلس فيها ثلاثة شياطين ..و ظل يستمع لمحادثاتهم له..

عن كيف سيغادر الدولة الليلة و ما هي حجة غيابه..عن الإجراءات الأمنية و كيف أن لا أحد من العائلة المالكة يعرف بوجود أخيل..كيف أن جده أخفى سر ابنه المختل المشوه و أبقى فارسيا فقط أمام الناس...علم آزاريا وقتها أن عمه مجرم خطير و يملك علاقات مع الكثيرين في العالم السفلي خلف ظهر حاكم الفاديتا و حاكم الكابوني و بلقلب آخر تماما..

أنه هو من يحضر العملاء الذين يختارون الوحوش و هو من يتواصل مع المشترين من الحكومات ليبيعوا لهم الأع.ضاء كأسلحة في جيوشهم..كيف سيأخذه معه لبريطانيا و يعلمه العمل الإجرامي خارج الآيفا كيف يكون ..كيف يُنشؤ علاقات سرية في المافيا و يتاجر معهم..أخبره والده أيضا عما يجب عليه فعله من نشاطات ملكية هناك مع العائلة الحاكمة البريطانية و الأدوار التي يجب أن يلعبها...

أخبره فارسيا عن كيف أن الأوضاع السياسية في البلد الآن كانت متوترة و أنه لا يضمن استمرار سلالتهم لذا أخبره عن العلاقات التي يجب عليه تكوينها مع العائلات المالكة و كيف سيلعب دوره ببراعة معهم ليحتفظ بكل ما يملكون من أموال لو حدث شيء في الدولة..

" هل ستقتل نايت ؟..."

سأله والده هذا بجدية وسط الحديث و بجدية أيضا أجابه :

" في دقائق..لقد جهزت للأمر.."

" كيف ؟..."

من سأله كان عمه..و كجواب وقف آزاريا من مكانه يقترب من عمه ينحني هو له هذه المرة حتى ينظر لأعينه التي تلمع بجنون قبل أن يجيبه :

" يفضل أن تبقى بعيدا عن الآيفا الليلة عمي...لا أود أن تشوه وجهك أكثر مما هو مشوه..."

كان يقصد أنه سيستخدم النار لقتل نايت و ظهرت إبتسامة أخيل و التي لا تظهر سوى من أعينه و وجهه من الأعلى...

لا يعرف لما الجميع يكرهون نايت و يودون التخلص منه حتى عمه الذي لم يلتق به سوى الآن..لكن الشيء الأكيد هو أنه إن كان والده و عمه كلاهما مختلان و كلاهما يودان التخلص من نايت ذو الخامسة عشر بكل الطرق الممكنة تعني أنه يشكل خطرا عليهم..

مراهق في الخامسة عشر جعل فارسيا و أخيل يمتنعان عن قتله بأنفسهما تعني أنه يخافون منه و يعتبرونهم غير متوقع ...كأنهم يشكون به و بأنه يخطط لشيء ما لهذا يريدون من ديافول أن يتخلص منه..لأن نايت سيتوقع أن يقتله فارسيا أو أي معلم آخر في المنظمة لكنه لن يتوقع أن يقتله ديافول..

هم يريدون استغلال ديافول ضد نايت و حان الوقت ليضع هو حركة جديدة في خطته من خلال إستخدام نايت ضدهم..

" من الأفضل أن تجعل موته يستحق غيابي إذن..."

تمتم أخيل بهذا فمنحه آزاريا شبح إبتسامة قبل أن يلتفت ليغادر و حين وقف عند الباب يفتحه التفت يمنح كلاهما نظرة أخيرة قبل أن يغادر كليا ..

ما أن تركهما و صار في الوقت حتى سقطت ملامحه و فورا مد يده لجيب ياقته يسحب منها سماعات صغيرة جدا متصلة بسلك متصل بدوره بجهاز في جيبه ..ثم دس تلك السماعات في أذنه و هو يسير..خصلات من شعره الاسود سقطت على جبينه و لم يتعب نفسه في رفعها لأنه ركز على المحادثة التي وصلت لمسامعه من جهاز التنصت الذي ثبته أسفل الأريكة التي جلس عليها ..

" أنت تثق كليا بابنك أخي ؟..."

صوت أخيل و هو يسأل والده هذا و كانت ثانيتين قبل أن يسمع الجواب من فارسيا ..

" ليس بعد..لا يزال أمامه طريق طويل ليكسب ثقتي كليا.."

هنا ظهرت إبتسامة جانبية على شفاه آزاريا و هو يلتفت في الرواق على يمينه يسير بطريقة عادية كأنه فقط متوحه لغرفته ليستعد للمغادرة ولا أحد يرى أنه يضع سماعات في أذنه لأنها لم تكن ظاهرة..

" حتى يقتل نايت ؟ تعتقد أن هذا الشيء سيجعله تحت سيطرتك كليا ؟..."

حينها حلت لحظة صمت و لم يجب فارسيا فاستمع ديافول لصوت ضحكة صدرت من أخيل قبل أن يتابع :

" هل تعرف الشيء الذي يجعل نايت متفوقا أخي ؟...أنه حين يقرر الهجوم لا يعترف بشيء إسمه مشاعر حتى ينظف ساحة معركته...و خطأك أنت كان أنك جعلت ابنك واعيا أصلا لمشاعره..أنت من أشعلت الشرارة بينه و بين مشاعره المدفونة...فكرة جعل الوحوش إخوة ثم قلبهم ضد بعض هي فكرة غبية.."

" تقصد أنني أنا من جعلته حساسا ؟..."

" لا..أنت لم تلعب اللعبة كملك حقيقي ...حين تقرر نحر خروف فارسيا أنت تطعمه جيدا أولا..كان عليك أن تلعب دور الأب الممتاز مع ابنك و تكسبه لصفك ضد كل خصم ..إذا أردت أن تكون الشخص الوحيد الذي يتحكم به عليك أن تكون الشخص الوحيد الذي يريه الرحمة حتى يطيعك كليا..."

انقبض فك آزاريا و هو يسمع هذا في أذنه..يستمع لتفكير عمه المختل ..لم يكن عما ينصح أخيه بتحسين علاقته مع ابنه بل عم ينصح أخيه بالتمثيل أنه يحب ابنه حتى يستغله و يتحكم به.. و لم يتفاجئ من رد والده بعده ..

" أنا لا أعمل بهذا المبدأ أخيل..الألماس يُصقل بالضرب و ليس بالإحتضان..."

مجددا ضحك أخيل كأنه يسمع لأكبر نكتة في التاريخ و قال فورا :

" امنحني آزاريا...سيعيش معي لسنوات و صدقني سأصنع لك أفضل وحش في العالم..سأكسره و أعيد تركيبه من جديد..الوحش الحقيقي هو الذي سيتعلم الإبتسام كالملائكة بينما يطعن كالشياطين.. "

" صدقني أنا أعرف ابني جيدا... لن يتعلم السباحة حتى ترميه للبحر و لن يتعلم الطيران حتى ترميه من أعلى جرف...تعتقد أنك ستكسبه في صفك لو مثلت أنك الكتف الذي سيسنده حين يسقط ؟..لقد قضيت ثلاثة عشر سنة أعلمه عض اليد التي تتجه نحوه و لن تستطيع تصليحه ..."

" إذن امنحني رئاسة الآيفا و صدقني سأصنع لك أفضل الوحوش...اترك ابنك معي و سترى بنفسك..اتركه معي لسنوات..."

مع كل كلمة كان ينقبض فك آزاريا و هو يستمع لهذه المحادثة المريضة نفسيا و ضربات قلبه تتزايد حتى استمع لرد والده..

" أنت من دمي أخيل و أثق بك حين يتعلق الأمر بكل شيء غير قانوني و جنوني لكنني لا اثق بك مع ابني ..هو وريثي الوحيد و إن كنت سأتنازل عن مقعدي في المنظمة فسيكون له و ليس لك...لذا لا..هو سيظل معك حتى يصل لسن الخامسة عشر ثم يعود لي لأعلمه العمل..."

قضب آزاريا جبينه و هو يسمع البرود و الجدية المخيفة في صوت والده كأنه يعني كل حرف قاله و حينها هو شك في شيء...والده يثق في أخيه حين يتعلق الأمر بتكليفه بمهام لكنه لا يثق به في حكم الآيفا ؟..يعني أن أخيل مختل بشكل مفيد للعمل لكن فقط ليعيش ظلا لفارسيا و ليس ليحكم معه...لهذا يرتدي القناع و لهذا يخفي وجوده و لم يخبره أن هناك رئيس ثالث في الآيفا...

" لا تثق بي لرئاسة الآيفا ؟..لكنك تثق بآيبار ؟.."

" آيبار ليس رجل حرب مثلي و مثلك..هو يملك عقلا مكانه..عقلا صمم لنا الآيفا..أما أنت فعقلك الوحيد المتبقي فقدته حين غرست أمك العاهرة سكينا في وجهك..ت .."

" إياك أن تنطقه.."

منعه أخيل من إكمال العبارة فتابع فارسيا حديثه دون مبالاة :

" هل ترى ؟ هل ترى لما لا أمنحك الآيفا ؟ لا تزال تخشى من نطق إسم إمرأة لعينة...هي تحت الأرض و تتحكم بك كالدمية ..تحكم بعقلك ثم اطمح لتحكم الآيفا..."

ضحك أخيل مجددا لكن هذه المرة بدت ضحكته مزيفة حتى لمسامع آزاريا و هو يتحسس شرارة متصاعدة في المحادثة بينهما..

" على الأقل أحدنا محظوظ في حياته يا ابن العاهر.."

" على الأقل نتفق أن والدنا عاهر..."

قالها فارسيا ببرود فضحك أخيل مجددا و هو يقول :

" دعني أحضر لك كأس شراب آخر لتخفف به من توترك..."

" توتري ؟..."

" كلانا نعلم أنه إن كان هناك شيء يرعبك في هذا العالم فهو الفتى نايت ..تريده ميتا لتنام بسلام أليس كذلك؟ مع كل سنة يكبرها داخل الآيفا تكبر خطورته و يكبر تهديده لمكانتك هل أنا محق ؟.."

" حصولك على هذه المعلومة الغبية وحي أم مجهود شخصي ؟.."

" حسنا..أنت حقا تحتاج مشروبا لأنك بدأت تغضب..."

استمع آزاريا لكل هذا بملامح ثابتة و فقط حين وصل لغرفته نزع السماعات و هو يسمع لأخيل يتمتم أشياء عن قارورات الشراب فاكتفى من المحادثة هذه...

جلس الأمير على سريره يمسح على جبينه و ينزع الأسلاك من داخل سترته يرمي جهاز التنصت بعيدا عنه كأنه يختنق من كل ما جرى و كل ما سمعه...

لقد كانت هذه أغرب محادثة استمع لها في كامل حياته ...تبدو عادية لكنه كان يستشعر أمورا مظلمة منها..و كل ما استنتجه و يحاول استيعابه هو عدة أمور..

جده يملك ابنا آخر غير شرعي مخفي وهو عمه أخيل الذي من الواضح أنه نشأ طفولة مختلة إن كانت أمه هي التي شوهت له جسده بتلك الطريقة...

والده أخفى عنه حقيقة عمه طوال حياته و عرفه عليه اليوم فقط كأنه يعرفه على الطقس مما يعني أن والده يعرف أو يشك أن شيئا ما سيحدث الليلة...شيء هو يود إبعاد آزاريا منه و إرساله بعيدا لبريطانيا من أجله..

عمه مختل جدا...

والده لا يثق بعمه كليا..

عمه مختل جدا...

والده يملك أسرارا كثيرة و ينوي تعليمها له بعد سنتين ...

عمه مختل جدا..

آيبار آندريس ليس كما توقعه لأنه بعيد عن الآيفا كليا كونه يملك على الأغلب نمط حياة عادي إن كان والده وصفه بهذه الطريقة..

عمه مختل جدا..

و هو الآن في مأزق كبير...

أمسك آزاريا رأسه بكلتا يديه ينحني و هو يفكر بملامح باردة بينما نظره شارد في الأرض...

لا يملك أي شخص في هذه الحياة يستطيع أن يشكو له همه..لا يملك شخصا يثق به كليا ليخبره بمشاكله و لا شخصا ليهتم بأن قلبه ينبض سريعا الآن بخوف و رعب من القادم و أنه ليس كما تبدو عليه ملامحه الباردة..لا شخص ليواسيه و يكذب عليه أنه لن يموت الليلة و أن كل شيء سيكون بخير..

وقف آزاريا من مكانه يبدأ تجهيز نفسه..يضع أغراضه في حقيبة سوداء..أغراض من أجل العرض فقط و من أجل الأشخاص في القصر ليعتقدوا أنه مسافر لمكان ما و هو تعود على هذا لذا كان يجمع أشيائه بذهن شارد حتى وقع نظره على صندوق أغراضه أسفل رف أحذيته ..

حينها تذكر شيئا مهما فانحنى يفتحه و يخرج منه تذكرة عرض أوبرا قديم أتته كدعوة ملكية لكنه لم يذهب لحضوره بتاتا..أخذها و سارع يخرج من غرفته بقناع الأمير المثالي..لكن أعينه كانت على الكاميرات يدرس حركاتها و يتسلل عبر نقاطها العمياء كي لا يعرف أحد أنه نزل من طابق الأمراء العلوي لطابق العمال في الأسفل و لغرفهم..

تباطئت خطواته قليلا حين وصوله لآخر كاميرا في السلالم و انتظرها أن تستدير للجهة الأخرى ممثلا أنه يشعر بالملل و يعبث بالبطاقة في يده و فقط حين كان الوضع آمنا سارع يركض السلم و يلتفت لرواق غرف نوم العمال...

الباب السابع على اليمين بعد لفة..هناك غرفة ساهارا الفتاة الشبح التي تنفذ كل أوامره المجنونة سرا...

لا أحد كان يعلم بأن الأمير يعرفها و يتحدث معها ..حتى والدها الذي يعمل مع والده أصلا..علاقتهما لم تكن قائمة على الكلام الكثير ..حين يريد شيئا منها كان يترك لها لغزا أو أمرا بطريقة غريبة و هي تفهمه و تنفذه بطريقة مجنونة أكثر و بصمت ..ولا مرة اتى لغرفتها و لا نزل لهذا الطايق لأنه لم يكن ليخاطر بتاتا...لكن الليلة قد تكون الأخيرة له و المخاطرة حتمية..

لذا وقف أمام بابها و طرق طرقة واحدة و لم يدخل بل ظل واقفا هناك يمرر أعينه على الرواق يتأكد أن لا أحد هناك و لا أحد سيمر و يراه واقفا عند غرفتها..فُتح الباب فالتفت لها يجدها تقف أمامه و ساهارا التي تملك ملامح باردة ميتة دوما رآها لوهلة ترمش مرتين كأنها حتى هي و تفاجئت من أنه هنا عندها..الأمير أتى ليطرق بابها في قسم الخدم و العمال..

قبل أن تتحدث سحب هو البطاقة الخاصة بعرض الأوبرا و قدمها لها قائلا بهدوء :

" غدا على السادسة صباحا تعالي لهذا المكان و انتظريني هناك لساعتين فقط..إن أتيت سنذهب سويا ..إن لم آتي بحلول الثامنة غادري المكان فورا و انسي أننا تحدثنا يوما..سيقتلونك لو عرفوا بذلك.."

ظلت ساهارا متوقفة مكانها تناظره بأعينها الميتة تارة و تنظر للبطاقة التي منحها لها تارة أخرى قبل أن تحادثه :

" ستموت الليلة ؟.."

لأن هذا السبب المنطقي الوحيد الذي يبرر ما يقوله..إن كان سيفعل شيئا سيتسبب في قتله الليلة فهو بالتأكيد سيود أن لا يعرف أحد بأنها تعرفه و تعرف أمورا عنه و إلا سيتم قتلها لإخفاء أسراره عن العالم ..طبعا هي تعرف من المقصود و من سيقتلها..هي تعرف الكثير و هو يعرف أنها تفعل لكنهما لا يسحبان الموضوع للنقاش بينهما بتاتا...

" ساعتين..إن لم آتي بعد ساعتين غادري و لا تسحبي إسمي مجددا في حياتك.."

قالها آزاريا ببرود ثم و بعدها ببساطة التفت ليغادر يتركها هناك تنظر لظهره لكن قبل أن يبتعد كثيرا استوقفته بصوتها تناديه :

" جلالتك.."

توقف آزاريا يدير رأسه صوبها و أعينه السوداء عليها يراها تنظر له من الأعلى للاسفل كما لو تستشعر خطبا ما به أو طاقة سلبية حوله قبل أن تتمتم :

" أراك غدا ..."

كانت واثقة جدا أنه لا يموت و لوهلة أراد أن يبتسم بسخرية على ذلك...ساهارا كانت تراه عظيما جدا..أنه شخص لا يُهزم و لا أحد يستطيع لمسه...لكنه كان يعرف أنه الليلة سيموت بطريقة أو بأخرى لأن لا أحد يهرب من قدره..

مع ذلك منحها إيماءة برأسه و غادر المكان كما أتى بالضبط دون أن يراه أحد و دون أن يعرفوا أنه أتى ليودع على الأغلب الفتاة الوحيدة التي تعرف بأنه يعيش الجحيم حرفيا و أن ما خلف قفازاته إنعكاس لقلبه داخل قفصه الصدري..

عاد الأمير الصغير لغرفته يواصل جمع أغراضه و حين حان الوقت للمغادرة نزل للأسفل أين حمل العامل حقيبته يضعها في السيارة و بينما هو خارجا مرر أعينه على سيارة توصيل البضائع للمطبخ التي تدخل من الباب الخلفي و يعرف كليا أن ساهارا ستستخدم هذه السيارة بالضبط للتسلل من القصر غدا للقائه...و الحقيقة هو لا يعرف إن كان سيكون قادرا على لقائها ..

أتى والده فاستقل السيارة معه من الخلف و في الأمام مساعده والد ساهارا كان يجلس قرب السائق..و لأن السيارة كانت ملكية فقد تم إنزال الستار بينهما و بين المقاعد الأمامية..

خرجوا من القصر مع الحراسة ..آزاريا في مقعد و يقابله والده الذي كان يقرأ بعض الأوراق بملامح باردة جدا ...كان يملك دقائق فقط معه قبل أن يصلوا للطريق السريع و سيتم حجب الرؤية عنه حتى لا يعرف الطريق للآيفا ..

لذا مسح الدوق الصغير على يديه يعبث بقفازاته بملامحه الخاوية قبل أن يسأل والده بنبرة باردة :

" هل تثق بأخيل ؟.."

بطريقة مباشرة و دون لف و دوران طرح السؤال الأهم يدفع والده ليتوقف عما يفعله و ينقل أعينه له يرفع حاجبه كما لو يسأله عن سبب طرحه لسؤال كهذا ..

لكنه لا يستطيع أن يخبره الحقيقة و لا يستطيع أن يخبره أنه استمع لمحادثتهما و أنه يشك أن نية أخيل أكبر بكثير من بيع الوحوش و الإشراف على الآيفا ...لقد كان هناك طمع في نبرته و ربما بعض الغيرة..

لذا اكتفى بالصمت لثوان يأمل أن يجيبه والده لكن لأنه لم يفعل وجد نفسه يضيف و هو ينظر عبر النافذة للطرقات :

" أنت تريد إرسالي مع شخص لا أعرف نقطة ضعفه بعد..من ناحية الدم هو عمي لكن من ناحية المنطق لقد تعرفت عليه قبل ساعتين.. أنت علمتني إستخدام نقاط الضعف و ليس إيجادها ..."

حدق فارسيا إيفيريا بابنه لعدة ثوان بملامحه الجدية و يده متوقفة على الأوراق بين يديه وهو ما دفع ديافول ليعيد أعينه السوداء له .. ثم سمعه يجيبه بنفس النبرة الباردة الجدية :

" تريد معرفة نقطة ضعف له؟.."

" أجل .."

" لما سأمنحك نقطة ضعف ضد أخي و أنا لا أثق بك و بما قد تفعله في غيابي ..."

قالها بصراحة يدفع آزاريا ليصمت كأنه يتعرض لتأنيب و توبيخ من والده رغم أن من يجلس مقابله أقرب للشيطان من الوالد...و هذا الأخير لم يتوقف هنا بل مرر أعينه على ملامح ابنه قبل أن يتابع :

" تعتقد أنني لا أعرف كيف أنك وغد بارع في التمثيل و تجيد التلاعب بمن حولك ؟..منحك نقطة ضعف جلادك ستمنحك القوة لتصبح أنت جلاده ..."

بكل جرأة اعترف له بهذا بصريح الكلمات يخبره أن أخيل سيكون جلاده و ليس عمه...أن ما مر به هنا سيمر باضعافه في بريطانيا و أن التدريبات التي خاضها لا شيء مقارنة بالقادم نفسيا و جسديا..و سابقا كان سيشعر آزاريا بالألم من سماع والده يخبره كلاما مشابها لكنه فقد ذلك الشعور قبل سنوات تجاه الرجل الذي أنجبه للحياة...

لذا بدلا عن ذلك منحه إبتسم إبتسامة جانبية باردة يجيبه :

" بالفعل..كنت أخطط لذلك.."

وهكذا فقط صمت يعلن نهاية حديثه مع الدوق و يعيد أعينه للنافذة يراقب الطرقات بينما في عقله كان يفكر في خطة بديلة و عبارات أخرى يتلاعب بها بوالده..لقد ضرب وتر الثقة و مثل أنه الإبن الذي يحتاج والده..الدليل أن فارسيا كان يحدق به مهملا عمله مما يعني أنه يفكر بالأمر...الآن عليه أن يصمت لفترة يتركه ليفكر قبل أن يسحب بطاقته الأخرى و هي بطاقة الإبن القلق على مكانة والده...

إن كان هناك شيء فارسيا إيفيريا محق به فهو أن آزاريا متلاعب و ممثل بارع..

و سيتأكد من مهارته الآن حين تنطلي حيلته على والده..

مرت الدقائق و توقفت السيارة في طريق مخفي أمام سيارات سوداء أخرى..فآزاريا لن يذهب في نفس السيارة مع والده و لم يسبق أن فعل في حياته..هو يذهب مع رجال من الأيفا مغطى الوجه و بعد تفتيش معمق منهم ليتأكدوا من أنه لا يحمل أي جهاز أو سلاح قبل أن يأخذوه للمنظمة بحجة أنه كان خارجا في مهمة أو تدريب..

نظر آزاريا للسيارات السوداء التي تنتظره ثم لوالده و قبل أن يفتح الباب قال له بنرة نهائية كأنه لا يملك الوقت الكثير :

" أحدهما حكم و الآخر ظل خلفه..أرى قصة القيصر و بروتوس تعاد هنا..فكر بها جيدا ..."

قالها يشير لقصة الإمبراطور الروماني الذي تعرض للغدر و الطعن من أقرب الناس له كأنه يخبره أنت يا أبي تربيت في صلاحيات و امتيازات على عكس أخيك المشوه مما سيجعله يود الحصول على حياتك و إزاحتك من العرش في الآيفا..و الحقيقة كانت أنه حتى والده لم يتوقع سماع هذا منه بدليل أنه رمش مرتين..

حينها فقط تأكد آزاريا من أنه ضرب ضربته القاضية ففتح الباب ينزل من السيارة يغلقه على مهل و يسير على مهل كذلك و قبل أن يصل للسيارات وسط الرجال الذين سيفتشونه فُتحت نافذة سيارة والده و سمعه يناديه بنبرة باردة..

التفت آزاريا لوالده يجده داخل السيارة بينما هو خارجها محاط برجال بالاسود ملثمين تابعين للآيفا...تشارك الأب و ابنه نظرة واحدة قبل أن يتحدث الدوق ينطق باسم واحد..

" تاتيانا.."

إسم واحد..نقطة ضعف واحدة..

و هذا بالضبط ما كان يبحث عن الأمير الصغير..إسم والدة أخيل الذي يرتعب منه حد النخاع..نقطة الضعف الوحيدة لأخيل..

لكن والده لا يعلم أنه استمع للمحادثة سرا و يعرف بقصة أمه المختلة لذا مثل أنه قضب جبينه لثانية فقط كما لو يفهم المعني من الإسم فقط حتى لا يشك والده..

لكن والده لم يوضح وبالنسبة له ذلك عادي جدا بل و لا يهمه ..ما يهمه أنه فاز و حصل على نقطة ضعف أخيل من والده ..الباقي سهل التحكم بهم إن استطاع التحكم بشيطان الآيفا الأكبر..

لذا التفت ليغادر يقترب من الرجال أكثر لكنه لم يستمع لصوت مغادرة سيارة والده فتوقف عند الرجال يفتشونه بينما هو أدار رأسه مجددا لفارسيا و تفاجئ حين رآه يرمش عدة مرات بينما يمسح على جبينه كأن دوخة أصابته لكن قبل أن يستفسر هو عن ذلك أكثر رأى والده يسارع بغلق النافذة و ثانيتين حتى اختفت السيارة تتركه هناك وسط التفتيش ليعود للمنظمة..

ما الذي حل بوالده ؟...طوال حياته لم ير والده مريضا..متعبا أو ضعيفا..كان قويا جدا جسديا و ذهنيا و لم يسبق أن رآه هكذا..مصاب بدوخة ؟ ..هو حتى حين يثمل كثيرا و لا يفقد اتزانه كما فعل الآن في ثانيتن..

هذا غريب..

End of the flashback

حين قال آزاريا لعمه أنه فقد صوابه فورا تحرك عمه ينزع قناعه يظهر وجهه و يقترب من آزاريا كأنه سيهمس له التهديد في وجهه و له فقط :

" نايت قتل والدك..أحرق الآيفا ميراث عائلتك و حاول قتلك...هل نسيت ؟ نسيت أنني أنا من أنقذتك تلك الليلة ؟...لذا حين اقول أن كل شيء سيسير وفق خطتي فهذا يعني أن كل شيء لعين سيسير وفق خطتي..."

الطريقة التي قال بها أخيل هذا بوجهه المشوه و شفاهه الممزقة و نظرته المجنونة جعلت آزاريا يرفع حاجبه له..هو يعتقده غبيا..يعتقد آزاريا غبيا..هذا لطيف..

لكنه طبعا لم يقل ذلك بل تحرك مقتربا منه كذلك يخبره بهدوء كأنه جرو مطيع :

" و الآن ماذا سيحدث عمي ؟.."

الخطة لم تكن هكذا بتاتا..خطة آزاريا لم تكن هذه لأنه لم يدخل مارينا و لا اولاد وولف في خطته لكن عمه كان يلعب بقذارة و هو هنا كان حذرا في لعبته..

" الآن ننتظر قدوم نايت يا ابن أخي .. هنا و اليوم سنقتله و هو لن يستطيع رفع سلاحه..."

قبض آزاريا أيديه و هو يسمع عمه يضحك بخفة عند قول هذا كالمريض النفسي الذي يكونه لكنه حافظ على برودة ملامحه كأنه لا يهتم..كأنه اللعبة التي مثل لسنوات أنه يكونها في يد عمه...

بينما في الحقيقة دمه كان يفور من الداخل كونه يفهم بالضبط ما حدث..ما فعله عمه لم يكن في الحقيقة سوى رغبة منه في التحكم بآزاريا ..تصرف خلف ظهره و قلب اللعبة ليثبت له أنه قادر على فعل ما يريد و أنه لا يزال يملك السلطة التي يريدها آزاريا و يريد الحصول عليها و هو الشيء الوحيد الذي يمنعه من فعل ما يريده..

لقد دبر محاولة اختطاف مزيفة لأديلينا حتى يجبر وولف للعودة لإسبانيا ..فقط حتى يعرف المكان الذي يقوم بتخبئة عائلته الثانية فيه ثم اغتال ألكانتارا أمامه ليضعفه...

و الآن الجميع يعتقدون أن آزاريا من فعل ذلك لأن أخيل هو رجل مخفي غير موجود و لا أحد سيتوقعه ولو بعد ألف سنة لكن آزاريا ؟ آزاريا هو الشرير في قصتهم جميعا و سيكون أول احتمال في أذهانهم عند أول شيء سيء..

و أخيل نصب كل هذا الفخ حتى يأتي وولف لإيطاليا من أجل مارينا و سيتمكن من قتله في المكان الوحيد الذي لن يكون محميا فيه لأن وولف لن يستطيع رفع سلاحه هنا كونه وقع الإتفاقية مع عشيرة الكافالي في فتح الإتحاديات و هذه منطقة الكافالي..و أخيل يملك حماية الكافالي لهذا لا أحد سيمسه بسوء هنا في إيطاليا..

" الليلة ستكون أفضل ليلة ديافول..أفضل ليلة.."

منحه آزاريا إيماءة كأنه يوافقه بينما في الحقيقة كل ما فكر به هو أن الماضي يُعاد..تاريخ اليوم هو نفسه تاريخ حرق وولف للآيفا و ذكرى وفاة فارسيا ..و لهذا أخيل يريد فتح الآيفا مجددا الليلة..يود بناء إمبراطورية جديدة من رماد مدمر الإمبراطورية السابقة و في نفس التاريخ..

ما الذي سيقوم به نايت الآن ؟..

لا أحد يعرف الجواب حقا..لكن آزاريا رمى الكرة بالفعل و سيراقبها تدخل الحفرة ..

" هل الأط.فال جاهزين ؟..."

الأط.فال الذين تم أخذهم من أجل فتح الآيفا الجديدة بهم...لقد اختارهم عمه تماما كما كان يفعل والده..أبناء عوائل أرستقراطية من دول مختلفة..و طلب من آزاريا أن يتكفل هو باختط.افهم..لذا شد الدوق على أيديه يشعر بدمه يسيل داخل القفازات قبل أن يجيبه :

" أجل هم داخل الآيفا الآن.."

فور قوله لهذا أومأ عمه و هو يضحك بخفة قبل أن يشير للسائق أن يتحرك لأن عليهم لقاء شخص ما...شخص سيمنع وولف من الوصول لهم كليا في حين هم يستطيعون الوصول له..وهنا تكمن اللعبة بأكملها..إحضار الذئب لمنطقتك مكبل المخالب..هذه كانت خطة عمه منذ البداية..

كلكم إخوة و كل أخ هو عدو...

الدرس الذي رسخته الآيفا داخلهم و صار شعار حياة... 

🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬🎬

مرحبا يا رفاق 😭😭😭

كيف وضعكم مع الفصل ؟😭😭 هل توقعتم هذا ؟ 

تصدقون أن الفصل القادم هو الأخير ؟ أنا لا أصدق..سيحدث شيء في الخاتمة صادم جدا و الله 💀💀

الفصل هذا خفيف جدا مقابل الفصل القادم 💀

العنوان عن آزاريا ..الدوق هو وريث الآيفا 😥

هل توقعتم أن يكون سبب طلب مارينا لإيطاليا هو ذلك الإختيار ؟ 😭😭

آلاريك آمياس سييرا ما لحقنا نفرح به 😭😥

آزاريا في هذا الفصل 💔💔

الأشياء التي تحمله الوحده و المسؤولية 💔😭

لكن ذكائه يمااا وتلاعبه على الجميع 🛐🛐😩

وولف أقام مجازر في مدريد بسبب وفاة ألكانتارا 😭😭

اصطادهم واحد بواحد 😭😭😥

من الذي أرسل له الملفات لحاسوبه و ما هو محتواها ؟..

أول ظرف منحته مارينا كان لروخيليو ..ماذا عن الظرف الثاني ؟ من صاحبه ؟💀

بحقكم هل توقعتم أخيل ؟ هل بتم تعرفون  كيف أن آزاريا استطاع التخفي في الإجرام طوال السنوات الماضية دون أن يشك به أحد ؟

سر الآيفا يكمن في إسمها 😥 و شعارها الخاص بالإخوة..

I : Ibar

V : Varssia

A : Achille

الآيفا فُتحت من جديد و كما ستدخلها مارينا ستدخلونها أنتم أيضا لأول مرة😭😭

الفصل القادم حرفيا 💀💀💀💀💀💀

آمل أن يكون الفصل قد أعجبكم يا رفاق 😩😩

نلتقي الفصل القادم و الأخير من الرواية بإذن الله 🙊✨

أحبكم جميعا واحدا بواحد يا رفاق ..و تذكروا البقاء للأقوى 😭😭

Continue Reading

You'll Also Like

333K 26.9K 55
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...
200 62 5
« زهرة العنكبوت الحمراء » او كما تلقب في عمق اليابان ب_ زهرة الموت_ تعني _الهجر والفراق أو عدم اللقاء مجدداً _ ذات معاني عديدة، بقدر جمال شكلها وبها...
592K 19.8K 35
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...
157K 13.4K 17
انا شَخص اخر بـجانبكِ.