اقتباس #2

2.3K 155 152
                                    

☆2

حدق بأضواء الشوارع والمباني العملاقة من الجدار الزجاجي الذي يحتل كل المساحة في شقته ذات الإنارة شبه المنعدمة، ثم تنهد بهدوء وهو يرتب الأفكار في رأسه قبل أن يقطع تفكيره صوت هاتفه الموضوع على الطاولة السوداء الصغيرة خلفه، ليتحرك نحوها.

حدق بالاسم لثوان ثم رفع الهاتف لأذنه للحظة فقط قبل أن يبعده بانزعاج.

صوت الموسيقى الصاخب والإزعاج فتك بأذنه مما جعله يتمتم بكلمات خافتة يستدعي بها بعضًا من الصبر قبل أن يعيد الهاتف لأذنه متحدثًا «ربما يمكنك تنبيهي بالمرة القادمة كي أضع واقيًا لأذني كي لا أصاب بالصمم»

وكما توقع جاءت ضحكة الآخر الصاخبة تخترق الإزعاج الذي خفَّت حدته قليلًا ليسأل مباشرة بنبرة استسلام «أنت لم تضع الهاتف أمام السماعة، صحيح؟»

«لقد فعلت»
جواب الآخر الضاحك جعله يزفر بنفاد صبر، وما كاد يتحدث حتى سأله الآخر وقد بدا أنه أصبح بعيدًا جدًا عن الضوضاء «سأسافر صباحًا، هل أحجز لك تذكرة؟»

تقطيب بين حاجبي الواقف في ظلام شقته ظهر، وانعكس ضوء الشارع الخافت على وجهه وهو يتساءل باستغراب «تسافر! أين؟ لم يكن هذا حديثك قبل... »

«انس كلامي قبل ساعتين، هل أحجز لك؟»

«إلى أين؟ مهلًا! لمَ؟ »

«لقد وجدتُها»
كلمتين جعلت حاجبي للآخر ينفردان وذراعه تتدلى قبل أن يزفر ويتحدث بصبر «لم تتجاوز الأمر إذًا، هل تعلم ماذا سيفعل والدك بك؟»

صوت محرك سيارة وصله، ثم غاب عنه الصوت للحظة بفعل الرياح قبل أن يهدأ ويعود الصوت واضحًا «لن تعطيني محاضرة طويلة أنت أيضًا، أنا مسؤولٌ عن نفسي، لا علاقة لأحد»

عمَّ الصمت لثوان، قطعه الذي يقود سيارته -وقد ثبت الهاتف على الحامل مقابله وفتح السماعة، بالسؤال مجددًا «ماذا قلت؟ »

«أين وجدتها؟»

«مصادفة عبر الانترنت» أجابه وهو يحدق بالصورة الظاهرة في شاشة الهاتف للحظة، قبل أن يصله صوت تنهيدة طويلة أطلقها الآخر قبل أن يتمتم «لنرى أين ستصل الأمور بنا، سأكون عندك في الرابعة»

لم ينتظر الرد وهو يغلق المكالمة ويرمي هاتفه على الطاولة ثم يتوجه لغرفة نومه ليجهز حقيبته، فيم رفع الآخر السرعة في الشوارع المظلمة ورفع موسيقا الروك في سيارته لأعلى مستوى وهو يفكر بلقائهما مجددًا.

ضرب بأصابعه على المقود متناغمًا مع اللحن ثم أطفئه فجأة بعد أن توقف أمام الناطحة التي تحوي شقته.

أوقف المحرك، سحب محفظته وحقيبته الجانبية،  ثم انتزع هاتفه من على الحامل، وفتح الرمز لتأتيه صورتها التي جعلها خلفية هاتفه.

ضحكتها الواسعة بجانب الأطفال الذين عمهم المرح لمرحها المعدي جعلته يصاب بالعدوى وتتسع ابتسامته قبل أن يخرج من سيارته وهو يدندن باستمتاع حتى وصل للمصعد.

رفع الهاتف بحيث تظهر صورتها منعكسة على جدار المصعد خلفه ثم التقط صورة تجمعهما، وحالما فتحها ليطالعها ابتسم بجانبية ثم تمتم بحماس «سمرائي الجميلة، أنا قادم»

___

هللللوز 🧟‍♀️

اقتباس بمناسبة الألف متابع 🤭💛

اشتقت للكتابة هنا حقًا ☻

لم أدخل الواتباد منذ فترة... طويلة

ربما منذ تحديث أول اقتباس،
حتى قبل يومين قمت بتفقد الحساب بشكل مستعجل لأرى كمية الإشعارات المتراكمة دون أن تصلني.

تيتان تخطت حاجز ال 90 ألفًا 💛

العقبى لخذلان 🤭💛

مراقبتكم لعدد المتابعين غمرني باللطف ومنذ تفقدي للحساب وأنا أفكر بهدية لطيفة لكم 😂

لم أجد أفضل من اقتباس آخر... رغم أني أخاف الحرق ☻

كنت أتمنى لو كانت الهدية هي إعلان نزول الجزء الجديد، لكن ما باليد حيلة ☻💔

لنصبر سويًّا 😂

باي باي 🧟‍♀️💛

||خذلان : نسيجُ وهم||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن