32|لقاء- تهديد|

1.2K 117 718
                                    

لا صورة هذه المرة لكسر الروتين -تسلك كسلها- 🧝🏻‍♀️💛

_ _ _

تتكئ بصدغها على زجاج النافذة، تراقب الطرقات المظلمة التي تطويها سرعة السيارة، بذهن شارد وعقل غائب عما حولها.

شقيقها الذي يقود أعطاها نظرة سريعة عبر المرآة الأمامية، يتفقدها فقط فصمتها يقلقه، ليس هي وحدها، بل صمت صديقه الذي يجلس جواره يفعل المثل أيضًا.

دفع بقدمه لتصطدم بقدم الساهم عنه بعيدًا، فرفع رأسه لبضعة مليمترات عن الزجاج، يعطيه نظرة غائمة، ينتظر حديثه الذي خرج مع تنهيدة مقتضبة «أقنعتُ والدتي، لن تحدث زوجها بالأمر»

صمت لبرهة، والسيارة تنعطف في شارع جانبي، قبل أن يتذمر بخفوت قدر الإمكان «بالمقابل فلتبعد عنك هذا الشرود! لقد أصابني الضجر والقلق جراء قلقك!»

لم يجبه صديقه سوى بتنهيدة عالية وهو يعتدل بجلوسه جالبًا انتباه الجالسة بالخلف، للحظات قبل أن تعاود تحديقها بالخارج وهي تسمعه ينبس «ستقابلان أحدهم حالما نصل، سأشرح الأمر لاحقًا»

«نعرفه؟»
استفهم ياسين بفضول، فأومأ ينفخ خديه قبل أن يزفر مجددًا، ليعطيه الأول نظرة متعبة ويائسة.

إنه يحاول جهده ليجعله يخرج من اكتئابه هذا لكن دون فائدة.

«وصلنا»

قال يدير المقود ليدخل بالسيارة للباحة الأمامية وهو يتطلع للمكان بفضول، وجاءه صوت رفيقه «لا أحد يعلم عن هذا العنوان، سوى والدي، وبضعة أشخاص..» صمت لبرهة، ثم تابع «وعمار»

أومأ ياسين متفهمًا يفتح حزامه، ثم ترجل يفتح الباب لشقيقته قبل أن يتوجه للصندوق يخرج حقيبتها وتستقر هي بقدميها على الأرض الترابية.

إشارة من كف صديقه بمعنى خمس دقائق، ليومئ بتفهم ويحمل الحقيبة مبتعدًا نحو السلالم، في حين وقف هو مقابل التي توقفت في خطوتها الأولى.

«ماذا هناك؟»
تلعثمت بخفوت تراه أمامهما، وأمال هو برأسه قليلًا متحدثًا برفق «هل أنتِ منزعجة بسبب انتقالك؟»

طأطأت برأسها وتدلت غرتها تغطي عينيها وهي تلعب بأصابعها متمتمةً «لا فقط..أنا.. »

أعطت نظرة سريعة لحيث يقف شقيقها، بعيدًا عنهما، أعلى السلالم يتكئ على حقيبتها، وضوء هاتفه ينعكس على ملامحه المشدودة، قبل أن تعيد نظرها لكفيها، فيمد كفيه ليحتضنهما بلطف ممسدًا عليهما يستشعر برودتهما، وتتحدث بخفوت شديد، بصوتٍ لا يكاد يسمع «فقط.. سأشتاق لياسين، ووالدتي، وأشعر أن حياتي تنقلب رأسًا على عقب دون أن أملك شيئًا لأفعله، أنا أشعر..» نبرة البكاء ظهرت فجأة في صوتها لتصمت بسرعة، تعض شفتيها وتغمض عينيها بقوة وشعرها يحجب ملامحها.

||خذلان : نسيجُ وهم||Where stories live. Discover now