59 - 60|وحين تعود..|

1.6K 120 734
                                    

«‏ولكن أولئك الذين لن ينكسروا، تقتلهم الدنيا يا صديقي.
‏تقتل الطيِّبين جدًا، اللطيفين جدًا، والشجعان جدًا، بلا تمييز.
‏تقتلهم بإنصاف.»

اقتباس

«وحين تعود، ستجد الباب مشرعًا لك.. كما في كل مرة.»

_ _ _

27 أكتوبر- الأحد - السابعة وخمسون دقيقة صباحًا

دخل الغرفة بخطوات هادئة شاعرًا بالبرودة تكتسح جدرانها.

صوت خطوات شقيقه خلفه تبعته دون توقف حتى توقف أمام سريره ينزع معطفه فيأتيه صوته «ما الذي قاله لك إريس حتى تفقد أعصابك بتلك الطريقة؟»

«غادر»
صوته جاء هادئًا يأمره، قبل أن يتحرك باتجاه دورة المياه فيسارع مالك يخطو نحوه ثم يقف أمامه يعترض طريقه متحدثًا «هل تظن أن والدي سيجعل الأمر يمر ببساطة..»

«دع قلقك لنفسك» جاء صوت عزام يبتر حديثه رفقة نظرات قاسية لم يعتدها مالك منه سوى في أوج غضبه، ليبادله التحديق بقلق وضيق دفنهما بداخله وهو يسمعه يتابع بنبرة أوضحت سخطه عليه «أكمل عبثك في الأرجاء فقط، وكأنك وحدك من تعيش في هذا العالم»

تجاوزه بعد أن رمى كلماته في وجهه، وقبض مالك على كفه وفكه بقسوة قبل أن يلتفت له يحدق بظهره ثم يهتف بغضب وسخط مفاجئ «لا تستطيع أبدًا لومي على ذلك، تعلم أنه يستحيل أن اختبئ خلفك كما يفعل الجميع!»

انغلق باب دورة المياه في وجهه، وعلا الامتعاض وجهه وهو ينبس بنزق قبل أن يتحرك يغادر «وكأنه ينقصكَ شخصٌ آخر لتحميه. مغفل»

خرج من مدخل غرفة النوم نحو الصالة ولم يكد يصل للباب حنى هتف منزعجًا «الإفطار بعد عشر دقائق، وقد سحب والدي مفاتيح الغرف بعد تصرفك الأحمق بالأمس»

_ _ _

لا صوت سوى صوت الملاعق والأطباق، حتى هو كعادته كان يأكل بصمت، لكن ما بداخله مختلف.

حزنه السابق، كل أحلامه المتحطمة، ذكرياته مع أصدقائه، كل ذلك تحول من أسىً عقيم لغضبٍ يشعر أنه لن يستطيع كبح جماحه أكثر.

يريد أن يفرغ ما بداخله.. على الشخص المناسب، لكن هذا الشخص المناسب صامتٌ بشكلٍ أثار غيظه أكثر.

لم يحبذ أبدًا أن يبدأ والده حديثه، منذ شهر وأكثر كان يكره نفسه كلما فتح والده موضوعًا معه، كان يشعر بالهوان والضعف أمامه، لكن كل ما بداخله تغير في لحظة، وكل ما يشعر به الآن هو السخط تجاهه..السخط والحقد ولا ثالث بينهما.

||خذلان : نسيجُ وهم||Where stories live. Discover now