23|هلع- ماضٍ مشوه|

1.1K 112 254
                                    

«رصاصة من الماضي، أصابت الحاضر، وشوهت المستقبل.»

اقتباس

_ _ _

حديقة شاسعة على مد النظر، تزينها ثلاث نافورات بيضاء صوتها يخترق الأجزاء الساكنة، في الحديقة المرتبة والذي يهتم بها أكثر من عشرة عمال.

الزهور تنتشر على أطراف وحواف الممرات الحجرية التي تخترق العشب الذي كان ينبغي أن يكون أخضرًا يانعًا، لكن بريقه بدأ يبهت جراء دخول الخريف البارد.

لكن الزهور التي تم تغيير نوعها هذه المرة ما زالت تحتفظ برونقها جراء تغييرها كل مرة قبل موعد ذبولها.

تربعت النافورة الأكبر أمام مقدمة القصر، والاثنتين في الجانب الشرقي والغربي للحديقة حيث وضعت بشكل متناظر.

مدخل القصر تم تصميمه على الطابع الروماني، وأدخلت فيه النقوش الأندلسية المبهرة، بأعمدة ضخمة بيضاء كبيرة عليها نحوت دقيقة ذهبية ترى لمعانها عن مسافة.

بعد البوابة البيضاء الكبيرة لداخل القصر يبدو المكان فاحش الثراء. بهوٌ شديد البياض، وكل ما فيه يلمع باللون الذهبي بخيلاء.

سواءً المجلس ذو الأرائك المريحة على الجانب الأيمن، أو الآخر ذو المقاعد والكراسي الملكية على الجهة المقابلة، وهذا ينطبق على السلالم البيضاء الظاهرة على جانبي القصر والممرات الواسعة ذات الإضاءة العالية.

كان كل شيء ينضح ثراءً وبذخًا.

لكن القصر الهادئ بسبب خلوه من ساكنيه إلا ما ندر لم يكن كذلك هذا اليوم.

بالرغم من أن سيده في الأعلى يرتاح من سفره بعد حمام فاخر، والخادمات يعملن بجهد لجعل المكان هادئًا، لكن كان للقاء -الذي يجب عليه أن يتم بهدوء- رأيٌ آخر.

فمُنظِّمته تم حجزها في إحدى الغرف، والصحفيين تم إخراجهم ليتوزعوا أمام البوابة فرادى ومجموعات يتناقشون ويتحاورون بحيرة فيم حدث، وربما يضعون الفرضيات والنظريات التي على أساسها سيتم كتابة مقالاتهم الصحفية بعد أن قام الحراس بمسح كل الصور من على آلات تصويرهم.

ووريثي الباشا اختفيا في داخل القصر فجأة. 

في الداخل تعاقبت قدميه في أحد الممرات المضيئة، يدخل مسرعًا نحو دورة المياه، يحمل قارورة ماء صغيرة وبضعة مناديل.

«مالِك» 

هتف بقلق بالذي يتقيأ ما ببطنه جالسًا على ركبتيه، ولم يكد يحرك قدميه نحوه حتى نهض بجسد متهالك متوجهًا نحو الحوض الرخامي.

||خذلان : نسيجُ وهم||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن