08 |زيارة- لقاء|

1.1K 128 499
                                    

«عمار!»

صوتٌ جاء من خلفه يقطع شروده وخطواته نحو دراجته المركونة في موقف المبنى، ليتوقف مستديرًا نحو اللتين تتجهان نحوه.

«ما بالك اليوم؟»

سؤال حور جاء مستغربًا وهي تسير وأريج بمحاذاته، ليخرج كفه من جيب بنطاله مشيرًا لنفسه «أنا؟»

«هل أحادث غيرك هنا!» امتعضت حور متهكمة، وضحكة خفيفة صدرت من أريج، لينحني هو للأمام ينظر لها معلقًا «تبدين في مزاج جيد، بالرغم من أن مالك هو رئيس القسم! هذا مبشر!»

اكتفت أريج برسم ابتسامة عريضة، وتهكمت حور «إنها سعيدة بالمشروع الملقى على عاتقنا...»

«أليس مذهلًا! سنطور جيلًا تقنيًّا جديدًا ينقل العالم لحقبة أخرى مختلفة!» قاطعتها أريج بحبور وسعادة وهم يصلون لأمام سيارة حور، ورفع عمار إبهامه معجبًا بتفكيرها ومعلقًا «مئة بالمئة!»

زفرت حور بيأس وتعب وهي تتوجه نحو سيارتها، ثم انتبهت لأريج التي خلفها، لتلتفت لها متسائلة، وتتحدث الأخرى مباشرة بابتسامة واسعة وكفين مضمومتين أمام وجهها «أوصليني»

«اذهبي وخذي سيارتك»

دفعتها من كتفيها نحو سيارتها،
وتذمرت أريج بكسل، في حين علق عمار وهو يغلق حزام خوذته الرياضية «يجب أن تستأجري سائقًا»

«سأضع ذلك ضمن خططي» تمتمت بكسل وهي تغلق الباب ثم تحركت السيارتان بالتتابع، وبقي هو هناك.

زفر بتعب حالما غادرتا، صوت لمحادثة ظهر من باب الخروج وظهر ويليام وجيني، ثم غادرا بسيارة واحدة، وبقي هو مكانه.

الأفكار تلعب بعقله، حديثه مع عزام خلق ضغطًا بداخله، وفي كل مرة تتراءى له صورة ياسين أمامه.

«إنها ليست خيانة يا عمار، ماذا دهاك؟» همس لنفسه يحاول جمع شتاته، ثم مد كفيه وشد على مقودي الدراجة، وكاد يتحرك لولا ظهور عزام بجانبه مما جعله ينتفض من المفاجأة «إلهي! أخفتني!»

«أخفْتُك وأفقدتك تركيزك على ما يبدو» علق عزام بهدوء، وهو يلوح لجون الذي صعد لسيارته وتحرك مغادرًا، ثم عاد يلتفت لعمار الذي أومأ يعيد شد كفيه حول المقودين، ليسترسل «نلتقي غدًا في منزلي، العنوان ذاته الذي أرسلته لك المرة السابقة، الساعة الرابعة ستكون جيدة؟»

«أجل»

أجاب عمار باقتضاب، وأومأ عزام وهو يتحرك مبتعدًا نحو سيارته، ثم علق قبل مغادرته «أراك لاحقًا»

||خذلان : نسيجُ وهم||Hikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin