28|رفض- شجار|

1.3K 119 579
                                    


ظهر صوت قفل الباب قبل ظهوره في الردهة بثوان، ليعقد حاجبيه وهو يرى مالك ما زال مكانه وسيرين تخطو نحوه بسرعة بعد أن نهضت من أمام المدفأة.

«كيف كانت زيارتك؟»

سألَت بفضول واضح، وقابل هو سؤالها بآخر «لمَ لم تناما بعد؟»

«شقيقك لديه لعبة ما وأنا انشغلتُ بتقاريري، وأخبرني، كيف كانت؟»

«جيدة» قال باقتضاب وهو يتوجه للسلالم، ثم أردف يجعل الاستغراب يزور عينيها «سأصعد لأرتاح»

حدقت به بهدوء وحيرة من رده البارد، قبل أن تحرك كتفيها بلا اهتمام ثم تعود لمكانها، لم يبد في مزاج جيد للحديث مطلقًا.

أما هو فوصل لغرفة شقيقه يخطو لداخلها بتعب، ثم تنهد يرمي مفتاح سيارته على الطاولة الرخامية القريبة من الباب، وتحرك نحو الحوض المحاذ لها يفتحه ويغسل وجهه عدة مرات.

أغلقه، ثم استند بكفيه على الطاولة محدقًا بوجهه المبلل خلال المرآة.

لا يصدق أنه وياسين تجاهلا وجود بعضهما تمامًا، هذا يُشعره بالغضب... والحزن.

زفر يخفض رأسه حتى لامس ذقنه المبلل كنزته.

سيفقدان التوقيت، حينها لا شيء يمكنه إصلاح ما بينهما، ولم يكن ذلك بالسهولة التي توقعها أساسًا.

لم يكن ما بينهما جدارًا أو سدًّا، بل كان حفرة، هاوية عميقة لم يستطع أحدهما تخطيها نحو الآخر، ويتمنى بمعجزة تفعلُ ذلك.

_ _ _

تنهد بخفوت وهو يصل للطابق الذي يحوي قاعة أولى محاضراته، يشعر بالإرهاق بعد الأرق الذي لم يغادر فراشه بالأمس.

والكوابيس لم تغادر دقائق نومه.

رفاقه مجددًا.

عقدة صغيرة ظهرت بين حاجبيه فجأة ينفض أفكاره وإرهاقه لبعض الوقت وهو يرى ذات الشعر الأغبر تعتدل بوقوفها بتوتر مقابل باب القاعة.. ابنة الدون.

«صباح الخير سيد عزام» تحدثت بارتباك حالما وقف أمامها يحدق بها منتظرًا، فأومأ بخفة، ثم تحدث يدفن حيرته «رهف صحيح!»

أومأت بسرعة، وابتسامة لطيفة تعلو وجهها «أجل صحيح، من اللطيف أن تعرف اسمي»

«يستحيل أن أنساه، أنا ممتن لك لما فعلتيه سابقًا كثيرًا» تحدث بابتسامة هادئة خفَّفت توترها لتومئ ممتنة، ثم مدت كفها بما كانت تخفيه فيها والتوتر يعود لها مجددًا فتلقف البطاقة منها باستغراب، لتسارع توضح «إنه رقم ليلى»

||خذلان : نسيجُ وهم||Where stories live. Discover now