27 |دعوة عشاء- تهديد مستفز|

1.5K 118 596
                                    

سكبت ما تبقى من كوب الماء في جوفها، ثم تنهدت تضعه على الطاولة الرخامية الخاصة بالمطبخ التحضيري.

فركت صدغها بهدوء تزفر أنفاسها علَّها تسترخي، فالتوتر في الجو خانق، ولا يبدو أنها الوحيدة من تشعر بذلك، وهذا فاجئها نوعًا ما.

فبعد أن اعتذر جون عن القدوم بسبب سفرٍ طارئ ووضع عزام مكانه وهي تشعر أن الأجواء تسحق تحت الضغط، بينه وبين ياسين، ياسين الذي لم يناده باسمه مرة واكتفى بأن دعاه بلقب نائب المدير في كل مرة احتاجا فيها للحديث، هذا خلافًا عن الإجتماع الطارئ الذي أقامه عزام بعد اتصال جون، والذي لم تسقط حدقتي ياسين الباردتين من عليه في حين تجاهل هو الأمر.. تمامًا.

«لقد تجاوزا توقعاتي»

تمتمت بإحباط تتكئ براحتي كفيها على الطاولة وتحني عنقها.

الآن ياسين ليس موجودًا، فقد غادر ليناقش الصفقة التي جاءت الفريق مع مستشارهم الخاص في الحرم الجامعي، وهذا خفف قليلًا من التوتر القابع في المكان، والذي كان أغلبه منه، حتى جيني سليطة اللسان بقت عاجزة ومتوترة من الحديث مع ياسين الذي بدا قاسيًا بنظراته طوال اليوم.

تتمنى فقط أن يتصالحا وينتهي كل هذا الجنون، تعرف أن هذا قد يستغرق طويلًا، بل ربما قد يفقدا التوقيت وتنتهي صداقتهما في لحظة. مجرد التفكير في هذا يجعل حلقها يجف بتوتر، وهاهي تفرغ كوب الماء الخامس في جوفها من ساعتين رغم برودة الطقس.

تنهدت في خضم أفكارها، تبحث عن حل، قبل أن تشعر به جوارها تمامًا.

«ما زلتِ غاضبة!»

جاء صوته ودودًا بطريقه أثارت فيها بعض الحنق، كيف يمكنها أن تكون غاضبة وهو يحادثها بكل هذا اللطف.

«كان تصرفًا لئيمًا، لو تعلم»
تحدثت تشد على حروف كلمتها الثالثة وهي تلتفت له، تدرك أنه ما زال يتذكر حنقها حينما تذكرت موقفه وعرض منصبه عليها، لتراه يستند بجانبه على طرف الطاولة واضعًا كفيه في جيبي بنطاله الأسود قبل أن يضحك بخفة، ثم يبرر «كنتُ مضطرًّا، أُقسم»

«كنت حقًّا تود ترك المجموعة!»

«أردتُّ ترك الجامعة بأكملها»

علق، لتتسع عينيها بتفاجؤ قبل أن تعتدل لتصبح مقابله متسائلة باهتمام «لمَ؟»

هز كتفيه دون جواب، فضيقت بين حاجبيها «دعني أحزر، تحمي شخصًا ما»

«أنا أحمي الكثيرين»

قال بنبرة خلت من التعال وكأنه قدَرَهُ الذي ولد به وأصبح مستسلمًا له، فزفرت تلتف، لتصبح الطاولة خلفها والفريق الذي يعمل بجد في نطاق نظرها معلقة «يجب عليك حقًّا إعادة ترتيب أولوياتك ووضع اسمك على رأس القائمة»

||خذلان : نسيجُ وهم||Where stories live. Discover now