54|حفيد- اغتيال|

1.1K 105 451
                                    

لم يكن سوى طريقٍ مرعب، كل من مات فيه غرس أنفاسه الأخيرة بداخلي وتشبثت عينيه بعينيّ..

_ _ _

26 أكتوبر- السبت

الحادية عشر وخمسين دقيقة صباحًا

سماءٌ غائمة، رياحٌ تعبث بأشجار المدينة ونهارٌ خجلٌ من أن يظهر لبضع ساعات كعادته.

قاد سيارته خلال كل ذلك بملامح هادئة وشاردة.

لقد نام حتى الحادية عشر صباحًا هذه المرة، لم يمارس الرياضة، ولم يتناول الإفطار مع والده وشقيقه كالمعتاد، بالرغم من أن هذا الأخير حاول إيقاظه لكنه أغلق باب غرفته ببادرة غريبة منه، ثم استعد للخروج وغادر القصر حال استيقاظه.

يشعر أنه لو قابل والده هذه المرة فستكون نهايته، بعد حديثه مع كيان بالأمس ربما سيفقد أعصابه ويخرج عن طوره محاولًا قتله والتخلص منه ومن كل ما يحدث.

بوصوله لهذه الفكرة غزا الرعب قلبه.

إنه يتغير، يصبح أكثر قساوة وتبلدًا وهذا يخيفه حقًّا.

يحتاج لأن يبتعد لبعض الوقت، أن يعود لمراقبة نفسه وتصرفاته ويستجمع أفكاره قبل أن يفقد نفسه للأبد.

إشعارٌ باتصال ظهر على شاشة سيارته يجلب انتباهه من خلال أفكاره، فأعطاه نظرة سريعة قبل أن يضغط على زر الإجابة ويتحدث بوضوح «صباح الخير آنسة ماريا»

«صباح الخير أيها السيد اللطيف»
صوتها جاء مجيبًا بثقة كعادتها، يجعله يقاوم ابتسامة خافتة على شفتيه، ثم يتحدث مباشرة «وصلتكِ رسالتي كما يبدو»

«أجل، سأكون في المكان المحدد عند الثانية، ولا تقلق، اترك لي الأمر وثق بي فقط»

«أنا أفعل، شكرًا لمساعدتكِ مجددًا»

«على الرحب سيد عزام، أراك بعد ساعتين»
أجابت تنهي الحديث المقتضب بعد أن لمحت أنه سينهي المكالمة من خلال نبرته، ثم انقطع الاتصال وهو يركن السيارة في أحد المواقف المفتوحة ويترجل من على سيارته.

يحدق بالبوابة الكبيرة القابعة خلفها حديقة واسعة افترشها العشب الكثيف وترتبت عليها الكراسي والطاولات التي يجلس عليها كبار السن ومرافقيهم مستمتعين بالهواء الطلق رغم الغيوم التي حجبت الشمس.

تحرك نحو البوابة يعبرها واضعًا كفيه في جيبي معطفه الطويل، ثم تجول ببطء في الداخل، وبدا جليًّا أن لديه وجهة محددة يريدها.

||خذلان : نسيجُ وهم||Where stories live. Discover now