51|علاجٌ نفسي- ورقة مخفية|

1K 104 173
                                    

كل الكلمات التي امتنعت عن قولها، هوت في داخلي على هيئة حجارة، مُثقل أنا بحزن الصخور، صامت مثل حجر مقذوف بلا ذنب.

اقتباس

___

5 أكتوبر- الثلاثاء - العاشرة والنصف صباحًا

تجلس في المقعد الأمامي، المجاور للسائق، تحدق بالذي يقود بذهول، في حين جلس الآخر في الخلف عاقدًا ذراعيه باعتراض.

«أعلم أن ما أقوله قد يكون ضربًا من الخيال، لكن وجود الجزيرة أمرٌ حقيقي» أنهى عزام حديثه وهو ينعطف بالسيارة، قبل أن يأتي صوتها منذهلًا «إن كانت موجودة كما تقول فلمَ لم تتصدر الأخبار عندما خرج الأغلب منها؟ كان يجب على أمرٍ كهذا أن يضل متصدرًا ساحة الإعلام لسنوات! لكن لا يبدو أن أحدًا يعلم بالأمر»

«لقد حصل تكتم كامل على الأمر، وقعنا على اتفاقيات تقضي بعدم تحدثنا بالأمر أيضًا، لهذا السبب بالضبط، كي لا يتصدر الخبر الإعلام»

علق عزام على حديثها، ثم عمه وياسين الصمت لسؤالها «وأين بقية من كانوا يسكنونها؟ من المستحيل أن لا يكون قد تحدث واحدٌ منهم على الأقل!»

حدقت به، تراه يلتحف الصمت، ثم التفتت للخلف حيث ياسين الذي يحدق بصديقه بملامح منقبضة قبل أن تسمع عزام يجيبها فتلتفت له منتبهة «لا نعلم، قد يكونون تفرقوا هنا وهناك ضمن اللاجئين أو في مخيمات، لم ألتق بالكثير منهم»

«إذًا تعرف بعضهم؟»

«من كانوا ذا مالٍ ومنصب في الجزيرة»
أجاب على سؤالها باقتضاب، ثم غير الموضوع مباشرة وهو يدخل المرآب «ستلتقين بأحدهم بعد دقائق، أحتاج مساعدتكِ حقًّا يا ماريا، يجب أن يتعافى نفسيًا في أقرب وقت»

«ماذا به؟»
سألت وهو يركن السيارة في أحد المواقف، وبدا أنه تجاوز إجابة سؤالها وهو يتحدث يفك الحزام «انتظراني لدقائق فقط»

خرج من السيارة، وراقباه يتجه للجدار المقابل، يدفعُ بابًا مموهًا لا يختلف لونه عن الجدار الفضي بشيء، ثم يختفي في الداخل، لدقائق التفتت فيها ماريا لياسين تريد الحديث لكنه سبقها يتحدث باختصار «أنا لا أريد توريطك في الأمر فقط آنسة ماريا، لا شيء شخصي بيننا، لكن من ستعالجينه الآن تبحث عنه عائلة كريستوفر للنيل منه، وربما هو سيتحدث معكِ عن هذا عندما ترينه، أما موضوع الجزيرة فهو سريٌّ تمامًا وقد وقعنا عقودًا بعدم الإفصاح عنه لأي أحد وإلا تمت ملاحقتنا قانونيًّا»

لم تجد ردًّا، فقط اكتفت بالتنهد بخفوت وهي تعتدل على كرسيها قبل أن ترى عزام الذي خرج من الباب متوجهًا نحو السيارة، وصل بجانب بابها ثم فتحه متحدثًا «أوقفتُ آلات التسجيل، يمكنكما الخروج»

||خذلان : نسيجُ وهم||Where stories live. Discover now