04|تهديد- موقِع|

1.3K 124 510
                                    

لا أحد يَستطيعُ أن يُنسيك تلك الأيام التي تجاوزتها كأنّك تَتجاوزُ ساحةَ ألغام.

اقتباس

_ _ _

دخل المكان شبه المظلم، الموزع فيه مقصورات الحواسيب المنفصلة، والتي قد حُجزت معظمها في هذا الوقت.

ربما البرد قارص بالخارج، لكن هذا المكان هو منفه الكثير من محبي التقنية، الإنترنت العميق وربما المظلم.

سحب كُرسيًّا حين وجد مكانًا فارغًا بعد أن دار بين القمرات المشغولة لدقائق، لكنه توقف قبل أن يجلس حين لمح شخصًا يعرفه يجلس في الصف المقابل له على بعد ثلاث مقصورات منه، فوضع حقيبة ظهره على الكرسي، وتحرك بهدوء وفضول حتى وصل خلف الذي شعر به مباشرة.

أنحنى واضعًا كفيه في جيبي بنطاله، وأحنى رأسه يحدق في الشاشة التي تملأها بعضا الرموز والتحليلات لثوان قبل أن يستغرب «تخترق؟»

اكتفى الآخر بإعطائه نظرة سريعة دون قطع تركيزه، حتى انتفض ينظر له حين تحدث ببساطة «لمَ تحاول اختراق شركة والدك؟»

ظل يحدق به بثبات وحدة، ليعتدل الآخر مشيرًا لشاشة الحاسوب بكفه «أترى هذه الرموز؟ أنا أقرأها كما يقرأ الناس الكتابة العادية، هذا غير أني ما زلت مهتم ببعض الشركات لذا أحفظ مُعرِّفاتها عن ظهر غيب»

أعاد كفه لجيبه معيدًا تساؤله «إذًا لمَ تحاول اختراقها؟ أنت الوريث، يجب أن تكون ممتلكًا كل صلاحيات»

«غادر»

أشار له المعني برأسه يعطيه نظرة جادة، فتذمر الآخر «أرجوك! نحن في شركة واحدة! يجب عليك أن تعلم كيف تتصرف مع موظفيك، خصوصًا اللحوحين منهم...» أشار لنفسه بإبهامع مكملًا بابتسامة «مثلي»

تنهد الآخر وعاد لحاسوبه حين أدرك أنه لا فائدة من الحديث معه، واقترب الآخر يتكئ بمرفقه على حافة ظهر الكرسي متحدثًا وعينيه لا تفارقان ما يحدث على الشاشة «لن تخبرني! ما تفعله مثير للفضول كما تعلم! محاولة الوريث الوحيد لشركات الباشا اختراق شركات والده. هذا يدلُّ على وجود الكثير من الخبايا! ما الشيء الذي يخفيه والدك ليدفعك لاختراق شركته؟»

توقف حين لاحظ أنه يتجاهله تمامًا، فلوى شفتيه بامتعاض ثم أخرج كفه يضرب ظهر الكرسي مرددًا «هيا أخبرني، سأساعدك!»

«قم بذلك مرةً أخرى، وسأكسر يدك»

تحدث الجالس بهدوء يمرر المؤشر بعجلة الفأرة، وتمتم الآخر يحدق به «لا تكن فظًّا سيد مالك، نحن زملاء محاضرات وأنت رئيسي في الشركة»

||خذلان : نسيجُ وهم||Where stories live. Discover now