52|بين وريثين- قلوبٌ مثقوبة|

1.2K 99 367
                                    

قَد قتلني الإرتطام.

_ _ _

أعرفُ جُرحًا، ‏كُلما رميتَ عليهِ كلمة، ‏تُثقَبُ روحي أكثر.

اقتباس


_ _ _

5 أكتوبر - الثلاثاء- الثانية عشر والنصف مساءً

يقف محدقًا بإحدى اللوحات الملحمية في مكتبه عاقدًا ذراعيه للخلف وملامحه هادئة تدل على التفكير، في حين يجلس شاهين على الأريكة السوداء المجاورة للجدار المقابل للمكتبة، يضع قدمًا على الأخرى ويحدق بجانب الذي التفت له متحدثًا «ما زال مصرًّا على ضم الدون لصفه إذًا»

«هل نتحرك؟» جاء سؤال الجالس بهدوء، يتابعه بعينيه وهو يراه يعود يجلس خلف مكتبه، تعلو وجهه ابتسامة مضمرة تمتم إثرها وهو يعطي الطاولة جانبه الأيمن ويسحب كرة مطاطية سوداء صغيرة من عليها، محدقًا به «لا، مشكلة التاجر ليس عزام، بل رغبته بسكوار ليعود كوريث للقب القصاب، إن تحركنا بشكل واضح قد يعلم سكوار بذلك، ستقوى شكيمته ولن يستطيع المجلس التحكم به بعد ذلك..»

صمت لبرهة وعينيه تغيمان بتركيز، قبل أن يتابع مهمهمًا «إن رأى المجلس أي خلل في سكوار سيقومون بتصفيته ثم سيركزون على الوريث الوحيد المتبقي، وعزام ليس مستعدًا ليكون تحت مراقبة المجلس بعد، سيقومون بتصفيته حالما يستشعرون معارضته القوية تجاه الجزيرة وفكرتها، إنهم لا يهتمون بالوقت الذي يحتاجونه لإنشاء وريث للقب بقدر ما يهتمون بعدم وجود أي خلل»

«إذًا!»
تساءل شاهين مجددًا، وحرك القصاب عينيه نحو اللوحة المثبتة على الجدار أمامه، شرد محدقًا بها مسترخيًا على كرسيه وأصابع كفه اليمنى الممتدة على الطاولة تعبث بالكرة باسترخاء، حتى نبس بعد ثوان «يجب إخضاع عزام بسرعة، بهاء وسواد لم يحن وقتهما بعد.. الأول قد أستخدمه مجددًا، والثاني نقاط ضعفه معدومة تقريبًا، أما ماريوس.. »

ابتسامة جانبية ساخرة علت وجهه حالما طرأ ماريوس على عقله، جعله هذا يدير عينيه نحو الذي يحدق به بصمت ويسأل بفضول «ألا يشعر سكوار بالفضول لأجل شقيقه؟»

«بل تقصد يشعر بالجنون، لكن بهاء يقف له بالمرصاد»

«من كان يتوقع أن ينتج هذا عن فتىً بالكاد تسمع صوته، لقد أفسد بهاء مخططات المجلس في ماريوس دون أن يعلم» نبس محمد باشا ضاحكًا، ثم سأل مجددًا ساخرًا «وكيف حال نيكولاس كريستوفر؟»

«إنه يبحث عنه حتى اللحظة، العائلة بأكملها كأنك أشعلتَ فيهم نارًا، لا يهدأون ولا يكلون، ويحاولون تجنب الشرطة قدر الإمكان كي لا ينتشر الخبر وتسقط مكانتهم»

||خذلان : نسيجُ وهم||Where stories live. Discover now