34|اختفاء- صفقة|

1.1K 102 322
                                    

إنّني لا أفهم كيف يكون الانسان مُلتزمًا و صامدًا تجاه الآخرين باللطف واتقاء الأذى، لكنه مع ذلك لا ينجو، لا ينجو من خيبةٍ أو حسرة.

اقتباس

«الملكُ لعنةٌ أبدية.»

_ _ _

أنفاسها متسارعة.

كفيها لم تتركان معانقة جسدها، وابنة عمها تجلس متسمرةً خلفها لا ترمش.

ما سمعته السمراء من مالك جعلها تخافه، تدرك أنها لا تعرفه مطلقًا، أما أريج، فدموعها تحجرت في عينيها وهي بالكاد تتمالك أعصابها من أن تسرع راكضة لعزام.

صوت انكسار الزجاج صدر مرةً أخرى من الغرفة لتنكفئ أكثر بعد ارتجافة لحظية داهمتها، ويبدو أن هذا كان كفيلًا بجعل ابنة عمها تعود للواقع وتسرع تمسك بذراعيها تنحني نحوها، وما إن كادت تتحدث حتى صدح صوت مالك المرتفع  «أتمنى أن تظل الغرفة صالحة للاستخدام، تعلم.. سننام فيها ليلًا»

يتهكم مجددًا.

وكان هذا كفيلًا بجعل أريج تجهش بالبكاء مجددًا، وسيرين تحمل نظرة كره سيطرت على ملامحها وعقلها.

هو كان وقحًا تجاه شقيقه.. كان وما زال ولن يتغير مطلقًا.

«اهدئي»
همست تمسد على ذراعيها، ثم انتبهت لصوت هاتف أريج الذي صدح فجأة والذي سارعت بإخراجه كالملسوعة، قبل أن تضع الهاتف على أذنها بسرعة ويأتيها صوت شقيقها «هل أيقظتيه؟ أنا في طريقي»

حاولت التماسك، حاولت دفع الحروف الي تلجلجت في حلقها، لكنها فشلت فشلًا ذريعًا ونحيبها يرتفع لدرجة أرعبت شقيقها.

«أريج! هل أنت بخير؟»

«هو ليس بخير، عزام ليس بخير»

أجابت هلع شقيقها بكلمات بالكاد خرجت مفهومة خلال نحيبها، ولم يُجدِ تمسيد سيرين -التي التوت شفتيها بحزن وامتلأت عينيها بالدموع، لذراعيها نفعًا علها تتماسك.

«هوني عليك، أنا قادم، دقائق وأكون بجانبك، اهدئي أرجوك»

لم تمنحه ردًّا وصدرها يرتجف لشهقاتها، وعينيها اللتين تعلقتا بالأسفل، حيث ظهر مالك يخطو نحو السلالم ثم نحو الأعلى، واضعًا كفيه في جيبي بنطاله وعلى وجهه علامات الملل والضجر قبل أن يحدجهما باستخفاف مارًّا بجانبهما، متجاهلًا كل علامات الحقد والخوف التي تكونت على وجه سيرين منه.

||خذلان : نسيجُ وهم||Where stories live. Discover now