44|شقيقين- كوابيس|

1K 97 470
                                    

«ما زلت أذكر جميع التفاصيل لأني أراها في كوابيسي دائمًا، كل شيءٍ كأنه حدث بالأمس، كلُّ ألمٍ استمر حتى هذه اللحظة، لا شيء ينتهي»

ما نوع كوابيسك؟

_ _ _

2 أكتوبر- السبت- السابعة صباحًا

على عكس الحديث الذي دار بينه وبين والده عند عودته فقد كانت الأجواء على مائدة الإفطار هادئة وصامتة، وما إن تحرك والدهما مغادرًا طاولة الطعام حتى نهض عزام مباشرة تحت نظرات شقيقه وغادر بدوره.

يحتاج لأخذ قسطٍ من النوم كي يستعد لدوامه في مبنى التدريب.

دخل دورة المياه وغسل أسنانه، ثم خرج وتحرك للستائر يغلقها جميعها ويطفئ الأنوار ثم اتجه لسريره، ارتمى عليه ثم مد كفه يطفئ النور المجاور ليغرق الجناح في الظلام، لكنه سرعان ما سمع صوت بابه ينفتح ثم صوت المقبس ليعم الغرفة الضوء، يجعله يرفع ذراعه يضعها على عينيه بانزعاج قبل أن يأتيه صوت شقيقه الأصغر «أين كنت طوال الليل؟»

تنهد بهدوء، وهو يسمع صوت سحبه لكرسي مكتبه حتى أصبح جوار السرير، ثم صوت جلوسه عليه قبل أن يتحدث مجددًا «لم تتأخر بالخارج كل هذا الوقت من قبل، هل تحدثتَ مع والدي بعد وصولك؟»

«ما سبب أسئلتك هذه؟»

تحدث بهدوء يرفع ذراعه ويلتفت له يحدق به، ليراه يجلس رافعًا قدميه الحافيتين يعقدهما أمامه بحيث تتلاصق قاعتيهما، وكفيه عليهما، وعينيه يحدق بهما للأعلى مفكرًا للحظة، قبل أن يهز كتفيه ويجيب يلتفت له «لنقل أنه الفضول»

تنهد عزام مجددًا يعتدل ليعود يحدق بالسقف، فتحدث الآخر يجعله يلتفت له متفاجئًا ومستغربًا «أنت غريب»

«ماذا!»

تمتم بغرابة، ومالك ما زال يحدق به بهدوء، قبل أن يوضح وهو يحدق بالجناح حوله «لقد بقينا سويًّا ما يقارب الثلاث سنوات ونصف، إن لم نحتسب بقائي في روسيا، وحتى الأمس كنتُ متأكدًا أني أفهمك بالكامل، لكن يقيني هذا تبدد خلال عدة ساعات هنا»

«ما الذي يجعلك تقول هذا؟»

سأله عزام بهدوء، فتمايل بالكرسي للخلف والأمام بخفة ثم أجابه بسؤال مفاجئ آخر وهو يثبت مكانه «لمَ لم تسأل عن والداتنا حتى الآن؟»

تجمدت ملامح عزام وهو يحدق به، ولم يتفاجأ وهو يرى شقيقه يرسم ابتسامته الجانبية ببطء قبل أن يعلق متهكمًا «ما بالك متفاجئ! أنا من يجب أن أعبر عن تفاجئي بتصرفاتك!»

||خذلان : نسيجُ وهم||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن