58|مستذئب- الأخ الأكبر|

836 97 270
                                    

27 أكتوبر - الأحد - السادسة وخمسون دقيقة صباحًا

صافح الماء البارد وجهه، لهث لمرة ثم ملأ كفيه بالماء البارد المنساب من الصنبور ونضحه بوجهه مجددًا، يحاول استعادة بعضًا من طاقته.

اتكئ بكفيه على حافة الحوض وقطرات الماء الباردة تنزلق من على وجهه قبل أن يرفع رأسه يحدق بوجهه خلال المرآة، يراقب ملامحه المبللة المتعبة والسواد تحت عينيه، يفكر بكل الجنون الذي يحدث من حوله، بكل الأشياء التي يصعب تصديقها والمواقف التي لم يتخيل أن يوضع بها يومًا.

يفكر بصديقه، الذي شكَّ أنه استطاع التقاط أنفاسه يومًا، فتغلبه غصة في حلقه كالعادة وينبض قلبه بألم يشعر به يصل لذراعه.

صوت الإزعاج من الخارج جاء يقطع أفكاره ويجعله يعتدل بوقوفه، يسحب منشفة نظيفة علقتها ديانا لأجله كالعادة ويجفف بها وجهه وخصلات شعره التي تبللت نتيجة إهماله حينما غسل وجهه، ثم يعود يعلقها بإهمال ويتحرك نحو باب دورة المياه يفتحه ويخرج.

وقف دون أن يتحرك، يراقب من مكانه مدخل المطبخ حيث يظهر عمار الذي يبدو أنه عاد قبل دقائق، يجلس على رأس طاولة الطعام ويتحدث مع التوائم بمحاولة لتهدئتهم ومسايرتهم كعادته، ثم ظهرت ديانا من خلفه، تقف تعطيه ظهرها مقابل طاولة التحضير الرخامية ترفع جسدها لتصل للرفوف العلوية تحاول إخراج علبة منها.

كان الوضع كالمعتاد، ما يحدث في كل مرة يقضي بها ليلته عند عمار، لم يختلف شيءٌ سواه.. هو وأفكاره.

يعود بأفكاره للأمس، لما حدث بعد انقطاع اتصال عزام مباشرة.

_ _ _

26 أكتوبر - السبت - الثامنة وخمس دقائق مساءً

«ألا تستطيع فتح الاتصال من طرفك؟»
كان هذا أول سؤال جاء من سواد تجاه عمار بعد انقطاع الاتصال مع عزام، وتعلقت عيني ياسين بالمعني علَّه يجيب بما يبرد النار التي تأكل قلبه والقلق الذي ينهشه، لكنه أجاب بما لم يرد سماعه «لا، لا يُفتح ويُقطع الاتصال سوى من طرف عزام، لزيادة الأمان»

اعتدل ياسين بوقوفه زافرًا بقوة وهو يتخصر بكف ويبعثر شعره بالأخرى يحدق بالستائر المسدلة المجاورة له.

يحاول تمالك أعصابه وقلقه، فيم تحرك سواد يعود لمكانه جالسًا وهو يسأل «ماذا الآن؟»

«شقيقه غريب، هل هو طبيعي حتى؟»
تحدث تيم فجأة يخرج عن الموضوع، وفي نبرته حيرة وفضول طفيف، والتفت الجميع لعمار باستغراب حينما تحدث بخفوت يغلق حاسوبه بهدوء وقد تخلل نبرته بعض اليأس «اغلقوا الموضوع رجاءً»

||خذلان : نسيجُ وهم||Where stories live. Discover now