15|شبيهٌ مجهول- نُسخة|

1.1K 121 315
                                    

‏«وقد ظمِئتُ إلى لقائه»

اقتباس

_ _ _

تحدق به مبهوتة بعد نطقه لاسمه فجأة.

بالكاد استجمعت شتاتها وحركت عظمة لسانها.

«من أين.. تعرف عزام؟» تمتمت بتقطع وخفوت شديد.

تركز عينيها باتساعٍ مرتبك عليه، قطرات عرق ظهرت على بشرة جبينها برغم برودة الجو، وشعرت بارتجاف طفيف في كفيها، مما جعلها تشد على كنزتها أكثر.

كان تأثرها بذكر عزام واضحًا له، لكنه تجاهل ذلك مدَّعيًا عدم الانتباه وهو يجيب يتصنَّع التعجب «أنا من أرسلتُ أحمر الشعر لتبرئتهِ ذلك اليوم!»

«أنت... » همست وشعرت بصوتها يضيع، أشاحت بوجهها تمسح عرق جبينها وزفرت نفسًا متقطعًا، قبل أن تسأله تتمالك نفْسها بسرعة، برغم صوتها الذي بدا هشًّا وشاحِبًا «لمَ فعلت ذلك؟ لا أذكر أنه تحدث عنك كصديق!»

«أوه! حقيقةً لم أفعلها لأجله، فعلتها لأجل سيرين، كانت مهتمة به، أيضًا لأجل بعض المعلومات التي كنتُ أعرفها عنه»

حدقت به بعينين مهتزتين، تحاول استجماع تشتتها، ثم همست بتردد «تقصد.. كونه.. ابن الباشا؟»

«تعلمين؟» تفاجأ بصدق هذه المرة، وأشاحت هي بوجهها تغمض عينيها وتمسح رأسها للخلف بكفها لتسقط منشفتها المرتخية.

كانت معلومة أرادت التأكد منها وبدا أنها أصابت، لم تعلم الشعور الصحيح الذي يراودها هذه المرة، قلبها يطرق بعنف، وتكاد تستسلم لارتجاف جسدها.

زفرَت، ثم ترددت أكثر وهي تدفع الكلمات في حلقها، تتحدث بالسؤال الذي لا ينفك يدور في رأسها، وهذه المرة أرادت بشدة أن ينفِ الأمر أحدهم، ألَّا يموت آخر بصيص أمل جاهدَت لإبقائه.

«لا بد أنك تعلم عن الحريق أيضًا، حريق السفينة»

«أوه! أجل.. » شرد مفكرًا بعد كلمتيه، ثم تابع بأسف طفيف جدًا في نبرته اللامبالية بالفطرة «لقد كان الأمر صادمًا، لكنه كان مشكوكًا به أيضًا، بدا أنهم أرادوا استهدافه، وقد نجحوا.. للأسف»

تحدث يحدق بخارج النافذة جاهلًا بالنظرات التي انطفأت إثر حديثه.

حاولت تمالك دموعها وارتجافها وهي تطأطئ برأسها. أمامه فقط، ستتماسك أمامه فقط. إنها لا تعرفه، شخصٌ غريبٌ عنها ويستحيل أن تكشف ضعفها لغريب وذو تصرفات مريبة.

||خذلان : نسيجُ وهم||Where stories live. Discover now