41|ضِماد- تمرد|

971 102 339
                                    

لديَّ صديق.. من فرط روعتهِ أُشعرُ أنه ضماد.

اقتباس

___

1 أكتوبر - الجمعة - الثانية والربع مساءً

رياح المساء تداعب الأشجار والمزروعات المصفوفة بترتيب في الحديقة الخلفية للمبنى.

الشمس التي لا تظهر سوى لبضع ساعات قد شارفت على الغروب، والمصابيح الذكية التي استشعرت قلة الضوء أضاءت في زوايا متفرقة تؤكد غياب ضوء الشمس وحلول الليل.

أخفض هاتفه بعد رسالته، ثم التفت للذي يقف على جواره، حدق لوهلة بخط الدماء على جانب جبينه ثم سأل «ماذا عنك، هل أنت بخير؟»

«أجل، خَدشٌ بسيطٌ فقط»

أومأ بتفهم، وتابع عسلي العينين «كان حادثًا مفاجئًا، عدة سيارات تصادمت ببعضها على إثره لكنني استطعت تفادي الأمر في اللحظة الأخيرة.
عرضتُ على الآنسة أخذها للمشفى لكنها رفضت، بدا الأمر وكأنها على وشك الدخول في نوبة هلع، لكنها هدأت نوعًا ما بالطريق»

«قمتَ بعمل جيد»

علق عزام، ثم سأله «حال السيارة؟»

«التصادم حدث من جهتي، سآخذها للصيانة، لن تحتاج وقتًا»

«إنها مؤمنة، فقط أخبر إريس وسيتكفل بالأمر، واطلب منه مفاتيح سيارة أخرى، سيكون عليك إعادة أريج بعد بضعة ساعات، وتفقد جرحك، يمكنك الذهاب»

تحدث بهدوء قبل أن يعطه الإذن، ولم يتحدث لويس بكلمة وهو ينحني له باحترام وطاعة، ثم يستدير مبتعدًا قبل أن يظهر ياسين بثوان يحدق بظهره، ثم ينقل نظراته لصديقه وهو يقترب منه.

اكتفى فقط ببضعة كلمات وهو يحيط كتفه بذراعه ويقوده نحو بقعة بعيدة عن الأنظار«لنبتعد عن الجميع لبعض الوقت» 

يجلس على حافة السور الحجري، الذي يخرج كشرفة صغيرة من الحديقة مطلًا على المرج الصغير أسفله، ثم الشارعين اللذين تعبر خلالهما بعض السيارات بين الفينة والأخرى، وقدميه تستقران على الكرسي الحجري الطويل والمثبت على طول السور من الداخل.

يحدق بالعتمة التي تحتل المكان شيئًا فشيًا بهدوء وشرود، حتى شعر بشيءٍ دافئٍ أمام كفيه ليلتفت ليمينه ويرى ياسين يمد له بكوب ورقي كبير من القهوة، فيتلقفه منه ويتحرك الآخر يجلس على طرف السور مقابله، بوضعية جسد متشابهة.

حل عليهما الصمت لثوان، وعزام ما زال يحدق بالجهة اليسرى جوارهما، حتى جاء صوت ياسين «هل كان الأمر سيئًا لهذا الحد؟»

||خذلان : نسيجُ وهم||Where stories live. Discover now