03|حقيقة- هَلَع|

1.6K 144 640
                                    

خوفه أطبق عليه..
والأرض لا تسَعُ له.

_ _ _

نزل نحو الطابق الأسفل وهو يتصفح بضعة أوراق في هاتفه، ثم اتجه يسارًا نحو المطبخ ليأتيه صوت شقيقه يسحبه من تركيزه «لقد صنعتُ لك القهوة، كما تفضلها، هناك بعض الشطائر أيضًا إن كنتَ ستتناول الفطور»

كان يجلس خلف طاولة التحضير، أمامه طبق أبيض كبير امتلأ برقائق الذرة، والعلبة وعبوة الحليب بجانبها. عينيه تتابعان الذي فتح الميكروويف وسحب طبق الشطائر ثم تحرك خارجًا نحو الأريكة الزرقاء التي تقابله مباشرة، وجلس واضعًا الطبق بجانب كوب القهوة الموضوع سابقًا.

أخذ عزام رشفة وعينيه لا تتركان هاتفه، ثم تحدث فجأة «قمتَ بممارسة الرياضة؟ ما زلتَ تتبع التعليمات، صحيح؟»

أعطاه نظرة سريعة، وأومأ الآخر يبتلع ما بفمه، ليسأله عزام مجددًا وهو يركز على هاتفه «وما المصيبة التي افتعلتَها هذه المرة؟»

لم يأته رد، فالتفت للذي رفع الملعقة يملأ فمه بحبوب الإفطار والحليب بلا اهتمام يبدو على وجهه، ثم تابع قبل أن يعود لهاتفه «لمَ تمَّ حجز جوازك؟»

تنهد المعني بضجر، ثم حرك كتفيه مجيبًا «لا شيء مهم، مُنعتُ من السفر فقط، والدي المبجل يريد حمايتك»

اعتلت وجهه ابتسامة جانبية ساخرة في آخر جملة، ثم ضرب بكفه على الطاولة معتدلًا للخلف وهاتفًا بعدم تصديق «لمَ يجب عليّ الاختفاء وطمس هويتي لأجلك بحقّ الإله!»

كان يحدق بأخيه بعينين متسعتين، بدا أنه يفكر، وهذا جعله يصمت لثوان قبل أن يلعق شفتيه ويرسم ابتسامة ساخرة، ثم يقترب بجذعه مجددًا من حافة الطاولة ويعود لتناول طعامه. تنهد عزام بهدوء مستقيمًا بعد أن أغلق هاتفه وحاملًا طبقه الذي لم يلمسه وكوبه الفارغ.

أعاد الطبق لمكانه، وغسل كوبه، ثم تحرك يخرج من المطبخ حين أتاه صوت مالك «لا تنس عدسات عينيك»

تمتم عزام بكلمات يستلهم فيها الصبر وهو يدرك أنه كاد ينساها بالفعل، وما إن خطا أول خطوتين للأعلى حتى ظهرت سيرين تفرك عينيها بظهر كفها اليمنى وتمد له بعلبة في الكف الأخرى.

«لا تنس هذه»

تمتمت بنعاس وهي تصل له، ليأخذها منها ثم يفتحها قبل أن يربت على مرفقها معلقًا «عودي للنوم»

أومأت تعود أدراجها، وثبت هو عدستي عينيه، قبل أن يضع العلبة في جيب معطفه ويتحرك نحو الباب هاتفًا «سأغادر، لا تتشاجرا مع بعضكما، ولا تفتعل المشاكل»

||خذلان : نسيجُ وهم||Où les histoires vivent. Découvrez maintenant