55|جاسوس الجزيرة- لعبة|

984 105 430
                                    


أيظلّ المرء مجروحًا طوال عمره؟ ألا توجد تدخّلات؟ نهايات؟ بدايات أُخرى؟ أي نجاة في هذا الطريق؟

اقتباس

_ _ _

26 أكتوبر - السبت
الثالثة مساءً

كل الأصوات توقفت في أذنيه، تجمد تمامًا برهبة، يحدق بعينيها الساكنتين والدموع تغادرهما، والهلع يتجلى بهما بوضوح.

للحظات شعر بها دهرًا قبل أن يشعر بمن يسحبه بعنف ليسقط من على كرسيه جالسًا ثم ينتبه لسواد الذي يشده من كنزته ويصرخ بوجهه خلال الضجة العالية « يجب أن نغادر!»

عادت له أصوات المتراكضين الهلعة، الأطباق تسقط، شظايا الزجاج والمشروبات تفترش الأرض بقذارة، والجميع يتدافع بهمجية، وهو بالكاد يتنفس، اهتزت شفتيه دون أن يصدر صوتًّا، وبالكاد تمتم بذهول وعدم استيعاب «لقد.. ماتت»

«سحقًا»
جاء صوت بهاء ساخطًا وهو يشعر بأن من يركضون في المكان سيدهسونهم هم المحتميين من أي طلقة أخرى مفاجئة بالطاولة التي كانوا يلتفون حولها، قبل أن يمد كفه يجر عزام هامسًا بحدة أمامه والدماء تغطي وجهه وتلوث بياض خصلاته «ألم تر شخصًا يقتل أمامك من قبل أيها الوغد، عد إلى رشدك!»

دفعه بحدة بعد كلماته الساخطة، ثم تحدث لسواد «فقط تحسبًا لأي مصيبة، لنغادر من الباب الخلفي»

أومأ المعني بهدوء، ثم تحركا يخفضان جسديها ويقود سواد عزام المبهوت معه حتى وصلوا للباب الخلفي، أغلقه سواد خلفهم وهو يعتدل واقفًا واستطاع لمح أشخاص بملابس مدنية يدخلون باحثين بشكلٍ محموم ليلتفت لهما ويتحدث مباشرة «يبدو أن هناك من يبحث عنه، لا يجب أن يروننا في مكان واحد، يجب أن نغادر»

هذه المرة تحرك عزام الأول وملامحه المشدودة ما زالت غير مصدقة لما حدث، الأفكار تلعب برأسه، يفكر أنه من المستحيل أن يكون شقيقه من فعل ذلك، هذا خارج عن نطاق استيعابه، و لوهلة تذكر حديث والده عن مالك قبل عدة أيام.

أدرك حينها، أنه حقًّا لا يعرفه.

تحركوا مسرعين للخارج، وسحب عزام هاتفه من جيبه بحدة وخطواته الواسعة تلتهم الأرض أسفله وهم يصلون لخلف المقهى، حيث ظهرت مساحة اسمنتية كبيرة وفارغة، بدا أنها لتوسيع المقهى مستقبلًا.

رفع الهاتف لأذنه، عينيه متسعتين، أنفاسه تتخبط في صدره، وفكه يرتجف بحدة وغضب عارم يسمع رنين الهاتف.

لثوان قبل أن يتوقف مكانه ويتوقف الاثنان قريبًا منه يسمع صوت بهاء باديًا عليه التفكير المحموم «سياراتنا أمام المطعم، أي أفكار؟»

||خذلان : نسيجُ وهم||Where stories live. Discover now