29|ما وراء الحقيقة|

1.4K 119 585
                                    

المشهد الثالث في الفصل خارجٌ عن النطاق المألوف للرواية.

من لم يستطع إنهاءه ففي المشهد الذي يليه تلميح لأهم نقطة في الحوار بين الشخصيتين، وهناك توضيح آخر مفصل في الملاحظة.

من البشع أن أقول استمتعوا، لكن المشهدين الأول والثاني يستحقان، فـ.. استمتعوا! 🙂🔥

_ _ _

في الحقيقة لا شيء على مايرام، كل الأشياء مؤلمة ومكسورة بطريقةٍ ما.

اقتباس

يجلس على الرصيف بجانب سيارته السوداء اللامعة التي عكست طابع المكان المظلم.

مصباح أصفر قديم ذو ضوء باهت ومتردد يشبه ما يوضع في غرف التعذيب قبع أعلى الجدار المتسخ خلفه، يعطي للمكان القذر هيئة بشعة ومخيفة أكثر.

لكن هذا لم يبد أنه يؤثر عليه، وهو يجلس مسترخيًا، وابتسامته العابثة متسعة على وجهه، ذراعه اليمنى متدلية بين قدميه المتباعدتين، والأخرى تحمل هاتفه الذهبي الذي يطرق بحافته على شفته السفلى بخفة، قبل أن تنفجر ضحكته فجأة بصفاقة وجرائة مما جعله يعود للخلف مترنحًا قبل أن يمسح دموع عينيه ويتمتم «يا للقدير!»

تفقد اسمها في قائمة المكالمات، المكالمة التي أنهاها للتو، ثم نهض ينفض بنطاله وهو يتحرك تجاه سيارته يدخلها متمتمًا بتلحين «عزام الذي تعيش سيرين في منزله، محبوبتك لديّ.. أوه! اللعنة عليك!»

هتف منتفضًا مكانه حين جلس على مقعده وهو يرى الهيئة السوداء في الكرسي الخلفي، لتصدح ضحكة الآخر غير قادرٍ على كبحها وهو يتحرك للمقعد الأمامي بجواره، ويسترسل وبهاء يحدجه بغيظ ولسانه لا يتوقف عن الشتم.

«لم أتوقع أن تخاف هكذا، لو علمت لوضعت كاميرا للتسجيل، صحيح! الصندوق الأسود يعمل أليس كذلك!»

قال يمد يده ينزع الذاكرة الصغيرة مستمتعًا، فأنهى بهاء جولة سبابه بحقد «لعين»

«هكذا تستقبلني بعد أسبوع!»
تحدث المنشغل باعتيادية يضع الذاكرة في المكان المخصص لهاتفه، ثم يشغل آخر دقيقة ويهتز ضاحكًا متمتمًا «مقطع القرن»

«بل هكذا تظهر بعد اختفائك كل هذه المدة! تقتحم سيارتي في جنح الظلام!»

استنكر مجيبًا بعلو وغيظ يدير المفاتيح في مكانها ليعلو صوت المحرك، فجاءه التعليق بهدوء «كنتُ منشغلًا ببعض أمور شركات ابن عمي، ثم انظروا من يتحدث عن الاقتحام؟»

||خذلان : نسيجُ وهم||Where stories live. Discover now