07|صديقة- طرف الحقيقة|

1.2K 127 407
                                    

أوقف السيارة في الموقف الخاص بكلية الهندسة وانتظر لتنزل، وعدلت هي شعرها الذي جعلته في ظفيرة طويلة على غير العادة، لتجعلها تتدلى من جانبها أعلى الوشاح الذي يلتف حول عنقها، ثم ثبتت القبعة صوفية مطابقة للون الوشاح الرمادي الفاتح على رأسها.

لم يتحدثا بكلمة منذ مغادرة المقبرة.

برغم المسافة الطويلة التي قادها حتى المنزل لتغير ثيابها ثم نحو الجامعة، إلا أنهما تصرفا ظاهريًا كأن لا شيء حدث.

كان الوضع غريبًا، ومقلقًا، وهذا جعلها تزفر تسند ظهرها، ثم تحدثت فجأة «يبدو أن رهف لا تعلم»

التفت لها على إثر حديثها وتقابلت عيناهما بصمت للحظة، قبل أن يحدق أمامه معلقًا «سنتحدث لاحقًا»

«لا، لن نتحدث في الأمر أساسًا» قاطعَته بسرعة وحدة، وعاد يلتفت لها لتسترسل «رهف لا شأن لها يا ياسين، ويبدو أنها لا تعلم حقًّا»

«أريج أنتِ تتحدثين عن ابنة عدو عائلتنا الأكبر، هل تستوعبين!»

«هذا كان في الماضي! نحن نعيش حياة جديدة الآن! تحت نظام آخر»

«هل أنتِ من تقولين هذا؟ »

سأل بغضب واستخفاف خلال جدالهما، وحدقت به بعدم تصديق قبل أن تستنكر «هل تعايُرني؟»

«لا! لكنك تتعايشين مع المواقف التي تنال استحسانك وتغرقين في الأخرى بمزاجية بحتة!»

«إنها ليست مزاجية، الأمران لا يتشابهان ومقارنتك غبية»

«أنا مقارنتي غبية!»

«أنا لا أرى أحدًا غيرك هنا!»

«أريج، لا تزعجيني، وأمر رهف منته، ابتعدي عنها»

«إنها صديقتي، ولا علاقة لك»

«اقترابك منها يعني اقترابك من أخيها الوغد!»

«هذا لن يحدث، ولا أستطيع قطع علاقتي بصديقتي بسبب ماض والدها وأخيها!»

تعالى صوت جدالهما، وانتهى الأمر بتبادلهما نظرات حنقة وغاضبة، انتهت بخروجها مغلقة باب السيارة بقوة وعصبية، مما جعله يهتف بغضب من الداخل وهو يراقبها تتحرك من أمامها نحو صرح الكلية.

كل شيء اجتمع عليها في لحظة، بدايةً من مالك ونهاية بصدمة اليوم، وهذا يجعلها تشعر بالغضب.. وجدًّا.

||خذلان : نسيجُ وهم||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن