Part 29 مَلِكُ الْجَحِيم

ابدأ من البداية
                                    

كانت آخر كلمات و آخر نظرة رآها لنايت..وبعدها فقط غادر تاركا إياه هناك وسط طرقات إيطاليا...فقط لوحده في تلك السن..قد يبدو الأمر قاسيا لكن بالنسبة لنيكولاي سيظل دوما ممتنا له....

حتى بخصوص مناداته له بأورلوف....كان أمرا يقدره له....فالآيفا حرصت دوما على جعلهم بدون هوية...محي ألقابهم الحقيقية....لكن وولف الآن كان يناديه به ضاربا بالآيفا و قوانينها عرض الحائط....كأنه يصر على جعله ينسى الآيفا و يتذكر هويته حتى في أبسط حوار بينهما....

احترامه له يزيد دوما وهو أمر لا يمكن إنكاره...

لذا فقد قال له بهدوء مجيبا على آخر ما قاله :

" أعلم زعيم...لكن لما الآن بالذات كسرت أنت قاعدتك..."

ومع كلمته الأخيرة أطفأ وولف سيجارته نافثا آخر دخان استنشقه ثم نظر له وأجاب بنفس النبرة الباردة :

" لأنك ستساعدني فيما سأفعله...أنا فقط كنت أنتظر اللحظة المناسبة حين يكون كل شيئ جاهزا ...."

قضب نيكولاي جبينه هذه المرة لسببين....أولا أن وولف يريد مساعدته...ومن الواضح في ماذا...وهذا غريب وغير مفهوم ...ثانيا كيف علم أنه بالفعل يعلم بفتح الآيفا فهو لا يعتقد أن الزعيمة خاطرت و أخبرته بالحقيقة...ولو فعلت لأخبرته حتما....أليس كذلك؟...

ولأن وولف قرأ التساءل على ملامحه مرر ابهامه على فكه بكل بطئ ثم قال له بهدوء هذه المرة :

"نيكولاي أورلوف...الرقم :207..... السن الحالي:11 سنة ...سن الانضمام :تسع سنوات ..... الإنجاز: سنتين من التدريب في المرحلة الأولى... التقييم :علامات كاملة.... المميزات : متفوق في علم الإلكترونيات...البصريات و السمعيات...التصنيف : ثاني أعلى مخترق ترتيبا في الآيفا...النتيجة : جاهز للانتقال للمرحلة الثانية...."

صمت وولف لثوان وهو يلاحظ التفاجئ على ملامح نيكولاي وبعدها أضاف بنفس النبرة :

" هذا كان ما قرأته في آخر تقييم أخضعوك له هناك عندما كانوا يريدون رفعك للمرحلة الثانية...طبعا قبل أن أدمر أنا كل شيئ... "

ظل نيكولاي ينظر له بنفس الطريقة التي تدل على تفاجئه من معرفته و تذكره لكل هذا ...بل كيف استطاع حينها و قبل سبعة عشر سنة الإطلاع على أمر سري كهذا في الآيفا....هذا مستحيل... ملفات التقييم كانت سرية حتى نيكولاي لم يستطع اختراقها...

وحينها أخرجه وولف من شروده حين استقام متوجها للطاولة الزجاجية المرتفعة بجانب التلفاز و التي كانت تضم الكثير من قارورات الشراب ...فظل يتفقدها لثوان و يقرأ سنة الصنع و بلد المنتج لكل قارورة....حتى توقف في الأخير على واحدة فحملها وحمل معها كأسين مستديري الشكل و عاد متوجها لمكانه ...

كل هذا و نيكولاي يراقبه و يراقب البرود و الهدوء حوله ليس و كأن كل هاته المشاكل تحدث ....لوهلة كان يبدو غير مبالي....غير مهتم....كأن عقله في مكان وفمه يتلو حقائق عادية...

عاشقة في الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن