Part 20 شبح الماضي

Comenzar desde el principio
                                    

وما أغضبه أنه حقا ولوهلة أوشك أن ينسى....هاته الأيام الأخيرة قضاها بسلاسة غير معتادة...لم يشعر بالفراغ لوهلة..لوهلة فقط.....وكل هذا بسببها...مارينا....

لقد بعثرت عقله...هو الذي كان دوما متماسكا....كيف لها أن تفعل هذا...كيف ؟!....لقد كان يعلم انها صارت خطرا عليه....لكن آنجل أمر سيظل دوما في حياته....لهذا هو غاضب...غاضب من نفسه ومنها....لم يجدر به أن يسمح لنفسه بالانجراف....لم يجدر به ان يسقط حصونه أمامها......فالنتيجة كارثية...لقد أوشك على نسيان آنجل...تبا..

وعند هذه الفكرة توجه وولف نحو  علبة سجائره وأخرج سيجارة.. أشعلها...و سحب منها بقوة لعل بعضا من غضبه يقل....لعل هذا السم يخفف من سوداوية أفكاره....

وأفكاره هذه تتضمن الابتعاد تماما عن شخص معين....

القدر مجددا....أحدهما حزين معتقدا أن الآخر لا يفكر به....بينما الآخر غاضب لتفكيره بمن لا يجدر به ذلك.....

❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄

كان الصباح في اسبانيا هادئا جدا بعد ليلة ممطرة وعاصفة...الطرقات كانت مبللة وكذلك الأشجار والنباتات مع لفحة هواء باردة و خفيفة....على عكس السماء التي كانت صافية والشمس مشرقة مناقضة تماما لهذا الوقت من السنة...

في تلك  الأثناء كانت مارينا تجلس على حافة سريرها وهي ترتدي كعبها  بفكر شارد وبتقضيبة صغيرة بين حاجبيها...وعندما أنهت حملت حقيبتها ومعطفها الخفيف ثم وضعته على كتفيها...فرغم ان الجو مشمس لكن هناك احتمال تقلب الجو كونهم في بداية الخريف....

وبهدوء تقدمت نحو الباب وفتحته لتجد أن وولف وفي نفس تلك اللحظة كذلك فتح بابه وخرج وما أن وقعت أعينه الزرقاء الباردة عليها حتى توقف مكانه...ولأنها تفهمه كثيرا...فقد علمت من نظرة عينيه أن هناك شيئا قد تغير...شيئا ما داخل زرقاوتيه جعل قلبها يخفق بقوة خوفا هذه المرة....

لذا اكتفى كل واحد منهما بالوقوف مكانه و التحديق ببعضهما...لا هي نطقت ولا هو فعل....أعينها كانت هادئة مترقبة وأعينه باردة خاوية....لكن داخله كان يعلم انها لاحظت فرقا فيه....فهي ما أن رأته حتى لمعت أعينها بفهم سريع...ورغم ان هذا دوما يدهشه الا انه الآن اغضبه...فهو مجددا يرفض الانسحاب لهاته الدوامة...  وهي لا تكف عن سحبه....

لذا فقد أغلق باب غرفته دون أن يزيح أعينه عنها  ثم و بهدوء انسحب من المكان دون اي كلمة بينما مارينا فقد تنهدت بخفة مع لمحة حزن في عينيها لتجاهله اياها... ولحقت به مبقية على مسافة كبيرة بينهما لكن تكفيها لتحظى بدقائق من مراقبته ولو من الخلف....  عندما وصل وولف للطابق الثاني توجه مباشرة نحو باب مكتب العائلة   بينما هي اخفت أي ملامح  حب من وجهها و واصلت نزولها للأسفل ثم دخلت  قاعة الطعام اين يجتمع الكل.....

عاشقة في الظلامDonde viven las historias. Descúbrelo ahora