Part 20 شبح الماضي

Comenzar desde el principio
                                    

تعلمون ؟؟ في بعض الأحيان يكون الإنسان أعمى.. لا يرى العديد من الأمور حوله...ولا يدرك قيمة العديد من الأمور الأخرى..  لأنه لو فعل لما وُجد الندم.....فأحيانا هناك أشخاص يشعرون بك من نبرة صوتك...من نظرة عينيك...من كلمة كتبتها او قلتها...وحتى من ضحكة فلتت من بين شفاهك.....أولئك ذوي القلوب المميزة لا يجب ان تخسرهم...لكن ومجددا لأن الإنسان لا ينتبه للتفاصيل الصغيرة هذه فهو قد يخسرهم بصورة أو بأخرى...لذا كل ما عليكم فعله هو أن تنظروا...أنظروا جيدا حولكم...انظروا للأمور الصغيرة التي قد تصنع فارقا كبيرا وحينها من يعلم... ربما تتغير حياتكم....

مارينا كانت هكذا....كانت ذلك القلب المميز في حياة وولف المظلمة...لكن ولأنه كان منشغلا  بالسواد حوله....أعينه لم تراها... وفي حالته هذه يجب عليه أن يختار حقا.....ما بين الغرق في ظلماته...او النجاة بين  يديها.....وهذا ليس بالقرار السهل بتاتا؟!

خرجت مارينا من تحديقها فيه عندما أبعد يديه عن وجهه  ونهض من مكانه فجأة ... ملامحه وتعابير وجهه لم تتبين لها....لكن الشيئ الأكيد هو انه كان شاردا وغير منتبه بتاتا وذلك كان واضح من الطريقة التي كان يمشي بها متوجها نحو تلك المنضدة بجانب سريره...لقد كان يبدو تائها وهذا لم يحدث من قبل...فهو مهما كان منشغلا الا ان تركيزه دوما ما يكون في قمته....لكن الآن كان كمن غرق في عالم آخر.. وهذا جعل قلبها ينقبض أكثر.....

وفجأة لا حظت وولف يتوقف ويمد يده ليحمل  إطار صورة ما...ورغم ان أعينها لم ترى لكن قلبها كان متأكدا لمن تعود....

آنجل...كيف لها أن تنسى ؟..... الوحيدة التي ستجعل وولف سييرا ضائعا ومشتتا هكذا هي آنجل....ربما لهذا قلبها أنبأها.....ألم وولف الأكبر مصدره واحد وهذا لم يكن يجب أن تنساه بتاتا.... 

لذا وبلمحة حزن وانكسار بين عينيها شدت خصلات شعرها للخلف وانسحبت من مكانها......بفكرة واحدة في رأسها..وهي ان وولف يتألم مجددا بسبب حبه لآنجل....وها هي  تعود لنقطة الصفر....

لكن تبا كم كانت مخطأة.....

❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄

في تلك الأثناء...أعاد وولف الإطار مكانه و شد خصلات شعره الأسود للخلف بغضب...لقد كان يشعر بالغضب من نفسه....لقد كان كمن كان في دوامة والآن فقط خرج منها....

هذه أول مرة يرى آنجل في أحلامه منذ وفاتها....لقد رآها...وهذا هزه بقوة.....كانت جميلة كالعادة وهي ترتدي فستانها الأبيض وخصلات شعرها الأشقر تتطاير بفعل الرياح...لكن ليس هذا ما أخافه....لقد كان وداعها.... كانت تضحك وهي تلوح له مبتعدة كانها آخر مرة ستزوره في منامه....وهذا كان بمثابة إعادة إحياء ليوم  مماتها....عندما كان يراقب جثمانها ينزل تحت الأرض والتراب يُردُّ على تابوتها.....لقد شعر بنفس ذلك الفقدان والخسارة.....الضياع أقرب وصف لحالته.........يبدو أن النسيان متعة لن يحضى بها بتاتا...فهو لا يزال يتذكر كل لحظة من ذلك اليوم الأسود.....

عاشقة في الظلامDonde viven las historias. Descúbrelo ahora