Part 20 شبح الماضي

317K 14.2K 12.6K
                                    


لا تكن بلا حب كي لا تشعر بأنك ميّتٌ....

مت في الحب وابقى حيا للأبد.....

........................................................................................

استيقظت مارينا من نومها فجأة وشعرت بنبضات قلبها تتزايد لذا سارعت ووضعت يدها مكان قلبها وظهر الخوف على وجهها....

يا الهي..هذا  يحدث من جديد....بالتأكيد شيء سيئ يحدث مع وولف...ففي كل مرة   يتألم وولف او يواجه خطرا ما  ينقبض قلبها...... حدسها في هذا الموضوع دوما صائب... لسبب غريب ولامنطقي....

يُقال أنك تصل لأعلى درجات الحب عندما تبدأ الشعور بمن تحب اذا أصابه سوء....قد يبدو الأمر خياليا...لا معقولا وضربا من المستحيل....لكننا لا نشك أبدا في الأمومة أليس كذلك ؟!... ذلك الشعور الفطري الذي يخالج الأم حين تشعر بأن أحد أبناءها قد يكون في خطر او في مصيبة....وحتى هذا غير منطقي..لكننا لا نشكك به اطلاقا...وكذلك حبها ...
هي تحبه كانها امه....وتشعر بأنه أمانُها وكأنه والدها....تناقض نوعا ما..لكن ان لم يكن حبا فلا اعلم ما هو ؟!....

أبعدت مارينا الغطاء عنها ونهضت من مكانها وهي تشد خصلات شعرها للخلف... المطر كان يتساقط بغزارة في هذه الليلة الحالكة...وكأن السماء أيضا تعلم بأن قلبها غير مطمئن..وان شيئا  سيئا قادم....الرياح كانت تعصف بقوة كما كان قلبها يضرب بقوة داخل قفصها الصدري...

هي لا تستطيع البقاء هكذا دون ان تتأكد من  سلامته...لذا بحثت بأعينها عن هاتفها حتى وجدته..فسارعت لتتفقده لكنها لم تجد  اي رسائل تخص وولف....لذا دون تردد اتصلت على رقم احد الرجال المكلفين بمراقبة وولف منذ أكثر من عشر سنوات...ورغم ان الوقت كان جد متأخر لكنه أجاب بعد ثواني فقط وبصوت هادئ وجدي قال :

" نعم سيدتي.."

وهنا قالت مارينا مباشرة وبصوت بارد  :

" ما الذي حدث ؟!"

" لم يحدث شيء سيدتي..السيد وولف لم يخرج من القصر بتاتا....فهو منذ عودته مساءا لم يغادر...."

صمتت مارينا لثواني وهي لا تزال تضع يدها على قلبها الذي كان يخفق بسرعة بينما عقلها كان مزدحما بعدة أفكار.....هي متأكدة أن حدسها صحيح و لم يخطأ يوما...لكن إن كان وولف لا يزال في القصر  فهل هذا يعني ان ما أصابه قد أصابه هنا ؟!.... وعند هذه الفكرة سارعت بغلق المكالمة ورمي الهاتف على السرير دون ان تجيب الرجل حتى...ثم حملت وشاحها ووضعته على كتفيها وخرجت من غرفتها عازمة على التوجه نحو غرفة المراقبة والتأكد من  الكاميرات لكن ما أن رأت باب غرفة وولف مفتوحا حتى توقفت أدراجها فجأة وقضبت جبينها....وبكل هدوء وخفة تقدمت لتلقي نظرة دون أن يشعر بها...

وحينها وجدت وولف يجلس على حافة سريره ويمسك رأسه بين يديه بقوة وهو  عاري الصدر رغم برودة الجو قليلا.....لكن ما جعلها تزداد قلقا هو انها ورغم الظلام في الغرفة الا انها لمحت قطرات من العرق تتصبب منه....هل يُعقل أنه رأى كابوسا ؟؟؟...ام هل هو مريض؟!... يا الهي هي حتى لم تعرف ما الذي يجب ان تفعله....لذا اكتفت بمراقبته منتظرة ان يقوم بأي ردة فعل لتعرف ما به...لكنه لم يتحرك...لقد ظلت متصنمة مكانها بقلب خائف وهي تراقبه لأكثر من ساعة...بينما هو لا يزال منحني الرأس وفي حالته الغريبة تلك غارقا  في أفكاره...

عاشقة في الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن