Part 5 دمعة الحب

Start from the beginning
                                    

هي تعلم أن لا أحد قادر على إيذائه....هو أقوى منهم جميعا....لو لم يكن كذلك لما ارتعب أعتى الرجال عند ذكر إسمه....هو الوحش كما يطلقون عليه....

لكن ما يضايقها هو عدم إطلاعها بهذا....هي لا تحب أن لا تعلم بشيئ يخصه...تشعر أنها فقدت جزءا منها إن لم تعلم ما يدور حوله دوما....الأمر صعب وغير قابل للفهم أو الشرح وغير عقلاني.....لكن منذ متى العشق عقلاني...؟!

قاطع تفكيرها صوت آرثر موجها حديثه لوولف :

" هل سمعت بما حدث قبل ساعتين ؟!"

وضع وولف شوكته جانبا ثم قال بهدوء :

" بخصوص ماذا ؟!"

أرثر بنفس النبرة :

" الروي.."

تجمدت مارينا في مكانها عند سماعها لهذا...لكنها بعد ثواني تماسكت وادعت عدم الفهم مواصلة تناول طعامها لكن أذنها لا زالت تستمع....

شرب وولف من كأسه بهدوء وأجاب باختصار :

" أجل سمعت ما حدث.."

أضاف آرثر بنبرة مستغربة وهو يضع يده تحت ذقنه بتفكير :

" ولكن لما تعتقد أنه فعلها ؟!...أعني لما سيسطو على سلعة عميل لديه بينما كان بإمكانه عقد صفقة معه...هل الأمر متعلق بالمال ؟!.."

مرر وولف إبهامه ببطئ على فكه....كما يفعل دوما عندما يفكر فحدقت به مارينا دون أن ترمش ولو لربع ثانية....هي لا تمل ولن تمل أبدا من التحديق به ولو قضت حياتها تفعل ذلك....

بينما وولف حول نظره لوالده فجأة وقال بهدوء :

"لا أعتقد ذلك....هو يملك مالا كافيا لشراء عشرة أضعاف تلك الأسلحة....لكنه رغم ذلك أصر على شرائها....مما يعني أنه يريدها هي بالتحديد لسبب معين....أما فيما يخص سطوه عليها لاحقا فهذا يعني أن سيرجيو إما رفض بيعها وهذا أمر مستبعد...أو أنه وضع شروطا لم تلائم الروي..."

حرك آرثر رأسه بموافقة على كلام إبنه الذي دائما ما تكون إستنتاجاته أقرب للواقع...بينما مارينا مسحت شفاهها بالمنديل مخفية ابتساماتها خلفه....هي لم تشك يوما في ذكاء وولف...لهذا هي تخبرهم دوما أنه الأفضل....وهذا صحيح...فهي عندما ترى كيف يعمل وكيف ينظم أعماله الغير قانونية ويخطط لها باحترافية...تُدهش....

لكن  يا ترى كيف ستكون ردة فعلهم ان علموا ان الروي بشحمه ولحمه يجلس معه ؟!...

نطقت مِيا والدة وولف موجهة كلامها لمارينا :

" لما توقفتِ عن تناول الطعام عزيزتي...ألم يعجبك ؟!..هل أطلب منهم تحضير شيئ آخر لكي ؟!"

نفت مارينا برأسها وردت بابتسامة هادئة :

" لا..لا...أنا شبعت...شكرا لكي..."

ردت مِيا بلطف :

" هل أنتِ متأكدة ؟!.."

عاشقة في الظلامWhere stories live. Discover now