Part 1 : رُويْ (Roy)

ابدأ من البداية
                                    

دقائق هو ما استغرقه الأمر لتصل للطابق السفلي ناوية التوجه لغرفة الإستقبال الفخمة  المخصصة لإستقبال الضيوف المهمين ...و التي يستخدمها والدها لشرب القهوة صباحا و قراءة الصحف اليومية ...

و بالفعل هو ما كان يحدث...

جلس مايكل باربوزا  بهدوء يرتدي بذلته الزرقاء و يحمل الجريدة بين يديه  يقرأها بينما الخادمة بجانبه تسكب له القهوة في فنجانه ..

ثوان من تصفح المقالات حتى تسللت إبتسامة لشفتيه و لمعت أعينه بفهم عندما وقعت أنظاره على الخبر الذي يحتل قلب الصحف ..فمرت اعينه على كلمات المقال الذي توسط الصفحة الثانية :

" مجددا...شهدت روسيا ليلة أمس على ضربات عديدة موجهة للعصابات في أنحاء موسكو....راح ضحيتها الكثير من القتلى....و تفيد السلطات بتصريح من رئيس الشرطة بأن كل الأصابع مجددا موجهة نحو _ الرؤوس _ التي ظلت تحكم الجريمة في روسيا  لسنوات عديدة و جرائم تجعلالكثيرين مطلوبين دوليا .....كما و قد أفاد شهود  من العصابات تم إلقاء القبض عليهم أن السبب في هذا هو أن هناك  تعديلات ستحدث على عناصر من المافيا...من و كيف ؟ السؤال يبقى مطروحا....هل هذا يعني أن الجريمة في روسيا على وشك الإنقلاب ؟ أم هذا يتنبأ بقدوم تمردات على من يسيرون  المافيا ؟ ما هو مصير روسيا وأين هو القانون ؟......."

أنهي مايكل قراءة المقال يهز رأسه قليلا كشخص تعود على هذا و لا شيء غريب هنا لذا سرعان توجهت أنظاره لأخبار أخرى تخص السوق الإقتصادية فتابعها بتركيز و هو يحتسي من فنجان قهوته بهدوء و صمت...

قطع عليه ذلك صوت كعب وصل لمسامعه بنفس الخطوات المعتادة التي جعلته يتيقن من هوية صاحبها و يرفع رأسه ناظرا في ذلك الإتجاه يلاحظ مارينا إبنته تتقدم منه بابتسامة هادئة على ملامحها الجميلة و شعرها الناري الطويل مموج حولها مانحا لمعة مميزة لأعينها العسلية...

مرت مارينا على الأريكة خلف والدها فقط لتنحني تضع قبلة على وجنته قبل أن تذهب و تجلس عند أقرب مكان منه  تخبره :

" صباح الخير أبي....لستَ معتادا على قطع تمريناتي لذا آمل أنك بخير.."

ابتسم مايكل يجعل تجاهيد صغيرة تزين جوانب أعينه ثم وضع صحيفته جانبا يكتفي بقهوته يجيبها :

"لأنني مضطر للمغادرة بعد قليل أحتاج لأتحدث معك الآن دون تأخير فقد لل نلتقي حتى الليل حينما اعود و الأمر لا يقبل التأجيل..."

وضعت مارينا يدها على حافة الأريكة أين بدأت بطرق أصابعها بخفة و شيء في أعينها الهادئة انعكس على نبرتها حين قالت  :

" لا يقبل التأجيل ؟.. هذا أمر جدي إذن..."

" بالغ الجدية أجل..."

قضبت مارينا جبينها على هذا...

فهي و والدها يعملان سويا...قد لا يغادرا المنزل في نفس الوقت و لا ينجزا نفس العمل و الصفقات لكنهما يلتقيان في العمل كل يوم...تفضيله التحدث عن هذا الآن دون أي وقت تعني أن الأمر شخصي و يحمل خصوصية  ...

عاشقة في الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن