اسكريبت (٣٢) "هدير هاشم"

462 22 0
                                    

-عارفة دي المرة الكام!
رديت باستسلام:
- عارفة.
ردت بعصبية خفيفة:
- وراضية ليه؟ انا مش فاهمة انتي ازاي موافقة على كده!
- عُدي مش فاهم نفسه يا جميلة.
- ‏وانتي بقا اللي هتفهميه نفسه.
- ‏بحاول.
- ‏وبتفشلي...
- ‏مش عايزة احس اني سيبته في عز ما هو محتاجني.
- ‏فوقي يا تاج عُدي اللي سابك، غير أن مش منطقي انك تدخلي علاقة تكوني طرف لترميم شخص تاني!

سكت وحاولت أغير الموضوع، علشان عارفة رأيها ورغم أنه حقيقي، يتصدق، بس أنا مش عايزة أصدقه.

عدي ضايع بين نفسه، مش مبرر إنه يرميني وقت ما يزهق ويرجعلي وقت ما يشتاق، بس اللي بيحب بيتحمل.

- مبرراتك ضعيفة.
- ‏الحُب ضعيف؟
- ‏الحب بيضعف، افتكري نفسك لما بتقفي قدام أي حد في علاقة بتأذيه.
- ‏بس أنا مش قوية كده.
ردت بعصبية:
- تاج آدم طلب نفسخ الخطوبة وعايز شبكته مني.
اتحولت فجأة ورديت بمنطق:
- اديهاله، مش هتجبريه يكمل معاكي وهو مش عايز، المشاعر بالذات مينفعش يبقى فيها ضغط.
بصيتلي بهدوء:
- يعني لسه فيكي شوية عقل!
- ‏ليكم مش ليا، الحب مفيهوش ترتيبات.
- ‏الريد فلاج بترقصلك!
- ‏انا بحب الرقص.
- ‏يا تاج صدقيني هشتمك بأهلك.

ضحكت وغيرت الموضوع، أصل هنوصل لفين! المفروض جميلة تدعمني، فاهمة أنها مش عايزاني أتوجع، بس مفيش حب مفيهوش وجع، وكل حاجة ليها ضريبة.

- خلصي اللي بتعمليه وتعالي احكيلك يومي.
ابتسمت بهدوء وسيبت اللي في أيدي:
- معاك...
- ‏النهاردة كان يوم طويل أوي، حصل حاجات كتير فيه، كان في حاجات كتير متأخرة في الشغل خلصتها وحسيت أن طاقتي خلصت، نزلت اتغديت كده وقابلت أصحابي، شدينا سوا بسبب الماتش، وحشتيني يا تاج.
فرحت، ونسيت كل اللي حصل منه:
- وأنت كمان يا عُدي، كمل طيب...
- ‏بعدها رجعت البيت فضلت شوية بحاول أرتاح بس حسيت في حاجة ناقصة قولت أكلمك...
سمعت صوته بيجري:
- في ايه!
- ‏الفون كان هيفصل قولت الحقه.
ضحكت:
- طب كمل...

فصلنا نتكلم لحد الفجر، وده شيء أنا بفتقده كل فترة، عُدي مش متاح طول الوقت، مش متاح ليا أصلا، رغم أنه حاول علشاني كتير، كلم والدتي واتحمل منها كلام صعب، وعدها أنه ميكلمنيش بس اتكلمنا، هو تفكيره كده، ومشاعره مش منتظمة، وانا واجبي أتحمل.

- واجبك؟ من أمتى؟ الإرتباط أقوى وأوثق من العك ده!
- ‏المرة دي عُدي راجع متغير، راجع مختلف وبيحبني اكتر.
- ‏دي المرة الكام؟
بصيتلها بعتاب:
- مش مهم العدد المهم أنه بيرجع.
ردت بقلة حيلة:
- كان عندك حق لما قولتي حبك وحش.
‏ابتسمت بحزن:
‏- حبي قوي، وبُعدي...
قاطعتني:
- اسكتي، بُعد ايه ده عامل كرامتك جزّامة!

مش طبيعي اناقض نفسي، لأن الحب أصله الكرامة، تحافظ عليا وتحترمني، تحتويني وتقدرني، وفوق كل ده تحبني.

بس أنا بضعف لما بحب، مبشوفش نفسي ومببقاش متوازنة، يمكن زمان كنت أقدر أقول لا وأبعد، إنما دلوقت مش عارفة أعمل ده.

اسكريبتات Donde viven las historias. Descúbrelo ahora