اسكريبت (٦١) "رحمه طارق"

1K 55 0
                                    

- استنى، أنتِ بتعملى أية؟
كنت قاعدة علي سور سطح العمارة، كنت هادية وبمرجح رجليا فى الهوا برقة، لحد ما سمعت صوت ورايا بيصرخ، محاولتش الف، أنا مش خايفة اقع بس مش قاعدة هنا علشان اموت يعني، أنا بس حبيت اعمل كدا، زي حاجات كتير كان نفسها احققها ومعرفتش، زي حاجات وقعت منى وملحقتهاش، زى دنيا عشت فيها بالطول والعرض وخدت منى كتير لحد ما بقيت فاضية، ارق من ريشة في الهوا.

- انت بتكلمنى؟
نبرة صوتى الهادية خليته يسكت، كنت عارفة أنه ساكت ومستغرب هدوئى لحد ما قال.
– انتِ، أنتِ قاعدة كدا لية؟
ابتسمت وانا عارفة أنه مش هيشوف ابتسامتى
– الجو حلو، ما تيجى تقعد.
– اقعد! أنتِ مجنونة؟

ضحكت ونزلت من على السور فشوفته، أنا قلقان ومستغرب
- والله كان بودى اتخانق معاك بس انت مقولتش شيء جديد، أنا عارفة دا، بعد اذنك.
جيت أمشى فوقف قدامى وقال
- لية عملتى كدا؟

كنت عارفاه، جارى الجديد، الوحيد الي في حاله في العمارة كلها، كنت عارفة اسمه وبشوفه صدف علي السلم ومفيش بينا غير سلام ربنا، لأول مرة اشوف ملامحه عن قريب، شكله حلو وطريقة كلامه هادية، كان له كاريزما خلتنى ابتسم فقال:
- أية بيضحك؟
- اصل لما ميبقاش ليك في الدنيا حاجة تخاف عليها مش هتخاف علي عمرك، مش هتخاف من الموت، مش هتخاف تقف علي سور، الموت هيبعد عنك، الموت مبياخدش الأقوى منه، خليك عارف دا، طول ما انت قريب، طول ماهو بعيد وناسيك، فليه أخاف؟
- واهلك؟ مش خايفة لتسبيهم؟
- ماتوا.
هز رأسه بأسف وقال - زيي يعني.

سكت وسندت بظهرى علي السور فوقف جنبى وسند ظهره لما ما قال - ما تيجى نقعد علي السور؟
- وإن الموت قرب منك؟
- مش هيعرف، ملناش حاجة في الدنيا نخاف عليها.

سكت شوية فبصتله وفي اللحظة دى قلبي دق من جديد
فابتسمت - يمكن أنا بقي ليا دلوقتي، بقي ليا حاجة اخاف عليها وتخاف عليا.
- أية هى؟
- انت ناوى تطلع علي السطح تاني؟
ابتسم - يمكن لية لا؟
ضحكت وبصيت لبعيد - يبقي بكرا الأيام تعرفك. 💙

#رحمة_طارق

اسكريبتات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن