اسكريبت (٥) "هدير هاشم"

565 43 0
                                    

- عايز مربية لبنته يعني!
- لأ انتي فاهمة المو..
-مفيش مشكلة أنا موافقة.
-تاج!
-‏ قولتلكم موافقة.

كنت قاعدة في البلكونة بتابع سير النجوم، الحياة دايمًا مش مفهومة، قاسية وغير عادلة بالمرة، وعلشان أنا صغيرة عليها هي أقوى مني.

بس أنا مبحاربش، الحرب مع الدنيا حرب خسرانة، أنا بحاول استمتع بكل لحظة بهدوء، بطريقتي.

- اتقابلتوا؟
- ‏قعدنا عادي مع بعض.
- ‏اتفقتوا يعني في الكلام!
بصيت لها بملل:
- قولي على طول اللي عايزاه.
- ‏اتفقتوا على إيه!
- عادي هو عايز حد ياخد باله من بنته وأنا وافقت، مفيش فرح ولا في فستان ولا العك ده، هنكتب الكتاب على يوم الخميس وهروح معاه وبس.
بصتلي بصدمة:
- نعم؟ وأهلك وافقوا؟
اتعدلت:
- مفيش مجال للرفض، أنا موافقة.
سألتني بحيرة:
- مهو ده الغريب، وافقتي ليه!

مش قولت الحياة قاسية، مش عليا لوحدي، ولا على كُل الناس، بس هي متقسمة وكل واحد بياخد قسمته، وأنا قسمتي ناقصة دفا.

أنا الأحن عليا، أنا الأقوى ليا، اتعودت على كده طول عمري، ومفيش مانع إني أعلم ده لبنته.

الوضع مش هيكون صعب، بالعكس أنا حابه الفكرة، تجربة لطيفة.

- كان ممكن يجيبلها بيبي سيتر.
رديت وأنا بعدل الطرحة:
- ‏ابقي اسأليه.
- ‏انتي جايبة برودك ده منين؟
- ‏نهاد مش عايزة أتكلم في حاجة.
وقفت قدامي:
- قسوتك المرة دي وعِنادك أنتي بس اللي هتدفعي تمنهم.
ابتسمت وأنا بلف ليها:
- اقفلي الفستان خلاصي يلا علشان الحق اخلص منكم.
حضنتني بعدها:
- تخلصي منهم إنما عمرك ما هتخلصي مني.

الجو مُريب، هو كان صبور وملامحه هادية، فيها حُزن بعيد، أنا شوفته ومتكلمتش.

بعد مباركات الجميع وصلنا البيت، مكنتش خايفة بس كنت مش فاهمة أنا بعمل إيه هنا؟
هو طبيعي في يوم وليلة كل حاجة تتغير كده!
أنا الطفلة مسؤولة عن طفلة؟

لفيت على صوت حمحمة منه، بصيتله بإستفهام:
- دي أوضة تبارك، هي عندها 5 سنين، ودي اوضتك أو لو حابة تفضلي معاها مفيش أي مانع اللي تحبيه ويريحك.
مسح وشه وكمل:
- الآوضة اللي في آخر الممر دي بتاعتي، وأنا بحب كل حاجة زي ما هي كده أتمنى يعني متغيريش حاجات كتير.
اتنهد:
- أنا مش هزعجك متقلقيش، تقدري تكملي حياتك زي ما كانت بس ياريت بس تبارك...
قاطعته بابتسامة:
- مفيش مشكلة يا أستاذ عُدي.

بنته رقيقة، اكيد شبه مامتها، عيونها كانت خضرا زي الزيتون، وضحكتها صوتها زي أنغام العصافير، وريحتها تحبب الإنسان في الحياة.

كنت بقوم كل يوم أفطر وأفضل معاها لحد ما هو يرجع، وخدت إجازة من الشغل لحد ما اتأقلم على الروتين الجديد.

هو كان ضيف خفيف، بيظهر كل يوم بالليل ويطلب يطمن عليها ويديها من يومه كام ساعة ويرجع يختفي تاني في اوضته.

اسكريبتات Where stories live. Discover now