اسكريبت (٤٤) "رحمه طارق"

571 40 0
                                    

- هقع علي وشي والله هقع
- اثبتي بقي
- كان لازم زفتة بكعب
- انتي الي اوزعة نعملك أية!
- بالله روحوني أنا لسه صغيرة وكار الجواز دا مش بتاعي
- هتفضحينا اسكتي بقي
- يا دنيا.. يا ساتر يارب أية الي جاي علينا دا!
كتمت ضحكتها وانا بصيت في الأرض بدوس علي سناني، لقيت وقف جنبي ومسك ايدي، اهو يارب أنا كنت خايفة اتجوز علشان ماسكة الايد دي.
- ممكن تسيب ايدي؟
ابتسم - لية؟
- ايدك خشنة
- نعم!
- قصدي بتوتر يعني، خليني علي طبيعتي وسيبها
مسكها أكتر - اتوتري
- هبوظ الدنيا
- هصلح وراكي
- ممكن أعيط؟
- الدموع بتغسل العين
- بتغسل العين؟ اتعملتها في انهي كُتاب دي! يا ماما دا مش مثقف تعالي خديني.
مسكت الفستان ودخلت الشقة، امم مش وحشة ومش حلوة برضو، أنا كنت عاوزة ماكنة قهوة.. بييي اهي هناك اهي، طب فين المكتبة أنا متجوزش من غير مكتبة و.. ياقلبي !!
- دا بجد !
وقفت قدام مكتبة كبيرة مليانة كتب وروايات، مش مستعوبة، ازاي قدر يعملها!
- أنت عرفت منين الكتب الي بحبها؟
- العصفورة قالتلي
- يا ولا!
انا اتجوزت زين بناءًا علي رغبة بابا، هو ابن عمي وعارفين بعض يمكن بشكل كافي، خلاص هلاقي زيه فين يعني!
لكن مشاعري، طب أنا عاوزة أية؟ طب مش يمكن شايفاه اخ، وللحق أني ملحقتش اشوفه اخ لانه بيظهر في حياتي مرتين تلاتة بالكتير في السنة.
كل حاجة عدت بسرعة وبقيت في بيته، أنا فاكرة أن مرة قريت جملة في كتاب قديم « لا تُفقد السماء صوتك »
يومها قومت صليت ودعيت كتير أن ربنا يجبرني ومن ساعتها وانا سايبة كل حاجة تمشي زي ما هما عاوزين، حتي لو علي حساب نفسي، مبقتش تفرق.
- كنت عاوز اقولك حاجة أنا..
قعدت قصاده - طب ممكن أسألك علي حاجة مهمه الاول؟
- ماشي، اتفضلي
- فركت ايدي بتوتر - احنا.. احنا هنتطلق امتي؟
- نتطلق!
- اه
- ودا لية؟
- ازاي لية؟ انت شايف أن دي جوازة اصلا؟ شايف اي ملامح لنجاح العلاقة؟ احنا شبه منعرفش بعض.
- أنا عارفك، انتي بنت عمي.
- وبس، هي دي المشكلة، انا معرفكش، اعيش معاك ازاي؟
حسيت اني زودتها اوي وخصوصا ان شكله كان مبسوط، محبتش انكد عليه بس دي الحقيقة، قام وقف وقالي
- يمكن عندك حق، بس انا ليا رأي تاني
وقفت - رأي أية؟
- اننا نحاول، منحطش نفسنا تحت خانة المستحيل، نجرب ولو متوفقناش سوا هوصلك لحد بيت عمي واقول السبب عندي انا، موافقة نحاول؟
سكت شوية بفكر بحيرة - ماشي نجرب، بس وضعنا هيكون اية دلوقتي؟
- اممم، تمشي اصحاب؟
- تمشي جدًا
- ماشي يا حلوة
- ثواني، أنت عرفت منين اني بحب كلمة " حلوة " ؟
- العصفورة قالتلي.
حاولت أمشي حياتنا بصورة طبيعية نوعا ما، قدام الأهل بلاقيه مثلا يقولي « تسلم ايدك يا حبيبتي الاكل يجنن » وهو الي عامل نصه أصلا !
ومرة بابا قال إني فاشلة فمسك ايدي وباسها قدامه
وقاله « يا عمي انت ادتني جوهرة والله »
- ممكن نصلي؟
- نصلي!
- أنا مصلتش بيكِ من بداية جوازنا
- بس احنا يعني..
- انتي لسه هتتوتري، ما المصلية اهي، ادخلي اتوضي وتعالي.
مبقتش عارفة احدد احساسي، يعني هو عارفني ولا مش عارفة، مبقتش عارفة أنا مش عاوزة الجوازة تكمل علشان مبحبهوش ولا علشان اتغصبت عليه.
- الفيلم دا يجنن
- دا كرتون
- اه عارف انك بتحبيه
- فعلا.. ثواني انت عرفت منين ؟
- العصفورة قالتلي.
ضحكت فمسك ايدي ولمس علامة كبيرة، علامة جرح قديم
- لسه موجودة؟
- الجروح بتلم، بس آثرها هيفضل موجود علشان الذكري تعيش.
- لسه فاكرة؟
وانا صغيرة حصلتلي حادثة، الغريب إن الحادثة دي كانت معاه هو، كنا في المطبخ سوا وكان عمري ٩ سنين وكان هو ١٥ تقريبا، كان بيعملني ازاي بيعمل سلطة، شديت السكينة وجيت اجرب زيه جرحت نفسي جرح كبير اوي، لما شفت الدم مبيوقفش اغمي عليا، وساعتها مفهمتش أنا لية حصلي كدا ولما كبرت شوية فهمت أن عندي فوبيا من منظر الدم وفهمت برضو هو ليه مفضلش جنبي ومشي.
- زين
- الماتش شغال، امشي دلوقتي
- أنا ولا الماتش
- ودا سؤال يعني، الماتش طبعا.
ضحكت وقعدت قصاده - طب اسمع عاوزة اقولك حاجة
بصلي بسرعة ورجع بص للتليفزيون تاني - ها
- أنت لية مشيت زمان؟
مركزش في كلامي - مشيت روحت فين؟
- يازين اسمعني
- معاكي يا قلبي
- قلبي!
-...
اتغاظت - زين اقفل التليفزيون وبصلي
- معلش يا رحمة نتكلم بعدين.
اتضايقت منه قوي، كنت ناوية أقوله نرجع ولاد عم زي زمان، مش مجرد اتنين اصحاب، نتكلم اكتر ونفهم أكتر بدل ما احنا عايشين زي الي في فندوق كدا.
- طب افتحي هقولك حاجة
- .....
- يا رحمة ما انتي جيتي في وقت صعب برضو
- ....
- طب خلاص حقك عليا افتحي وهبوس راسك.
- ولا!!!
- قصدي ايدك، يا ستي هبوس اي حاجة مش هنختلف أنا جوزك برضو.
فتحت الباب وانا كاتمة الضحكة ووشي جامد - يانعم
- أية العيون المنفخة دي؟ الحلو كان بيعيط بسببي؟ لا اخص عليا أخص
- زين اتلم بقي.
- اتلم ازاي؟ اقعد علي الكرسي وانزل وشي واتكشف واحمر وانزل دمعتين ؟
ابتسمت - يوووووه
ربع أيده وسند علي الباب - شفت الضحكة خلاص حبك بان، الجميل كان عاوز أية؟
- عاوزاك تحل عني
- وإن محلتش؟
- هصوت والم عليك الناس اقول بيتحرش بيا
ضحك بصوت عالي ومأدركتش الخيبة الي انا قولتلها إلا لما قالي - أنا جوزك، اعقليها
- احم، لا عندك حق
- طب بصي، بما اننا اصحاب، وانا زعلتك تعالي نخرج.
لبست فستان بسيط كاجول، مرضتش احط ميكب، معملتش اي ابداع في شكلي، كنت حاسة اني عاوزة أظهر طبيعية بشكل كافي، من غير تزييف، كنت عاوزة اكون حلوة ويشوفني حلوة.
- تاكلي ايس كريم؟
- ماشي، بس هاته..
- توت عارف
- وانت عرفت منين ؟
- العصفورة قالتلي.
راح يجيب الايس كريم وانا وقفت اتفرج عليه، شكله اتغير عن زمان، بقي طويل، طويل بشكل اوفر مضايقني، اوكية مش مضايقني أوي بصراحة، عيونه سودا و دقنة.. أية الهبل الي انتي فيه دا يارحمة، فوقي هي مشاعرك راحة علي فين! اثبتي ايوا.. مين دي؟
- مساء الخير، يارب مكونش قطعت الحديث الشيق دا.
- رحمة ..
مسكت أيده فبصلي واستغرب كلامي
- مش تعرفنا يا زين علي القمر؟
بصلي باستغراب - دي آنسة هناء، زميلتي في الشغل.
- آنسة هناء!
بصتلها - هو حضرتك مدام؟ مش شايفه دبلة يعني.
ضحكت بميوعة - لا أصل زين مش معودني علي الجدية دي.
- زين! ومعودني؟
بصلته برفعة حاجب فبلع ريقه - هو انت معودها علي أية يا حبيبي، متشوقة اني اعرف؟
- ها، لا ولاحاجة، أستاذة هناء بتهزر، فرصة سعيدة يا فندم.
مشينا واول ما بعدنا عنها، فلت ايدي بسرعة من ايديه
- مين دي؟
- دي هناء، زميلة قديمة ليا في الشغل
- و ياتري أية شكل الزمالة الي بينكم يخليها تتمايص بالشكل دا.
- قصدك أية؟
- كلامي واضح
- كلامك مش عاجبني، انتي بتشككي في أخلاقي مثلا؟
سكت شوية - لا
- اومال أية؟
- معرفش، روحني
- انتي متضايقة كدا لية، ثواني كدا انتي غيرانة ؟
بصتله باستغراب - غيرانه !!
زين سافر شغل في بورسعيد، من يوم الخروجة وانا بقيت اتهرب منه ومن مشاعري، مبقتش طايقة تلميحاته وكلامه الملزق " قال غيرانة قال "
- أية صوت الستات الي جنبك دا؟
ضحك - يا بنتي أنا في الشركة
- وهي الشركة كلها ستات؟
- مش كلها
- مأنا بقول برضو.
- معظمها
- وانت قاعد معاهم، كلمني فيديو
- يارحمة
- حالا.
فتح الكاميرا، فبصيت من كل النواحي وهو واقف بيضحك
- علي اساس انك بتفتشي كدا مثلا!
- صح عندك حق، لف لفة حلوة كدا
- الف ! انتي اتجننتي؟
- متقولش مجنونة
- خلاص اقول مثلا، وحشتيني؟
اهو يارب هو الي بيخليني اقفل في وشه، قولت ميت مرة كار الرومانسية والدلع دا مش بتاعي.
- بقالك نص ساعة مكلمتنيش علفكرة
- بقيتي زي الستات الزنانة
- قولتك بخاف اقعد لوحدي.
- بتتكلمي بجد؟ طب ما روحتش عند عمي لية؟ أو مش بتنزلي عند ماما لية؟ طب اصحابك..
- انت هتيجي أمتي؟
سكت شوية فاستغربت - زين!
- انت بتكلميني أنا؟
ضحكت بصوت عالي - أنت مجنون؟
- وبقيتي تضحكي وتدلعي والدنيا حلوة وانا مش موجود ولما برجع الاوضة بتتقفل وبنتكلم بالاستشعار عن بعد، اه يا بختي.
- ماله بختك أن شاء الله
- بطه في نفسه وزي القمر
ابتسمت - احم هو انا مقولتلكش
- لا مقولتيش
- وحشتني.
قفلت السكة تاني، لا انا بس الي اقول كلام حلو لما الغزالة تكون رايقة غير كدا يستحيل.
- رحمة انتي اتغيرتي
- يمكن علشان بقيت أشوفك كزين.
مكلمتوش الصبح، بعت مسدج علي الواتساب « وإن كانت كفوفك رخوة سأعلق بها »
بعتلي « مش فاهم »
بعتله « مش مهم، خليك عارفها بس. »
بعدها بيومين سمعت صوت باب الشقة بيتفتح
- أية الضلمة دي؟ يا قوم.
خرجت من المطبخ وانا ماسكة السكينة في اللحظة الي دخل فيها، غصب عننا خبطنا في بعض فايده اتعورت
مسكت ايده وبصيت للجرح بخضه
- اهدي، حاجة بسيطة
- انت كويس؟
كنت بحاول اهدي، وانا بحط ايده تحت الحنفيه
- اهو يارب يوم ما ارجع البيت، بتسيح دمي، مش هبات برا البيت تاني والله.
مضحكتش وحسيت بدوخة خفيفة فسندني بسرعة
- رحمة
- أنا تمام.
قعدني علي كرسي وقعد قصادي
- انت تعبانه؟.. اوبا الفوبيا، أنا اسف والله اسف نسيت.
الجرح كان وقف، كان خدش بسيط فضحكت
- تعرف ان عمري ما كان عندي فوبيا من الدم
- أية!
- أنا جالي فوبيا أو خوف من بعدك، كنت طفلة راحة جاية معاك، معرفش صاحب أو أخ غيرك.
- أنا.. أنا مشيت لاني حسيت أن وجودي بيسببلك الأذي خصوصا بعد الفوبيا والدم و الحاجات الي حصلت زمان.
- أذي! انت ازاي تفكر كدا؟ تعرف اني عمري مشوفتك اخ؟ تعرف اني متغصبتش عليك بس كان لازم اعمل أية لاني افتكرك كارهني؟
- كارهك! انتي ازاي تفكري كدا
- اومال افكر ازاي وانت...
- أنا بحبك.
اتكسفت فحاضني وهمستله - عارفة
همس - عرفتي منين ؟
- العصفورة قالتلي.

« وإن كانت كفوفك رخوة، سأعلق بها » ⁦♥️⁩

#رحمة_طارق
#حكاوي_زين

-
-

اسكريبتات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن