اسكريبت (١٢) "آية الإبشيهي"

510 27 0
                                    

=تسمحيلي اقعد هنا ! مافيش مكان
"اه طبعا اتفضل"
قعدت جانبها وسيبت مسافة معقوله ورجعت ابص على معظم الناس اللي موجودة في الحفلة... تقريبا مااعرفش حد غير ابن خالي ومراته، شوية وحسيت بحاجة على إيدي واتشالت بسرعة
"متأسفة مااخدتش بالي"
=لا ولايهمك
ركزت شوية معاها ولقيتها بتدور على حد وبتفرك في إيدها بتوتر ملحوظ، بصتلي وبعدها بصت في الأرض
"لو سمحت"
=بتكلميني انا!
"ايوا، هيا دكتورة هبة مش واقفة! "
بصتلها باستغراب وبصيت ل هبة اللي جاية علينا
هبة: أخباركم ايه! و إيه رأيكم في الحفلة
"كويس إنك جيتي أنا عاوزة أمشي"
هبة: ليه بدري كدا؟ أنتِ اتضايقتي من مراد ولا ايه؟
=انا مااعرفهاش أصلا
هبة: دي آية اللي كلمتك عليها، آية دا دكتور مراد، الدكتور النفسي اللي قولتلك عليه
لحظات وقفت مش فاهم!! هيا قالتلي علي حالة كفيفة ودي..!
"طب انا عاوزة أروح يا دكتورة بعد إذنك، ينفع توصليني لعربيتي؟ "
هبة: ممكن الدكتور بتاعك يوصلك ايه رأيك؟
=ماعنديش مانع
"هستغلك كدا على طول"
=يا ستي أنا موافق
هبة: طب عن إذنكم أنا أشوف الضيوف
وقفت جانبها ومديت إيدي، بس لقيتها فردت العصاية اللي معاها
=ادا؟
"امسكها من النص"
=طب هاتي إيدك!
"لا ما العصاية موجودة، مش لازم إيدي"
خرجنا برا البيت ووقفت وبصتلها
"وقفت ليه يا دكتور؟"
=ممكن عشان ما أعرفش عربيتك
"ااه صحيح، ثواني"
طلعت فونها واتكلمت ودقيقة وكانت العربية واقفة قدامنا
"متشكرة جدًا لحضرتك يا دكتور"
=العفو ماعملتش حاجه
"هبقي أكلم دكتورة هبة و.. "
أخدت الفون من إيدها
=وليه تكلمي دكتورةهبةوأنا موجود!، انا سجلت رقمي عندك ب مراد نفسية
سمعت صوت ضحكتها ف بصتلها تلقائي
"مراد نفسية!!"
=أصلي عارف الأسامي الغريبة اللي أنتم بتسموها دي
"أنتم مين؟"
=البنات يعني
"ااها..تمام هتكلم حضرتك"
=تمام هنتظرك
"بعد إذنك"
=اتفضلي.
ركبت العربية ومشيت وانا فضلت واقف دقيقتين، لطيفة وجميلة ماكنتش متخيل أبدًا أنها تكون الحالة اللي جاي عشانها، لولا أن هبه قالت أنها كفيفة مااظنش أني كنت هعرف!
..............
"ممكن اقعد!"
التفت بسرعه واستغربت أنها وصلت في المعاد مظبوط.. واستغربت أكتر أنها واقفة قدامي!
=ادا عرفتي منين أني قاعد علي التربيزة دي؟
"أكيد يعني أنا مش خارقه وهحفظ ريحة البيرڤيم بتاعك من مرة!"
=ما أنا مستغرب برضه!
ابتسمت وحطت شنطتها علي التربيزة..شديت لها الكرسي وقعدت
"أنا اخترت الكافيه ده لأني كنت دايمًا أجي هنا ومازلت يعني"
=اممم وعرفتي منين أني قاعد علي التربيزة دي؟
"عشان انا طلبت من حضرتك تقعد علي تربيزة يكون جانبها شباك.. ومافيش إلا واحده بس اللي بتكون فاضيه في الوقت ده.. وزيادة احتياط خليت السواق يدخلني، بس كده"
=أنا بسأل كتير صح!
"لا عادي أنت بتستفسر"
=تمام، تحبي تشربي حاجة؟
"لو قهوة ممكن!"
=تحبيها ايه؟
"زيادة"
طلبت اتنين قهوة ورجعت بصيتلها تاني
=بس غريبة.. أول مره أشوف واحده بتشرب قهوه زيادة
"أصلي ماليش في جو العمق ده أوي..أنا بحب القهوة بس عمري ما جربتها سادة، طعمها المُر مش بحب أبدأ بيه يومي"
=ليه مش حابة الجلسات تكون في العيادة؟
"نفسيتي بتتعب شوية من الدكاترة، حتي لو دكتور نفساني.. بس المرة الجاية هتبقي في العيادة"
=علي ما تتقبلي الموضوع!
"بالظبط"
=المكان هنا لطيف وجميل
"فعلا"
=هيا الحادثه كانت...
"من سنة"
=وليه ما فكرتيش في العملية بدري مثلا!
"ماكنتش مستوعبة أصلا اللي حصل، صعب الواحد يفقد حاجة مهمة زي بصره!"
=عندك حق.. بس عرفت إنك هتعملي العملية عشان رغبة والدتك، يعني مش قرارك!
"هو لو كان قراري هحتاج لدكتور نفسي ليه؟"
=وجهة نظر..
الجرسون حط القهوة وشربناها واحنا بنتكلم.. تقريبًا عرفت كل حاجه عنها، وأنها انعزلت عن العالم بعد الحادثه، ومش قادرة تحط أمل في العمليةعشان لو فشلت.
"أنا تعبت من الكلام الصراحه"
=لو تحبي نكمل المرة الجاية
"ااه أحب جدًا"
=تمام.. يبقي نكمل الجلسة الجاية في العيادة
"تمام أن شاءالله"
=أوصلك للعربية؟
"ااه ياريت لو ينفع"
طلعنا برا ووصلتها للعربية كانت لسه هتركب بس رجعت وقفت و بصت قدامها
"حضرتك عندك حاجه دلوقت؟"
=لا!
"طب ممكن استغلك لمدة ساعه واحده!
=تستغليني!
"لو ينفع"
=ولو ماينفعش ينفع ليكِ.
ضحكت وركبت وركبت جانب السواق ومشينا.
=ادا؟
"هنقعد علي البحر شويه لو مش هيضايقك"
=لو كل الاستغلال كده ف انا موافق دايمًا
قعدت علي الرمل قدام الشط والابتسامة كانت علي وشها، حسيت بشعور حلو جوايا أني كنت سبب بسيط ف الابتسامه دي.
"حلو البحر مش كده!"
قعدت جانبها وبصيت للبحر
=جدًا..بقالي قد ايه ماجتيش هنا؟
"لما كنت في ثانوي كنت بقول لما ادخل الجامعة هخرج براحتي..ولما دخلت الجامعة قولت بكرا هشتغل واعمل اللي نفسي،ولما اشتغلت كنت كل يوم بأجل أي لحظة حلوة بحجة أن العمر قدامي لسه،ماكنتش متخيلة أن ممكن يجي  اليوم اللي أكون قاعده فيه قدام البحر ومش شيفاه!"
=احنا بنضيع وقت كتير من عمرنا علي الفاضي للأسف.
"حقيقه فعلا"
= تخيلي كده تعملي العملية وتنجح
"وارجع أشوف تاني!"
=وماتستخدميش العصاية أبدًا
"وأروح أي مكان نفسي فيه من غير حد"
=وترتاح من "مُراد" نفسية
صوت ضحكتها كان لحن من نوع تاني! لحن بيعزف علي وتر القلوب.
"أنا ماقولتش أبدًا أنك أسمك كده!"
=بس في احتمال أنك كنتِ هتسميني كده
" و احتمال إني أكتب اسمك عادي"
=من حلاوته يعني!
"ااه طبعا.."يا مُراد فؤادي وملجأ أيامي..يا من تكمُن بين حروفك أمانيّ وبين حنايا يداك الآمان"
لحظات صمت كنت بستوعب اللي قالته!
=مين ده؟
"هو مين!"
=اللي قال كده واتقال لمين؟
"أنا اللي بقول كده..وماتقلش لحد دي خطرت علي بالي لما قولت أن مش عجبك اسمك"
=لا حبيته خلاص والله..حد يسمع اللي قولتيه ده ومايحبش اسمي، تخيلي كده وأنتِ بتقولي يا مراد قلبي و ايه؟؟
"ماقولتش يا مراد قلبي خالص"
=طب قوليها تاني كده
"لا خلاص بقي هيا بتيجي علي الخاطر مرة واحده"
ابتسمت ورجعت بصيت للبحر تاني
=ايه أول حاجة هتعمليها أول ما تفتحي؟
"هاجي هنا، هقعد في نفس المكان ده بس باختلاف بسيط"
=ايه هو!
"هقولك عليه لو ربنا أراد والعملية نجحت"
=دا وعد؟
"أكيد..يلا نمشي!"
=ليه..دا الجو جميل كمان مكان مناسب للجلسات وغير مُكلف والله
"اشكرني بقي"
=أشكرك يا ستي..وياريت نكون هنا المرة الجاية برضه
"أن شاءالله"
مشينا وبقينا كل مرة نتقابل في كافيه علي البحر وبعدها أخدها تتمشي علي الشط شوية
.............
"خليني أنا بقي أسألك لو ينفع! "
=هو مين فينا الدكتور عاوز أعرف!
"ما أنت عمال تتكلم بقالك أكتر من ساعة"
=اتفضلي
"أنت دلوقت شايف ايه قدامك!"
=شايف البحر!
"لا مش قصدي، يعني مين اللي بيتكلم معاك؟"
=أنتِ!
"ايوا بالظبط أنا مين بقي؟"
=أنتِ آية في ايه!..أنتِ كويسه!أكلم هبه؟
"لا يا دكتور مراد افهم"
=فهميني
"يعني أنا كان قصدي...انا مااعرفش، قصدي أنت..يوووه خلاص مش عاوزة أقول حاجة كمل كلام أنت"
=هشرب قهوة تشربي؟
"أنا جعانة"
=اجيبلك ساندوتش؟
"فطااار ياااعم"
=هتكليني! خلاص حاضر.
جيبتلها فطار وقهوة ليا ورجعت قعدت قدامها
=بقولك ايه!
"همم"
=بصراحة نفسي أسألك السؤال ده بقالي كتير
"ايه دكتور!! اوعي تقع في حب المرضي بتوعك!"
=بقيتي ظريفه اوي اليومين دول..المهم
"انا قولت أحذرك..المهم قول"
=أنتِ متخيلة شكلي ازاي؟
"ليه بتسأل؟"
=حابب أعرف!
ضمت إيديها وبصت قدامها 
" بشرتك قمحي مثلا، عيونك عسلي أو سمرا..ممكن يكون عندك غمازات! أو علامات تنصيص دي عارفها.. مش مربي دقنك،شعرك جميل بتعمله اسبايكي"
حطيت إيديها علي شفايفها وضحكت
=بتضحكي علي ايه؟
"عمري ما تخيلت في يوم أني أوصف شكل حد قاعد قدامي..الموضوع حلو وبيضحك،المهم انا وصفي كام ف  المية تقريبا؟"

= 70% مثل..ثواني هرد علي الفون.
قومت كملت مكالمتي بعيد عنها وبعدها رجعت قعدت ع الكرسي بس كنت حاسس أن في حاجه اتغيرت فيها!
=مالك! في حاجه حصلت؟
"لا أبدًا...أنا بس لازم امشي لأن عندي معاد مع دكتورة هبه"
= وأنا كمان عندي معاد كمان ساعة..يلا أوصلك للعربية؟
حركت راسها وفردت العصاية ومشينا.
..................
=يعني ايه هتعمل العملية كمان يومين؟ وأنا ازاي مااعرفش!
هبه:هيا طلبت أني ماقولكش!
=ازاي وانا الدكتور بتاعها؟
هبه: هيا بقالها اسبوعين بتابع مع دكتورة هنا في المستشفي.
=وأنا؟
"أنا مش عارفه ايه الموضوع بس ممكن تطلع تتكلم معاها.
ماكنتش عارف ايه اللي غيرها فجأة كده! بقالها اكترمن أسبوعين لا بترد علي مكلماتي ولا بشوفها..وصلت لأوضتها وخبطت
"مين؟"
=ممكن أدخل؟
"اتفضل"
شديت كرسي وقعدت قدامها
=أخبارك؟
"الحمدلله"
=غايبه عني بقالك فترة؟
"بعتذر"
=ممكن أعرف السبب؟
"ليه؟"
=مش من حقي أعرف سبب عدم ردك علي مكلماتي، وأنك بتتجاهليني.
"أنا كان ورايا حاجات تانيه كتير، ثم أنت دكتور أكيد مش هيفرق معاك حالة زيي"
=حالة زيك؟
"دكتور مراد أنا بشكرك أنك..."
=مش عاوز أسمع شكر أنا عاوز مبرر
"مافيش مبرر!"
=ينفع استغلك؟
"افندم؟"
=طلب بسيط!
"لا"
=يبقي تقولي
"لو سمحت أخرج"
=بس...
"لو سمحت"
فتحت الباب عشان اخرج ولقيت هبه قدامي ف شاورتلها وفضلت في الأوضة
هبه: -في ايه يا آية...ليه كل ده
"كده أحسن"
هبه:طب علي الأقل قوليلي مش عاوزة تكلميه ولا تشوفيه تاني ليه؟

"عشان حسيت أني اتعلقت بيه..عشان ماينفعش أبدًا أنا كفيفة وغير كده أنا مريضه عنده يعني ماينفعش خالص، وكمان أنا مااعرفش شعوره ناحيتي ايه؟"
هبه:أنتِ بجد مش عارفه شعوره ناحيتك ايه؟
"لا مااعرفش وحاسة أن الموضوع ينتهي كده أفضل وبلغيه شكري علي صبره وطول باله علي  حالتي وجناني "
بصيت ل هبه ورجعت بصيت لها تاني
=جنانك ده كان أحب شيء لقلبي.
"أنت..أنت هنا؟"
=ثم أني ليه حاسس أن الموضوع مفروض ما ينتهيش كده، كمان مفروض أنتِ اللي تبلغيني بشكرك مش حد تاني!
"أنا مش عاوزة أشوفك أبدًا يا مراد أخرج"
=وأنا نفسي تشوفيني جدًا وأكون أول حاجه عيونك تشوفها بعد ماتعملي العملية.
..............
=كان لازم يعني البحر دلوقتي؟
"دا كان وعد ولا نسيت!"
=لا ما نسيتش..ولا نسيت الدراما اللي عملتيها
"خلاص يا مراد بقي الله فات شهر علي الموضوع ده!"
=طب يلا عشان نلحق نجيب الشبكة والدتك في العربيه مستنيانا
"طيب..يلا، هو أنت كنت مسجل اسمك عندي ايه"
ضحكنا ومشينا
=قوليلي بقي أنا اسمي حلو ليه
"آخر مرة هقولها"
=مش آخر مرة أوي يعني
"يا مُراد فؤادي وملجأ أيامي..يا من تكمُن بين حروفك أمانيّ وبين حنايا يداك الآمان"
#آية_الإبشيهي.
رأيكم فضلا💙

اسكريبتات Where stories live. Discover now