اسكريبت (٣) "هدير هاشم"

553 37 0
                                    

-طلع قتل مراته بجد.
-‏متجيش القسم تاني.
-‏انا باحثة ماجستير ومعايا تصاريح.
-‏ يا دكتورة اسمعي الكلام.
-‏هروح قسم تاني!

طلعت من المكان وقعدت على الرصيف بصدمة، كنت حاسة بخنقة كبيرة وكأن في حاجة ماسكة قلبي بتعصره.

بصيت على الملف تاني واتنهدت بصعوبة، منظرها يخوف، والقصة كلها تخلي الإنسان يفقد الأمان في البشر.

الوحيد اللي استأمنته عليها، اختارته من بين كل البشر، وافقت تسيب الكون علشانه، هو اللي قرر يخلَّص عليها!

- أهي جت أهي.
قفلت الباب وبصيتلهم:
- في إيه؟
رد بابا:
- أنا وافقت تكملي ماجستير في التخصص ده علشان شوفت انك حباه وقولت متزعلهاش، لكن هتوصل للمرحلة دي يبقى هتقعدي.
بصيتله بصدمة:
- أقعد؟
- ‏أيوة تقعدي، فاكرة نفسك الحاكم بأمر الله! بصي يا تاج القضية اللي معاكي دي تعتذري عنها لدكتورك، وإلا مش هتكملي.
- ‏حصل إيه لكل ده؟
- ‏حصل أن القاتل حاول يهرب بعد تسليمك للأدلة الجديدة، وده معناه حاجة واحدة.
بصيتله بفخر:
- إني كنت صح.
بصلي بجمود ووقف وهو بيقول:
- إنك في خطر، وده أنا مش هسمح بيه.
خرج من الآوضة فبصيت لـ عُدي وكنت هتكلم قالت ماما:
- عدي مقالش حاجة.
- ‏اومال بابا عرف إزاي؟
- ‏من أنس.
- ‏أنا هطلع روحه ابن أختك ده

خرجت للبلكونة وأنا شايلة الهم، ياربي يعني دلوقت المفروض أتصرف ازاي؟
وحلمي اللي بسعاله بقالي سنين، يارب ده فاضل فصل في الرسالة وتخلص!

- شكلها اتعقدت على الآخر.
بصيتله ولفيت وشي فقال:
- أنا ذنبي إيه؟
- ‏ذنبك أنك عملت بوليكة في القسم وسمَّعت أنس بينا وجه حكاله جري.
- أنتي يبت عبيطة! هو أي حد يبقى غلطان غيرك حتى لو بتقولي أي كلام.
- ‏متنرفزنيش!
- ‏أهدي وانا هحلهالك.
- ‏وحياة أبوك؟
- ‏وحياة أبويا.
- ‏أجدع إبن عم والله أحسن واحد في العيلة معروفة و..
- ‏بس أنتي مصدقتي، روحي اعمليلي شاي.
- ‏لا بقولك أطلع عند أمك مش فاضيينلك.

عُدي اكتر شخص بيدعمني في الدنيا، لطيف لأبعد حد،  ومسؤول لأقصى درجة.

علاقتنا مش من الطفولة، لأنه مكنش موجود طول الوقت، لكن من مدة بدأنا نلاحظ أن دماغنا واحدة فبقينا نتفاهم.

مش مجرد ابن عم وخطيبي، لأ ده نفسي، نفسي بجد، يعني أيا كان غلطي أو العك اللي بعمله هو أول حد بجري عليه، وعمره ما ندمني على كده.

يمكن علشان كده كنت بقول أن مش أي علاقة تنفع تبقى ملاذ لينا، ومش أي شخص ينفع يبقالنا سِر.

- عايزة أقعد معاه علشان هبعت التقرير للدكتور النهاردة.
- ‏أقعدي...
قعدت وأنا بتنهد:
- ها؟
- ‏مش هينفع تبقي لوحدك.
- ‏يعني إيه!
- ‏يعني لازم حد يحضر معاكي.
- أنت عارف أنه مش هينفع يا عدي، هو مش هيعترف ولا هيتكلم قدام حد معايا.
- ‏ولا حتى معاكي هيعترف، بس أنا عايز أريحك.
- ‏أيوة يعني إيه!
- ‏يعني هدخل معاكي لو ناوية تقابليه.
نفخت وأنا برمي الشنطة بعصبية:
- ‏يوووه.
رجع بضهره لورا وهو بيلعب بالقلم:
- ‏والله أنس موجود النهاردة ولو عرف هيروح يقول لأبوكي إنك دخلتيله وممكن يزود من عنده كلام بقا وأنتي مش تايهه عنه، فـ براحتك.
- ‏خلاص يا عدي ماشي، بس متتكلمش...

اسكريبتات Where stories live. Discover now