اسكريبت (٦٧) "رحمه طارق"

930 48 0
                                    

مكان ضلمه، مخيف، بنت عندها ٤ سنين تقريبًا سَندت ضهرها بخوف ودموعها نازلة وسامعين أصواتهم من ورا الباب، صوتهم عالي، البنت بتترعش ومش شايفاني، حاولت أمد إيدي أكتر وهي بتحضن نفسها أكتر وبدأت تعيط بصوت عالي إنتبهنا سوا علي صوت رجالي برا الاوضة دي.
- هات البنت وسيبنا نمشي
- لما تجيب حقي الي لهفته الأول
- يا مغربي خلينا نتصافي سوا بلاش العيال
- وحيات أمك! بعد أية يالا؟
صوتهم عليَّ وسمعت صوت خطوات بتقرب مننا 
- طب أوعي بقي، أنا هاخدها غصب عن أهلك
وهنخرج من هنا.
سمعت صوت ضحكة - من ناحية هتخرجوا فأنتوا هتخرجوا من الدنيا كلها.
سمعنا بعدها صوت شدة زيناد، رصاصة، صرخة، باب بيتفتح، دم، وأخر حاجة شفتها ملامحها المرعوبة وهي بتبص في عيوني لأول مرة وصرخت "  بااااااااااااااابا "

صحيت علي هزة في كتفي، كانت نور صاحبتي، بصتلها بعدم بإستيعاب " دا كان حلم ! "
مين البنت دي بس؟ أنا حاسه إني أعرفها
يارب أمتي أخلص من الكوابيس دي بقي.
- إنتي نايمة هنا لية؟
إتعدلت ورفعت راسي من علي التربيزة
- هعمل أية بس الشغل كتير أوي وعمو حسن تعبان وشغل المكتبة كله عليا غير مذاكرة الكلية
- وعليكي من دا كله أية بس؟
قومت أرتب الكتب وأنا ببصلهم بشغف - وهجيب فلوس منين يا نور؟ هفضل محملة علي يوسف كدا كتير؟ مش كفاية أنه بيشتغل شغلنتين مع بعض علشان يلاحق علينا.
- خير المهم، أنا هروح المقابلة في الشركة الي قولتك عليها
- بتاعه الالكترونيات؟
- ايوه
- طيب أنا هفوت علي يوسف وأخلص الشقة ويمكن أجيلك ونروح سوا
- تمام

أنا ويوسف تؤام، هو سندي ورجلي والي باقيلي في الدنيا كلها، بابا وماما ماتوا وأحنا صغيرين، كبرنا سوا، مكنش لينا حد في الدنيا غير عمي الله يرحمه وهو كمان سابنا وأحنا عمرنا حوالي ١٤ سنة، وساعتها كان لازم واحد فينا يتخلي علي حياته ومراهقته في سبيل التاني.. وكان يوسف.

فجأة مبقاش تؤامي لا، كبر عني بكتير، الدنيا قسته اوي
ساب اللعب والهزار، حط رجله علي أول الطريق لوحده بشجاعته، حطني علي كتافه ومشي، مرت عليه الدنيا
طرق شالته وآزمات قابلها كتير اوي
تعب وكأنه بيفضيلي الطريق وبعد ما تعب وقدر يتعلم ويشتغل ويفتح بيت لينا كانت حانت اللحظة إني لازم أنا كمان أكبر وارجع تؤامه من تاني أخفف عنه ولو بالغصب.

- اتأخرت لية يا بني كل دا؟
رد بتعب - كنت عند عم متولي
شفت ملامحه الحزينة فعرفت السبب - برضو موافقش؟
رد بغضب - أنا معرفش اعمل أية تاني! قوليلي أنا بأيدي أية، شقه وأجرت، وقربت اقبض الجمعية علشان تجيب الشبكة الي تحبها، وموافق علي كل الي يطلبه والي طالع عليه
" هتريح بنتي ازاي وانت مش عارف حتي ترتاح ؟ " هو ماله ومال راحتي، أنا كويس اهو.

قعدت جنبه - لا مش كويس، انت مش شايف نفسك؟ دا منظر شاب في العشرينات ياربي ! من الشركة للمحل للتجار وبتيجي تتغدي بالعافيه وكام ساعه الي بتنامهم يبقي فين الراحة الي بترتاحها دي؟
غمض عينه بتعب - متجيش عليا يارحمه، كفاية الي أنا فيه.
اتعصبت - مقولتلك أنزل اتدرب مع نور وأنت الي مش راضي فيها أية لما نساعد بعض
قام وقف - كلام في الموضوع دا منتهي، انتي عارفة ردي كويس مش علي أخر الزمن هشغل اختي علشان تصرف عليا، أنا بسيبك تنزلي المكتبة بمزاجي علشان بتحبي قعدتها وعلشان غلاوة عم حسن عندي، لكن شغل بجد لأ لما تتخرجي ومفيش حاجة تعطلك ابقي إشتغلي أو لما اموت ابقي إعمليها.

اسكريبتات Where stories live. Discover now