اسكريبت (٢٢) "رحمه طارق"

590 20 0
                                    

- أنت حر.
- بقي كدا؟ طيب يا رحمه طيب.
- أنت رايح فين وسايبني؟
- رايح في داهية.

زعق وساب البيت ومشي. قعدت أعيط شوية وبعدين طلعت فوق السطح، الجو كان هوا وبرد شوية، محاولتش أنزل ألبس تقيل، سيبت نفسي للبرد والحزن، سيبت كل حاجة وفضلت سرحانه لحد ما أفتكرت أول مرة شفته فيها ..

- هروح أسلم على أصحابي وأجي.
- طيب متتأخريش عليا.
- متقلقيش ثواني وراجعة.

قعدت مكاني بتوتر وبدأت أندمج مع أجواء الحفلة، انا معرفش الناس دول، بس صاحبتي تعرفهم واتحايلت عليا كتير علشان مسبهاش تيجي لوحدها.
كنت لابسة فستان أحمر وهيلز أسود، وسيبت شعرى حر كعادتي. حطيت ايدي علي خدى وابتسمت لما سمعت صوت اسمهان بيقول برقة وعتاب :
« إمتى هتعرف إمتى إنّي بحبّك إنت ؟ »

ومع كل مرة كانت تكررها كنت ابتسم أكتر وانا بسأل نفسي، شكله أية الحب دا؟ يا ترى فيه واحدة ممكن تغني أغنية اسمهان لحبيبها وتعترف قصاده من غير حسابات عقل أو منطق وتقول « إني بحبك أنت. »

وقبل ما أفكر في الأجابة شفت أيد بتتمد قصاد عيني وصوت وصل لقلبي قبل عقلي بيقول :
- ترقصي؟
- أنا..
وقبل ما أفكر في أني أقبل أو لا، لقيت إيدي بتسكن إيده. وقفت وميلت معاه وحسيت ساعتها إني فرحانه زي العيال الصغيرة. اسمهان حبت تنبهني فقالت :
« بناجي طيفك واتمنى أشوفك. »
رفعت عيني في اللحظة دي فلقيته مبتسم، معرفتش أنطق غير بسؤال بسيط :
- أنت مين؟
- مش مهم.
فابتسمت وميلت معاه من جديد.

« يللي غرامك فى خيالي و فروحي ودمي، إمتى هتعرف إمتى إنّي بحبّك انت.. »
وساعتها سألت نفسي وقلت هو يمكن يكون خرج من طيف أحلامي علشان أقع في حبه؟ هو ينفع أقع في حبه دلوقتي ؟
- لا، مهم.
الموسيقى وقفت، بصلي فبصلته، ومرة واحدة شديت ديل فستاني وهربت من قصاده وكنت فاكرة ساعتها أنه حلم جميل صغير وصعب.. صعب أوى يتحقق.

بعدها بفترة قصيرة، صحيت الصباح زي عادتي، أخدت كتاب صغير ونزلت الكافيه الى قريب من البيت، قعدت شوية وسمعت مزيكا وقبل ما أطلب حاجة، حسيت بحد بيشد الكرسي الي قصادي، رفعت راسي فكان هو.
- تشربي قهوة؟
- أنت !
شبك أيديه على الترابيزة وقال :
- اه أنا، دورت كتير على بطلة فيلم قديم خرجت ترقص معايا رقصة صغيرة وهربت من بين ايديا.. دورت كتير ولقيتها.
- بس أنا مش بطلة فيلم ولا ينفع كل شوية أهرب من جديد.
- مش عاوزك تكوني بطلة فيلم، أنا عاوزك واقع، وبالنسبة للهروب نبقي نهرب سوا يا ستي متشيليش همه.
ضحكت ضحكة صغيرة فابتسم وقال من جديد :
- مجاوبتيش.
- على أية ؟
- تشربي قهوة؟
- أشرب.

ومن ساعتها بدأنا نتعرف على بعض، نخرج سوا، ناكل، نغني، وحتى نرقص.. مبقاش حلم وصعب يتحقق بقي واقع بقدر احركه بابتسامة صغيرة لقلبه.

رجعت للواقع مبتسمة، مين كان يصدق أن بطل احلامي يبقي جوزي وحبيبي ودنيتي كلها؟ من كان يصدق أن أول حاجة جمعتنا كانت رقصة وصوت اسمهان ورعشة إيد؟
مين يصدق أنه نزل زعلان مني علشان اتضايقت من اسلوبه وغيرته الغير مبررة طول الوقت؟ ماهو مش معقول كل شخص هبتسم له بدون قصد هكون بحبه زيه يعني !
هو لو يشوف بس مقدار حبه جوايا مكنش فكر مرة بالطريقة دي. سمعت صوت خطوات بتقرب وحد بيقعد جنبي، ابتسمت جوايا ومتكلمتش لحد ما قال بتردد :
- بردانه ؟
- ملكش دعوة.
حسيت بيه زعل فسألته باهتمام:
- جعان؟
- ملكيش دعوة.
بصينا لبعض لثواني وبعدين ضحكنا فجأة، قربت منه وراسي وقعت على صدره، حضن كتفي ودفي إيدي واتنهد وقال :
- أنا أسف .. اتعصبت عليكِ من غير ذنب.
- أنا كمان أسفة إني مفهمتش غيرتك، بس أنا..

قطع كلامي رنه تليفوني، كنت حاطة أغنية اسمهان رنه علشان افتكر الذكرى طول الوقت وكل لما نزعل من بعض افتكر فاسامحه من جديد. بصتله فابتسم روحت تَبِتّ في أيده و غنينا أنا واسمهان سوا..

إمتى هتعرف إمتى إنّي بحبّك انت ؟ ⁦♥️⁩
⁦⁦
#رحمة_طارق

اسكريبتات Where stories live. Discover now