اسكريبت (١٤) "هدير هاشم"

590 25 0
                                    

- العشق زين يا بتي، بس الهموم تقلت على كتاف الرجال.
ومين دلوك يلاقي راجل كيف الجبل، يسلمه وردته بيده يحتويها، يحن عليها، وعارف كيف يحافظ عليها ويكونلها حامي.
- حديتك كيف البلسم يجدتي.
- ‏وحقيقي كيف العلقم يا أمانا.
- ‏بس سكَن يستاهل على أكده!
مسكت ضفيرتي:
- سكَن راجل، بس ميعرفشي عوايدنا عاش وكبر في الغربة مع أبوه.
- ‏يعني إيه يا جدتي؟
- ‏يعني ياجي الإجازة دي وبعدها نشوف ابوكي كيف هيتصرف.

مسكت ضفيرتي من أيديها وابتسمت وأنا بفتكره، كل بنات البلد بيحبوه، بيحبوا إنه مختلف، وغريب، وقوي، وجامع بين الصعيدي والبندر، بس هو مبيعجبوش حد في البلد، ولا في الكفر كله.

وكأننا مش بنات في نظره، بس هو معاه حق، ظهر زي الفارس، وخطف قلوب كل البنات.

- ازيك يا أمان؟
حطيت الطرحة على رأسي وابتسمت:
- الحمد لله.
- الحاجة هنا؟
- ‏جوا هتفرح بيك، حمدالله على سلامتك.
- ‏الله يسلمك.
- ‏عمي هيجي؟
- باذن الله.

اتحركت من قدامه لما وصل لعند جدتي، سلم عليها واتكلم معاها بوِد، وضحكته! آه على ضحكته واللي بتعمله في قلبي.

قربت عليه خطوة بخطوة وهو واقف بين الشجر، البلد هواها بيخطف القلب، بطبيعتها كده شبهه.

- الجو غريب عليك؟
ابتسم:
- انتي اللي غريبة، ولهجتك حلوة.
بصيت في الأرض:
- بحاول أبقى زيك. زيكم يعني.
- يا أمان أنتي جميلة بأصلك، وبطبيعتك، وحلوة علشانك أمان.
- ‏غريب.
- ‏ايه الغريب؟
- ‏أنت، وكأن فيك من أسمك، جدتي دايمًا تقول إن السكن بعيد، بُعد بلاد، وأول مرة أعرف قصدها.
ابتسم:
- قصدها ايه؟
- ‏قصدها عليك، أنت بعيد يا سكَن برغم أنك سكَن.
- ‏مش فاهمك.
ابتسمت:
- وه ياناس! مفاهمشي كلامي، دانا اتغر.
ضحك:
- قصدي معناه يا أمان.
وقفت وأنا ببصله وكأني بحفظ ملامحه:
- بُكرا، بُكرا تفهم قصدي يا بعيد.

مشيت من قدامه وأنا بحاول ألم دقات قلبي، وشايفة ضحكته في كل حاجة حواليا، لما بيحضر الورد بيفتح، وبهجة الربيع بتحل على قلبي، والفراشات بتحوم حواليا وانا بغير، بغير على قلبي.

- يعني ايه يا عمي!
- ‏ابن خالها جاي وعايزها...
- ‏رأيك ايه يا جدتي؟
- ‏كيف ما أبوها يحكم، هي بته وهو أدرى بمصلحتها.
- ‏ورأيها وتعليمها؟
- ‏ مالوش لزوم، انا شايف اني أوافق ونكتب على طول، هما مش أغراب يعني.
وقف قدامهم:
- خدوا رأيها الأول ده حقها.
- ‏البنته هنا ملهمش حقوق يا سكَن.
- ‏يا جدتي فين رأيك.
بصيتله واتنهدت:
- هاتها عاد يا ولدي.

كنت داخله المندرة وانا خايفة، أبويا وجدتي، وعمي كامل كمان، وغريبة يجتمعوا، اخر مرة كانت في جواز رحمة بنت عمي.

- ‏ادخلي يا أمان.
قربت خطوة بخوف:
- نعم يا جدتي.
- ‏قولها يا ولدي.
- ‏أنس متقد وأنا هوافق.
قام من مكانه:
- أقعدي يا أمان، دلوقت انتي موافقة على أنس؟

اسكريبتات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن